المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الصورة العاشرة: كلام الناقد الورع نصح لدين الله - دروس للشيخ إبراهيم الدويش - جـ ٢٠

[إبراهيم الدويش]

فهرس الكتاب

- ‌الأنقياء

- ‌من أحوال الأنقياء

- ‌سبب الحديث عن الأنقياء

- ‌ثلاثة قبل البداية

- ‌الأمر الأول: التواضع وهضم النفس

- ‌الأمر الثاني: سلامة الصدر وتنقية القلب

- ‌الأمر الثالث: الحذر من الأعداء

- ‌القرآن يدعوك

- ‌صور مشرقة في عالم الصفاء والنقاء

- ‌الصورة الأولى: مثال لسلامة الصدر

- ‌الصورة الثانية: أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم

- ‌الصورة الثالثة: التصدق بالعرض

- ‌الصورة الرابعة: الذب عن الأعراض

- ‌الصورة الخامسة: طيب قلب بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة السادسة: انشغال قلب الحاقد بما لا ينفع

- ‌الصورة السابعة: تواضع جمّ

- ‌الصورة الثامنة: ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله

- ‌الصورة التاسعة: هضم النفس وحقوقها

- ‌الصورة العاشرة: كلام الناقد الورع نصح لدين الله

- ‌تكامل الشخصية في حياة السلف رضوان الله تعالى عليهم

- ‌مواقف من حياة الإمام أحمد بن حنبل

- ‌مواقف من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌نتائج سلامة الصدر ونقاوة القلب وآثاره

- ‌سبب لدخول الجنة

- ‌الطمأنينة والأمن

- ‌أسباب امتلاء الصدر وغلّ القلب

- ‌الأسباب المباشرة

- ‌الأسباب غير المباشرة

- ‌السبيل إلى سلامة الصدر وتنقية القلب

- ‌الدعاء

- ‌الحذر من غفلة القلب

- ‌إحسان الظن بالآخرين

- ‌الصبر والتحمل

- ‌العفو والصفح

- ‌ثلاثة قبل النهاية

- ‌ضرورة تصحيح الأخطاء بالضوابط الشرعية

- ‌تربية الأجيال على سلامة الصدر

- ‌سلامة الصدر أمانة في أعناقكم

الفصل: ‌الصورة العاشرة: كلام الناقد الورع نصح لدين الله

‌الصورة العاشرة: كلام الناقد الورع نصح لدين الله

قال أبو الربيع محمد بن الفضل البلخي: سمعت أبا بكر محمد بن مهرويه سمعت علي بن الحسين بن الجنيد سمعت يحيى بن معين يقول: إنا لنطعن على أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة من أكثر من مائتي سنة! قال ابن مهرويه: فدخلت على عبد الرحمن بن أبي حاتم وهو يقرأ على الناس كتاب الجرح والتعديل، فحدثته بهذا فبكى وارتعدت يداه حتى سقط الكتاب من يده، وجعل يبكي ويستعيدني الحكاية.

سبحان الله! والله إن القلب ليقشعر ونحن نقرأ مثل هذه المواقف، بكى رضي الله عنه وأرضاه لماذا؟! يقول الذهبي معلقاً على هذا الموقف: أصابه على طريق الوجل وخوف العاقبة، وإلا فكلام الناقد الورع في الضعفاء من النصح لدين الله والذب عن السنة.

اهـ.

وهذا مطلوب منه يؤجر عليه، ومع ذلك ترتعد يداه ويبكي رضي الله تعالى عنه؛ لأنه تكلم في رجال في أمر واجب، فماذا نقول ونحن في المجلس، بل ربما في الساعة الواحدة نتكلم عن عشرات الناس؟! ماذا نقول ونحن نسمع كثيراً من إخواننا -عفا الله عنهم وصفح لهم وغفر لهم- وما يذكرونه في كثير من المشايخ والعلماء وطلبة العلم بل والصالحين؟! سبحان الله! ما وجدنا إلا هؤلاء نخوض في أعراضهم ونتكلم عنهم؟! أين أنت عن المنافقين؟ وأين أنت من اليهود ومن النصارى من أعداء الدين الذين يكيدون للدين ليلاً ونهاراً؟! رحم الله ابن المبارك يوم أن جاءه ذلك الرجل فذكر له قولاً في إخوانه، فقال له ابن المبارك: عجباً! سلم منك اليهود والنصارى، ولم يسلم منك إخوانك! كلمات تكتب بمداد الذهب!

وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام

ص: 19