المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خباب بن الأرت وصبره على الابتلاء - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٥٥

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌الأذى والابتلاء في حياة المؤمنين

- ‌الابتلاء سنة ربانية

- ‌صور من البلاء الذي مر به أهل الحق

- ‌بلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ابتلاء الصحابة رضي الله عنهم وتعرضهم للأذى

- ‌آل ياسر وما نالهم من البلاء

- ‌بلال بن رباح وصبره على الأذى في سبيل الله

- ‌خباب بن الأرت وصبره على الابتلاء

- ‌عبر وفوائد من الابتلاء

- ‌عظم مكانة المبتلين في الدين

- ‌تأخر النصر يبين الصدق والنفاق

- ‌الأسئلة

- ‌قراءة القرآن أفضل من سماعه

- ‌تفسير قوله تعالى: (ومن يوق شح نفسه)

- ‌تائب يخاف من عدم قبول التوبة ومن شماتة الناس به

- ‌نصيحة على أبواب الاختبارات

- ‌عقد القران يصير المرأة زوجة حقيقية

- ‌من نسي فصلى بغير وضوء فعليه إعادة الصلاة

- ‌تبرك الصحابة بآثار النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم تأخير الصلاة عن وقتها

- ‌مقالة: الله ما رأيناه لكن بالعقل عرفناه

- ‌رجل يصلي في الصف الأول وأولاده لا يصلون

- ‌الطلاق لا يقع بحديث النفس

- ‌الابتلاء بزوجة لا تطيع زوجها

- ‌درس تربوي عملي في عدم الحلف بالله

الفصل: ‌خباب بن الأرت وصبره على الابتلاء

‌خباب بن الأرت وصبره على الابتلاء

وممن عذب من الموالي خباب بن الأرت، وهو من خزاعة سبي في أيام الجاهلية، وبيع بيع الرقيق في مكة، وكان مولى لامرأة يقال لها: أم أنمار الخزاعية، ثم حالف بني زهرة وكان يعمل حداداً يصنع الأسنة والسيوف، وكان من السابقين إلى الإسلام، وعندما أظهر إسلامه، لاقى صنوفاً شتى من العذاب في المال والنفس، ومما روي في ذلك أنهم كانوا يأخذون بشعر رأسه فيسحبونه بشعر رأسه ويلوون عنقه بعنف، وأضجعوه مرات عديدة على صخور ملتهبة، وأوقدوا ناراً ووضعوه عليها فما أطفأها إلا شحم ظهره، حتى بردت النار، كما ذكر خباب ذلك عن نفسه وقد كشف ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم.

وكانوا يضجعونه على الرضف وهي الحجارة المحماة، ومع ذلك لم ينالوا منه ما أرادوا من الردة، بل كان ثابتاً ثبوت الجبال على عقيدته، وله قصة مشهورة مع العاص بن وائل، وهو من صناديد قريش والقصة مذكورة في البخاري ومسلم والذي يرويها هو نفسه، خباب بن الأرت، يقول: كنت قيناً -أي حداداً- في مكة، فعملت للعاص بن وائل سيفاً، فجئت أتقاضاه، فقال: لا أعطيتك حتى تكفر بمحمد، فقال: لا أكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى يميتك الله ثم يبعثك، قال: أجل إذا أماتني الله ثم بعثني، فسوف أقضيك، من باب التهكم والاستهزاء، فأنزل الله عز وجل فيه قوله سبحانه وتعالى:{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً} [مريم:77 - 78].

ص: 8