المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أعمال الحج يوم النحر - دروس للشيخ العثيمين - جـ ٤

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌جلسات الحج [4]

- ‌وجوب الإخلاص لله ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في العمل

- ‌أنواع النسك في الحج

- ‌صفة الحج والعمرة للمتمتع

- ‌ما يشرع للمتمتع من حين خروجه من بلده حتى وصوله إلى الميقات

- ‌ما يشرع للمتمتع عند وصوله إلى الميقات

- ‌ما يشرع للمتمتع في طواف القدوم

- ‌الصلاة خلف مقام إبراهيم

- ‌ما يشرع للمتمتع عند السعي بين الصفا والمروة إلى أن يتحلل تحلالاً كاملاً

- ‌أخطاء يقع فيها الحاج والمعتمر عند الطواف

- ‌ما يشرع للمتمتع بعد الإحرام للحج يوم الثامن

- ‌النزول بنمرة والوقوف بعرفة يوم التاسع

- ‌المبيت بمزدلفة ليلة العاشر

- ‌مسائل متعلقة بالوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة

- ‌أعمال الحج يوم النحر

- ‌الأسئلة

- ‌حكم التلبية الجماعية

- ‌حكم الالتزام ما بين الحجر والباب

- ‌حكم الطواف مقفياً

- ‌السنة في الإشارة إلى الحجر الأسود

- ‌حكم المرور بين يدي المصلي في الحرم أثناء الزحام

- ‌حكم المرأة التي تخاف على جنينها في طواف الحج

- ‌حكم من يحمل كتيباً للأدعية في الحج للاستذكار فقط

- ‌حكم من حاضت قبل طواف الإفاضة

- ‌حكم استخدام ما يقطع الحيض لمن أرادت الحج

- ‌حكم شرب ماء زمزم والدعاء عنده

- ‌حكم رفع اليدين فوق الصفا والمروة كالمكبر للصلاة

- ‌حد الصفا والمروة

- ‌حكم إسراع المرأة بين العلامتين أثناء السعي

- ‌حكم تقديم السعي على طواف الإفاضة

- ‌الفرق بين الحج عن النفس وعن الغير من حيث النية والأقوال والأفعال

- ‌أفضلية من كان معه نساء في الدفع من مزدلفة

- ‌حكم من مات ولم يكمل المناسك

- ‌حكم الحج لمن يعمل في مؤسسة أثناء الحج

- ‌بيان موقع المشعر الحرام

- ‌حكم من يريدون أن يدفعوا إلى مزدلفة وليس بينهم من الضعفة إلا قلة

- ‌حكم من يتعجل الخروج من منى

- ‌حكم تأخير طواف الحج خوفاً من الزحام

- ‌ضابط الزحام أثناء المشاعر في الحج المبرر بالزحام

- ‌حكم الرمي قبل الزوال

- ‌الأفضل في رمي الجمرات

- ‌حكم من خرج من مكة يوم العيد إلى مناطق قريبة

- ‌حكم المرور بمنى بعد طواف الوداع

- ‌وجوب طواف الوداع في الحج والعمرة

الفصل: ‌أعمال الحج يوم النحر

‌أعمال الحج يوم النحر

فإذا دفع من مزدلفة بعد أن يصلي الفجر ويسفر يدفع وهو يلبي: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) وإذا تيسر له أن يسرع المشي في وادي محسر وهو مجرى الماء، مجرى الشعيب الذي بين منى ومزدلفة فليفعل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أسرع السير فيه، فإذا وصل إلى منى فليكن أول ما يبدأ به رمي جمرة العقبة، يرميها بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة، فيقول: الله أكبر، وكل حصاة منها أكبر من الحُمُّصِ قليلاً، ثم ينصرف إلى المنحر فينحر هديه.

