المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الظروف الملائمة لفتح الشام - أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين ت شيحا

[محمد رضا]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌ترجمة حياة أبو بكر الصديق1 رضي الله عنه

- ‌بعض الأحاديث المصرحة بفضل أبي بكر

- ‌حديث السقيفة1 وبيعة أبي بكر الصديق

- ‌تخلف علي1 رضي الله عنه عن البيعة

- ‌أفضل الناس بعد رسول الله

- ‌إرسال جيش أسامة بن زيد1 يوم الأربعاء 14 ربيع الأول سنة 11هـ "11 حزيران - يونيه 6م

- ‌وصية أبي بكر الجيش

- ‌إمارة باذان على اليمن1 في عهد رسول الله

- ‌الأسود العنسي المتنبئ1 الكذاب

- ‌قتال أهل الردة

- ‌عودة أسامة سنة 11هـ "سبتمبر سنة 632م

- ‌إرسال البعوث إلى المرتدين1 شعبان سنة 11هـ "تشرين الأول أكتوبر سنة 632 م

- ‌موقعة بزاخة1 وفرار طليحة إلى الشام

- ‌هزيمة بني تميم وقصة مالك بن نويرة

- ‌موقعة اليمامة1 آخر سنة 11هـ وبدء سنة 633 م

- ‌أسماء من قتل باليمامة من مشهوري الصحابة

- ‌أسجاع1 مسيلمة

- ‌ردة أهل البحرين1 سنة 11هـ "632 - 633 م

- ‌كرامة العلاء بن الحضرمي

- ‌انتصار المسلمين وهزيمة المشركين

- ‌مسير خالد إلى العراق وصلح الحيرة1 سنة 12هـ - 633 م

- ‌انهزام الفرس ثانيا موقعة الثنى1 صفر سنة 12هـ - سنة 633م

- ‌حصار الحيرة وتسليمها1 ربيع الأول سنة 12هـ - أيلول سنة 633 م

- ‌محاورة بين خالد بن الوليد وعمرو بن عبد المسيح

- ‌خالد يتناول السم1 الزعاف2 فلا يؤثر فيه

- ‌موقعة دومة الجندل1 شهر رجب سنة 12هـ - أيلول/سبتمبر سنة 633 م

- ‌البعوث إلى العراق1 شهر شعبان سنة 12هـ - تشرين الأول/أكتوبر سنة 633م

- ‌موقعة الفراض

- ‌خالد يحج سرا1 شهر ذي الحجة سنة 12هـ - شباط/فبراير سنة 634م

- ‌غزو الشام1 سنة 12 - 13هـ - 633- 634م

- ‌الظروف الملائمة لفتح الشام

- ‌مسير خالد بن الوليد من العراق إلى الشام

- ‌المثنى بالعراق

- ‌موقعة بابل1 صيف سنة 13هـ - سنة 634 م

- ‌وفاة أبي بكر الصديق ضي الله عنه 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ "23 آب أغسطس سنة 634م

- ‌وصية أبي بكر لعمر بن الخطاب

- ‌خطبة ابنته عائشة في تأبينه

- ‌حج أبي بكر

- ‌قضاته وكتابه وعمال

- ‌حكم أبي بكر وكلماته

- ‌خاتمة في حياة خالد بن الوليد

الفصل: ‌الظروف الملائمة لفتح الشام

‌الظروف الملائمة لفتح الشام

كان امبراطور الروم يبعث إلى القبائل العربية في جنوبي فلسطين إعانة مالية سنوية غير أنه اضطر بسبب ما أنفقه على الجيش في محاربة الفرس إلى قطع الإعانة عنهم مراعيا في ذلك الاقتصاد في النفقات وعلى ذلك اعتبرت هذه القبائل أنفسها أحرارا غير مقيدين بمحالفتهم الروم فانضموا إلى المسلمين، ثم إن أهل الشام أيضا أرهقتهم زيادة الضرائب فضلا عما كانوا يلاقونه من الاضطهادات الدينية ولذلك لم يحركوا ساكنا وقد كانوا يفضلون حكم العرب لحسن معاملتهم وعدلهم في أحكامهم كل هذه كانت ظروفا ملائمة للمسلمين المهاجمين.

