المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قصة نوح عليه السلام - دروس للشيخ إبراهيم الفارس - جـ ٢٥

[إبراهيم بن عثمان الفارس]

فهرس الكتاب

- ‌هم الإسلام من يحمله

- ‌الهم الذي يحمله المسلم لنصرة دينه

- ‌فرح النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم جعفر

- ‌ذكر قصة قائد طائرة وأخذ العبرة من ذلك

- ‌النقاط التي تدعونا إلى حمل هموم المسلمين

- ‌النقطة الأولى الهم الذي يحمله كل مسلم

- ‌النقطة الثانية كثرة أهل الصلاح

- ‌النقطة الثالثة وجوب ظهور أثر هذا الهم على من يحمله

- ‌النقطة الرابعة عدم تقدير كثير من الدعاة لفقه الأولويات

- ‌النقطة الخامسة كثرة الشباب الذين يحملون الهموم الدنيئة السافلة

- ‌قصة نوح عليه السلام

- ‌قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع زعماء قريش في رفضه ما عرضوه عليه

- ‌قصة النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته لأهل الطائف

- ‌قصة ارتداد العرب عن الإسلام بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌قصة عزم أبي بكر الصديق على إنفاذ جيش أسامة

- ‌قصة عمر في استلامه مفاتيح بيت المقدس

- ‌قصة البراء بن مالك في معركة اليمامة

- ‌قصة البراء بن مالك في معركة تستر

- ‌قصة امرأة مع زوجها عند عرسها

- ‌قصة من سيرة الشيخ عبد العزيز بن باز

- ‌قصة فاطمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه أن يشتري لها خادماً

- ‌قول معارف الشيخ ابن باز عن نشاطه رحمه الله

- ‌جهود الأعداء في إفساد المسلمين

- ‌إبليس العدو الأول لبني آدم

- ‌تآمر أتباع إبليس على الإسلام والمسلمين

- ‌العوامل المساعدة على جعل الدعوة الإسلامية هي الهم الأول

- ‌التفكير الدائم في هذا الهم

- ‌العمل الدءوب المتواصل

- ‌الإبداع تحت ظلال الشرع

- ‌محاسبة النفس باستمرار

- ‌عدم جعل الإنسان الدنيا نصب عينيه

- ‌تذكير النفس بعلو الهمة

- ‌زهرة من بساتين المصطفى فيما يتعلق بقضية الهم

الفصل: ‌قصة نوح عليه السلام

‌قصة نوح عليه السلام

تعرفون نوحاً عليه السلام، لكن تخيل معي لو أنك داعية إلى الله في بيتك -وكلنا دعاة في بيوتنا بلا استثناء- فإذا بك تفكر في جارك، أو في ابنك، أو في قريبك الذي انحرف عن جادة الصواب، وأردت أن تدعوه، وبدأت تدعو حتى أمضيت خمس سنوات وأنت تدعو باستمرار، وفي نهاية المطاف استجاب لك هذا القريب وصلح حاله، فإنك ستقول: وا أسفاه على الوقت، لقد أمضيت وقتاً طويلاً جداً خمس سنوات في الدعوة، وفي النهاية التزم رجل واحد.

لكن نوحاً عليه السلام أول المرسلين، أمضى تسعمائة وخمسين سنة وهو يدعو إلى الله، يدعو الآباء، ثم يدعو الأبناء، ثم يدعو الأحفاد، فقد قال عليه الصلاة والسلام واصفاً هؤلاء:{وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح:27]، وهذا فيه دلالة على أنه يعاصر الأجيال باستمرار، تسعمائة وخمسين سنةً وهو يدعو ويبذل، وكانت النتيجة بشكل عام:{وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} [هود:40].

يذكر بعض علماء التفسير: أن عددهم مائتين والبعض يذكر مائة، وبعضهم قال: عشرة رجال فقط في تسعمائة وخمسين عاماً، يعني: كل خمس وتسعين سنةً واحد فقط، وهو نبي الله نوح ليس أنا ولا أنت، بل هو نبي الله نوح أول المرسلين عليه السلام.

ومع ذلك فلم ييأس ولم يكل ولم يتوقف، حتى جاءه الأمر الإلهي، قال سبحانه وتعالى:{أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ} [هود:36].

وهنا انتهى الأمر وتوقفت الدعوة بعد تسعمائة وخمسين سنةً بدون يأس، أليس لنا في ذلك دروس وعبر؟ أليس هذا الهم الذي حمله نوح عليه السلام يعطينا دروساً في أن نجعل هم الدعوة وهم الإسلام ونشر الخير هو الأصل في جميع تفكيرنا؟

ص: 11