ثم يحلق رأسه أو يقصر، والمرأة تقصر، والحلق أفضل من التقصير؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين مرة واحدة، بعد أن ألح الصحابة عليه أيضاً، وبهذا يحل التحلل الأول، فيحل من كل محظورات الإحرام إلا من النساء، وعلى هذا فإذا رمى ونحر وحلق خلع ثوب الإحرام ولبس ثيابه المعتادة، وتطيب وقلم أظفاره وأزال الشعر الذي تسن إزالته؛ لأنه حل من كل شيء إلا من النساء، ثم بعد هذا يتطيب، يعني: يسن أن يتطيب ليطوف بالبيت، وينزل إلى مكة ويطوف طواف الإفاضة، وهو: طواف الحج، ويسعى بين الصفا والمروة سعي الحج وبهذا يحل التحلل كله، ثم يرجع إلى منى فيبيت فيها.

أظن أنه اتضح لنا أن الإنسان يفعل يوم العيد خمسة أنساك: أولها: رمي جمرة العقبة، والثاني: النحر، والثالث: الحلق أو التقصير، والرابع: الطواف، والخامس: السعي، والأفضل أن يرتبها هكذا، فيبدأ بالرمي، ثم النحر، ثم الحلق أو التقصير، ثم الطواف، ثم السعي، وإن قدم بعضها على بعض فلا حرج عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل يوم العيد عن التقديم والتأخير فما سئل عن شيء قدم ولا أخر إلا قال:(افعل ولا حرج).

ويبيت في منى اليلة الحادية عشرة واليلة الثانية عشرة، وينبغي له أن يستغرق الوقت في الذكر وقراءة القرآن والعلم والأشياء النافعة؛ لأن هذه أيام فاضلة لا ينبغي أن تذهب عليك سدىً.

وإذا زالت الشمس من اليوم الحادي عشر رميت الجمرات الثلاث؛ تبدأ بالأولى فترميها بسبع حصيات متعاقبات، تكبر مع كل حصاة، ثم تتقدم قليلاً وتجعلها خلف ظهرك، ثم تقف وترفع يديك فتدعو الله تعالى دعاءً طويلاً، وقد جاء في بعض الروايات أنه بقدر سورة البقرة، فإن تيسر لك هذا وإلا كفى ما تيسر، ثم ترمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات متعاقبات تكبر مع كل حصاة، ثم تنحدر على اليسار وتقف مستقبل القبلة رافعاً يديك تدعو الله تعالى دعاءً طويلاً، ثم ترمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات ولا تقف عندها.

تفعل هذا الرمي في اليوم الحادي عشر وفي اليوم الثاني عشر، ثم إن شئت بعد رمي اليوم الثاني عشر أن تبقى في منى فتتأخر فلك ذلك، وإن شئت أن تنزل وتتعجل فلك ذلك؛ لأن الله عز وجل يقول:{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [البقرة:203].

نعود الآن لننظر ماذا يكون في منى؟ يكون في منى المكث يوم العيد ويوم الحادي عشر ويوم الثاني عشر، لكن لك أن تخرج من منى في آخر اليوم الثاني عشر، والمكث فيها ليلاً ونهاراً هو السنة، ولكن يجوز لك أن تخرج من منى في النهار وترجع فتبيت فيها، والمراد أن تبيت معظم الليل، ولكن لا تفعل كما يفعل بعض الناس اليوم، تجده إذا نزل يوم العيد إلى مكة وطاف وسعى ذهب إلى بيته واشتغل بترفه وكأنه غير حاج، فإذا قارب نصف الليل خرج إلى منى وبقي فيها حتى يصلي الفجر ثم رجع إلى بيته، هذا في الحقيقة ليس حجاً على صفة ما حج عليه الرسول عليه الصلاة والسلام، بل النبي صلى الله عليه وسلم بقي في منى ليلاً ونهاراً، والمسألة ما هي إلا يومان أو ثلاثة أيام فقط، فاصبر نفسك حتى تحج كما حج النبي صلى الله عليه وسلم.

وإذا أردت أن تخرج من مكة إلى بلدك فلا تخرج حتى تطوف للوداع، وهو واجب على كل من خرج من معتمر وحاج إلا المرأة الحائض أو النفساء فليس عليهما وداع.

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يحجون حجاً مبروراً، وأن يجعل سعينا سعياً مشكوراً، وذنبنا ذنباً مغفوراً إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

ص: 15