المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شمولية العبادة لجزئيات الحياة - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٦٠

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌دور رجل الأعمال في الدعوة إلى الله

- ‌أهمية معرفة الهدف من خلق الإنسان

- ‌عبادة الله هي الحكمة من خلق الإنس والجن

- ‌شمولية العبادة لجزئيات الحياة

- ‌الدعوة إلى الله وتحميل تبعاتها للمسلمين

- ‌أولويات في الدعوة إلى الله

- ‌استغلال الأموال في الدعوة إلى الله

- ‌أسس ومقومات الدعوة إلى الله

- ‌الشعور بالمسئولية

- ‌التخطيط السليم

- ‌التهيئة النفسية للاهتمام بقضايا الدعوة

- ‌استغلال الطاقات البشرية عن طريق الأموال

- ‌غريزة حب المال والاستثمار الحقيقي مع الله

- ‌فائدة الإنفاق في سبيل الله في الدنيا والآخرة

- ‌الإنفاق في سبيل الله من علامات الإيمان

- ‌الزكاة أحكامها ومصارفها

- ‌أحكام التجارة وآدابها

- ‌السماحة

- ‌الصدق

- ‌بيان العيوب التي في السلع

- ‌عدم المبالغة في الوصف لإغراء المشتري

- ‌التبكير في العمل التجاري

- ‌عدم الاتجار في الحرام

- ‌تجنب الحلف حال البيع والشراء

- ‌الوفاء في الكيل والميزان والزرع

- ‌عدم ترك العبادات من أجل التجارة

- ‌عدم التعامل بمعاملة محرمة كالربا

- ‌الأسئلة

- ‌الجمع بين الدعوة وممارسة التجارة

- ‌كيفية المبادرة لعمل الخير قبل التكاسل عنها

- ‌دور الشباب في الدعوة

الفصل: ‌شمولية العبادة لجزئيات الحياة

‌شمولية العبادة لجزئيات الحياة

تأمل لم خلق الله الناس؟ أليس للعبادة؟ بلى، ولكن بمفهومها الشرعي الواسع الشامل الذي ينظم كل جزئية من جزئيات حياتك، ليست العبادة -أيها الإخوة- محصورة فيما يفهمه الناس أنها الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، هذه أركان العبادة وأسس الدين، لكن العبادة كما يعرفها شيخ الإسلام ابن تيمية:(اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة).

أفعالك تتحول كلها عبادات، حتى جعل النبي صلى الله عليه وسلم إبعاد الأذى عن الطريق صدقة -وإن كان عمل البلدية! - وجعل تبسمك في وجه أخيك صدقة، بل أعظم من هذا، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه في يوم من الأيام:(وفي بضع أحدكم صدقة) فتعجب الصحابة! كانوا يظنون أن الصدقات تكون في الجهاد والإنفاق في سبيل الله، كيف يأتي الرجل زوجته ويكون له بذلك أجر من الله عز وجل؟! قالوا: (أيأتي أحدنا شهوته ويكون له أجر؟! قال: أرأيتم إن وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ قلنا: بلى يا رسول الله.

قال: وكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر).

هذا الدين عظيم يتيح لك الفرصة للدخول على الله من كل ميدان.

هذا المفهوم للعبادة حملته الرسل، ولا تأتي أمة إلا ويبعث الله فيها رسولا، قال عز وجل:{وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر:24] وقال: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد:7] وقال: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} [النساء:165] هؤلاء الرسل يُرسلون إلى الأمم، وكلما انقرضت رسالة وخلت الأرض من الهدى بعث الله رسولاً بنفس المبدأ والمنهج، المنهج واحد: وهو دعوة الناس إلى عبادة الله وحده وتوحيده، وإن اختلفت الشرائع من رسالة إلى رسالة، كما قال عليه الصلاة والسلام:(نحن معاشر الأنبياء أولاد علات، ديننا واحد وأمهاتنا شتى) الرسالة واحدة وهي التوحيد، والشرائع مختلفة {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} [المائدة:48] إلى أن ختم الله عز وجل الرسالات برسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وليس بعده نبي، قال:{رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب:40] ومن ضمن عقيدة المسلم أن يؤمن بأنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ومن اعتقد أن هناك نبياً يبعث بعد محمد صلى الله عليه وسلم فقد كفر؛ لأنه كَذَّب ما هو معلوم من الدين بالضرورة.

ص: 4