المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الإيمان بالله وترسيخ الاعتقاد في الأسماء والصفات - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٣١

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌عقيدة أهل السنة والجماعة

- ‌مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة

- ‌الالتزام بالوحدة العامة وفق الوحيين

- ‌اعتقاد أهل السنة في أركان الإيمان الستة

- ‌الإيمان بالله وترسيخ توحيد الربوبية

- ‌الإيمان بالله وترسيخ توحيد الألوهية

- ‌الإيمان بالله وترسيخ الاعتقاد في الأسماء والصفات

- ‌الإيمان بالملائكة

- ‌الإيمان بالكتب المنزلة والرسل

- ‌الإيمان بالبعث وما يترتب عليه

- ‌الإيمان بالقدر خيره وشره

- ‌وسطية أهل السنة بين الفرق

- ‌وسطيتهم في الإيمان

- ‌وسطيتهم في حكم مرتكب الكبيرة

- ‌عقيدة أهل السنة في الأبواب الأخر

- ‌وجوب طاعة ولي الأمر

- ‌الكف عما شجر بين الصحابة

- ‌التصديق بكرامات الأولياء

- ‌الاعتماد في التشريع على الكتاب والسنة وفق فهم السلف

- ‌تعظيم شعائر الله

- ‌خروج المرأة أحكام وضوابط وآداب

- ‌التعاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌عقوبة تارك الصلاة

- ‌حكم النظر إلى النساء

- ‌حكم الشدة والعنف عند المصافحة

- ‌حكم صلاة الرجل منفرداً خلف الصف

- ‌حكم مسح اليد بعد الأكل بالخبز

الفصل: ‌الإيمان بالله وترسيخ الاعتقاد في الأسماء والصفات

‌الإيمان بالله وترسيخ الاعتقاد في الأسماء والصفات

الثالث: توحيد الأسماء والصفات، وهذا هو التوحيد الذي ضلت فيه أكثر الأمّة، من أهل الكلام من الأشاعرة والمعتزلة والجهمية والقرامطة فقد ضلوا في هذا الباب؛ لأنهم دخلوا بعقولهم الصغيرة، وبأفئدتهم وألبابهم المحدودة في هذا المجال المقفل الذي لا يدخله إلا من عنده دليل من كتاب وسنّة، فعطلوا صفات الله، بل بعض غلاة الجهمية سلبوا عن الله النقيضين، حتى قالوا:(إن الله لا موجود ولا معدوم) وقالوا: إن أثبتنا لله الوجود شبهناه بالموجودات، وإن قلنا: إنه معدوم شبهناه بالمعدومات، فوصفوه بالممتنعات، لأن الذي ليس معدوماً ولا موجوداً هو الممتنع، فهربوا من شيء ليقعوا في شر منه.

أهل السنة والجماعة يثبتون لله عز وجل جميع الأسماء والصفات التي أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تشبيه ولا تعطيل، بل يؤمنون بأن الله عز وجل:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11] هذا معتقد أهل السنة والجماعة.

بينما أثبت الأشاعرة لله سبع صفات فقط: العلم، والسمع، والقدرة، والإرادة، والحياة، والكلام، سبع صفات فقط، والباقي نفوها عن الله، لماذا؟ قالوا: إذا أثبتناها شبهنا.

حسناً! كيف يكون محذوراً في الباقي، ولا يكون محذوراً في السبع التي أثبتموها، فإما أن تنفوا أو أن تثبتوا كل شيء.

وجاءت المعتزلة لتنفي عن الله الصفات كلها وأثبتوا الأسماء، فقط، يقولون: إن الله عليم لكن بلا علم، يقولون: هذه الأسماء مثل اسم سعيد، لا يعني أنك سعيد؟ أو اسم محمود، لا يعني أنك محمود؟ أو اسم علي، لا يعني أنك علي، فهذه الأسماء فقط لا تدل على معاني، فيقولون: إن الله عليم بلا علم، وسميع بلا سمع، وحكيم بلا حكمة.

لا إله إلا الله!! كيف هذا؟ قالوا: إذا أثبتنا الصفة لزم من إثبات الصفة التشبيه بالمخلوق، فنحن ننفي الصفة عن الله حتى لا نشبه الله بالمخلوقين.

ومن قال لكم: إن صفة الله مثل صفة المخلوقين؟! يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الرسالة التدمرية: كما أن لله ذاتاً تختلف عن ذوات المخلوقين، فإن لله صفات تختلف عن صفات المخلوقين، ولذا السؤال عن الصفة بدعة وضلالة:

لا تقل كيف استوى كيف النزول أنت لا تعرف من أنت ولا كيف تبول

جاء رجل إلى الإمام مالك فقال له: كيف الاستواء؟ قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.

وسأل آخر ربيعة فقال: كيف الاستواء؟ قال ربيعة: كيف الله؟ قال: ما أدري، قال ربيعة: وأنا لا أدري كيف صفته.

فلا نعرف ذاته ولا نعرف صفته، ولكن نؤمن بها على حقيقتها دون توقف، بل نؤمن بجميع الصفات ونثبتها لله كما أثبتها لنفسه، وكما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم.

هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة وفيه مخرج مما ضلت فيه الأمم والفرق الضالة الذين نفوا عن الله الصفات.

وهناك فرق ضالة نفت عن الله الاسم والصفة وهم الجهمية، قالوا: إن الله عز وجل لا اسم له ولا صفة، وغلاة الجهمية نفوا عن الله كما ذكرت لكم النقيضين وقالوا:(إن الله لا موجود ولا معدوم) فشبهوه بالممتنعات: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون:4] وتعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

هذا هو الإيمان بالله وتوحيده، هذا أصل من أصول أهل السنة والجماعة.

ص: 7