استعداد هرقل1

وصل أمراء المسلمين إلى الشام فأخذ عمرو طريق المعرقة ونزل بالعربة وهي واد بين البحر الميت وخليج العقبة ونزل أبو عبيدة الجابية ونزل يزيد البلقاء ونزل شرحبيل الأردن وقيل بصرى. فبلغ الروم ذلك فكتبوا إلى هرقل وكان في القدس فقال: أرى أن تصالحوا المسلمين فوالله لأن تصالحوهم على نصف ما يحصل من الشام ويبقوا لكم نصفه مع بلاد الروم أحب إليكم من أن يغلبوكم على الشام ونصف بلاد الروم فتفرقوا عنه وعصوه فجمعهم وسار بهم إلى حمص فنزلها وأعد الجنود والعساكر وأراد إشغال كل طائفة من المسلمين بطائفة من جنوده لكثرة عسكره لتضعف كل فرقة من المسلمين عمن بإزائها فأرسل إلى عمرو أخاه تذارق لأبيه وأمه فخرج نحوهم في 90. 000 وبعث من يسوقهم حتى نزل صاحب الساقة ثنية جلق بأعلى فلسطين، وبعث جرجة بن توذار نحو يزيد بن أبي سفيان فعسكر بإزائه، وبعث الدراقص فاستقبل شرحبيل بن حسنة، وبعث الفبقار بن نسطوس في 60. 000 نحو أبي عبيدة فهابهم المسلمون وكاتبوا عمرا أن ما الرأي؟ فأجابهم: أن الرأي لمثلنا الاجتماع فإن مثلنا إذا اجتمعنا لا يغلب من قلة فإن تفرقنا لا تقوم كل فرقة بمن استقبلها لكثرة عدونا، وكتبوا إلى أبي بكر فأجابهم مثل جواب عمرو، وقال: إن مثلكم لا يؤتى من قلة إنما يؤتى العشرة آلاف إذا أتوا من تلقاء الذنوب فاحترسوا من الذنوب واجتمعوا باليرموك متساندين وليصل كل رجل منكم بأصحابه.

وكان جميع فرق المسلمين 21. 000 سوى عكرمة في 6000، وبلغ ذلك هرقل فكتب إلى بطارقته أن اجتمعوا لهم، واجتمع المسلمون باليرموك كما أمرهم أبو بكر واجتمع الروم هناك أيضا وعليهم التذارق وعلى المقدمة جرجة وعلى مجنبتيه الدراقص وباهان ولم يكن قد وصل بعد إليهم وعلى الحرب الفيقار فنزلوا الواقوصة وهي على ضفة اليرموك وصار الوادي خندقا لهم، وإنما أراد باهان وأصحابه أن تستفيق الروم ويأنسوا بالمسلمين وانتقل المسلمون عن عسكرهم الذي اجتمعوا به فنزلوا عليهم بحذائهم2 على طريقهم وليس للروم طريق إلا عليهم، فقال عمرو: أيها الناس أبشروا

1- تاريخ الطبري: 2/334، المنتظم: 4/117.

2-

بحذائهم: بجانبهم

ص: 81

حصرت والله الروم وقل ما جاء محصور بخير1 وأقاموا صفرا وشهري ربيع لا يقدرون منهم على شيء من الوادي والخندق ولا يخرج عليهم الروم إلا ردهم المسلمون، وكان قتال المسلمين لهم على تساند أمير على أصحابه لا يجمعهم أحد حتى قدم خالد بن الوليد من العراق وكان القسيسون والرهبان يحرضون الروم.

1- البداية والنهاية: 7/6.

ص: 82