المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الإيمان بالقدر خيره وشره - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٣١

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌عقيدة أهل السنة والجماعة

- ‌مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة

- ‌الالتزام بالوحدة العامة وفق الوحيين

- ‌اعتقاد أهل السنة في أركان الإيمان الستة

- ‌الإيمان بالله وترسيخ توحيد الربوبية

- ‌الإيمان بالله وترسيخ توحيد الألوهية

- ‌الإيمان بالله وترسيخ الاعتقاد في الأسماء والصفات

- ‌الإيمان بالملائكة

- ‌الإيمان بالكتب المنزلة والرسل

- ‌الإيمان بالبعث وما يترتب عليه

- ‌الإيمان بالقدر خيره وشره

- ‌وسطية أهل السنة بين الفرق

- ‌وسطيتهم في الإيمان

- ‌وسطيتهم في حكم مرتكب الكبيرة

- ‌عقيدة أهل السنة في الأبواب الأخر

- ‌وجوب طاعة ولي الأمر

- ‌الكف عما شجر بين الصحابة

- ‌التصديق بكرامات الأولياء

- ‌الاعتماد في التشريع على الكتاب والسنة وفق فهم السلف

- ‌تعظيم شعائر الله

- ‌خروج المرأة أحكام وضوابط وآداب

- ‌التعاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌عقوبة تارك الصلاة

- ‌حكم النظر إلى النساء

- ‌حكم الشدة والعنف عند المصافحة

- ‌حكم صلاة الرجل منفرداً خلف الصف

- ‌حكم مسح اليد بعد الأكل بالخبز

الفصل: ‌الإيمان بالقدر خيره وشره

‌الإيمان بالقدر خيره وشره

ومن الأصول عند أهل السنة والجماعة: الإيمان بالقدر خيره وشره من الله عز وجل.

ومعنى الإيمان بالقدر: أن الله عز وجل قد علم كل شيء؛ ما كان وما سيكون، وقدره الله عز وجل وكتبه، وأن للعباد إرادة وقدرة واختياراً لما يقع منهم من طاعة أو من معصية، ولكن ذلك تابعٌ لإرادة الله ومشيئته، وهذا خلافاً للجبرية، الذين يقولون: إن العبد مجبر على أفعاله، وكثير من الناس الآن جبري، إذا قلت له: يا أخي! أترك المعاصي قال: الله جبرني، هذا جبري؛ لأنه يدعي أن الله جبره على المعصية، وطائفة الجبرية فرقة من الفرق الضالة فيكون جبرياً وهو لا يدري، ولو درى أنه جبري لتوقف، فـ الجبرية يقولون: إن العبد مجبر على فعله.

وخلافاً أيضاً للقدرية الذين يقولون: إن العبد يخلق فعله، وإن إرادة العبد غالبة على إرادة الله.

وهذا باطل، إذ لا يمكن أن يكون في الكون شيء خارج عن إرادة الله عز وجل، ولكن للعبد إرادة ولله إرادة، والله عز وجل يقول:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير:29] فأثبت الله للعبد مشيئته رداً على الجبرية، وأثبت الله مشيئته التي تتبعها مشيئة العبد رداً على القدرية، وهذا من أعظم ما أجيب به في هذا الموضوع، وهو الذي يتمشى مع عقل الإنسان، إذ كيف يسلبك الله الإرادة ويجعلك مجبوراً على عمل ثم يحاسبك عليه؟ هل هذا معقول؟! الله منزه عن هذا، بدليل: ألست -أيها المسلم- مأموراً بالصلاة في المسجد؟ وإذا سمعت حي على الصلاة حي على الفلاح ولم تأت وأنت قادر على الصلاة فأنت آثم معرض نفسك للعذاب، لكن إذا مرضت فمن الذي أمرضك؟ الله، ومن الذي أمرك بالصلاة في المسجد؟ الله، فسلبك الله القدرة على القيام بالصلاة وعندها هل يطلب منك أن تصلي في المسجد؟ لا.

بل صلِّ في بيتك، وهل يحاسبك الله إذا صليت في بيتك؟ لا.

لحديث: (صلِّ قائماً فإن لم تستطع فصل جالساً) مع أن القيام في الصلاة ركن، القيام مع القدرة ركن من أركان الصلاة، فلو أن شخصاً صلى جالساً وهو قادر على القيام لبطلت صلاته.

وكم أركان الصلاة؟ أربعة عشر، القيام مع القدرة أول ركن، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة هذه أركان الصلاة، لكن لو أن شخصاً لا يستطيع أن يقوم ليصلي، سلبه الله العافية، فكيف يصلي؟ يصلي جالساً، لماذا؟ لأن الله سلبه العافية فرفع عنه التكليف، وهذا يتماشى مع كل أحكام الشرع.

فالله لا يمكن أن يأمرك بشيء وقد سلبك القدرة على فعله ثم يحاسبك عليه؛ لأن الله منزه عن الظلم، يقول الله عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:40].

ص: 11