المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التجاوز والتبذير في المباحات - دروس للشيخ سعيد بن مسفر - جـ ٩٠

[سعيد بن مسفر]

فهرس الكتاب

- ‌الضعف والتراخي في حياة الملتزمين

- ‌النعمة الحقيقية في الدنيا هي نعمة الدين

- ‌صفات طالب الآخرة

- ‌من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه

- ‌الصبر على طاعة الله وعن معصية الله

- ‌أسباب الحديث عن الضعف والتراخي في حياة الملتزمين

- ‌خطورة الضعف الديني على المسلم

- ‌مظاهر الضعف الديني

- ‌سوء الترتيب في أولويات العمل في الدين

- ‌الجدل والمراء والتعصب للرأي

- ‌الترف العلمي

- ‌التجاوز والتبذير في المباحات

- ‌قسوة القلب وتحجره

- ‌عدم الجدية في تلقي أمر الله

- ‌أسباب الضعف والتراخي في التدين

- ‌عدم إعداد النفس وترويضها

- ‌الاستهانة بالذنوب

- ‌التفريط في الواجبات

- ‌عدم تنظيم الأوقات

- ‌تغلب هموم الدنيا على هموم الآخرة

- ‌سوء البداية

- ‌عدم استشعار المسئولية التاريخية عن هذا الدين

- ‌العلاج

- ‌استشعار المسئولية في حمل هذا الدين

- ‌إيجاد روح الجدية في قلب المؤمن

- ‌تنظيم الأوقات وترتيب البرامج وتنويع النشاطات

- ‌البعد والحذر من المعاصي والذنوب

- ‌الحرص على الطاعات وقرناء الخير

- ‌الاعتدال والتوسط والحرص على السنة

- ‌التدرج في الدعوة

- ‌الإكثار من ذكر الموت

- ‌الاهتمام بالرقائق والقصص والأحداث

- ‌النظر والاعتبار بأخبار الذين انحرفوا بعد الهداية

- ‌الأسئلة

- ‌حكم عمل النساء بمهنة التمريض

- ‌حكم زيارة الرحم الذي لا يصلي

- ‌اختلاط الرجال بالنساء في كلية الطب

- ‌نصيحة للنساء اللاتي يحضرن إلى المسجد بأطفالهن

- ‌كيفية الخلاص من المعاصي

- ‌حكم إظهار الطاعات للناس

الفصل: ‌التجاوز والتبذير في المباحات

‌التجاوز والتبذير في المباحات

أيضاً: من مظاهر الضعف: الإسراف والإغراق والتجاوز والتبذير في المباحات، فلا يكفيه ثوب بستين ريالاً، لابد من ثوب بثلاثمائة، ولا يكفيه (كوت) يأخذه من البالات بخمسة عشر أو بعشرين بل يريد (كوتاً) بأربعمائة لماذا؟ قال: تفصيل!! وبدل أن يأخذ أحذية بخمسة وعشرين أو بثلاثين يأخذ أحذية بأربعمائة لماذا؟ قال: هذا لماع.

لا يا أخي! يجب أن تتواضع وأن تكون معتدلاً، لا نقول لك أن تلبس كيساً بل البس ثوباً أبيض، والبس غترة حسنة، والبس ملابس طيبة لكن كن معتدلاً، والزيادة التي عندك صرفها وأرسلها إلى إخوانك الذين يموتون جوعاً.

تذكر الصحف اليوم أن المجاهدين في شمال أفغانستان يبيعون أسلحتهم ليشتروا طعاماً لأبنائهم، ونحن نرمي الطعام في الزبالات، الله أكبر!

تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب

الكلاب الآن لا تأكل الرز إلا مطبوخاً ولا تقول شكراً لا نريد، الكلاب شبعت والأسود في غابات الأفغان تموت جوعاً ويبيع الواحد سلاحه من أجل ألا تموت زوجته وأطفاله أين نحن -أيها الإخوان- من إخواننا؟! ألا إنا لله وإنا إليه راجعون! هنا وهناك عليكم بالتبرع والمساهمة لإخواننا -أيها الإخوة- لا نغفل عن إخواننا؛ لأننا إن غفلنا برهنا على أننا لسنا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى (المؤمن للمؤمن كالبيان يشد بعضه بعضاً) كيف -يا أخي- تنام، وكيف تشبع، وكيف يضيمك بطنك من الأكل، وأخوك يموت من الجوع ويبيع سلاحه من أجل أن يعشي ابنته أو ولده؟! هناك مائتا طفل يموتون يومياً من الجوع! ونحن نموت من الشبع، تفقعت بطوننا! لا إله إلا الله فالإسراف والإغراق في المباحات كلها مظاهر بعض الناس اليوم يهتم بشكله ويمكث أمام المرآة ساعة، يتزين ويجمل نفسه.

يا أخي!! والله لو تمكث تتزين فإن جمالك ليس هو بهذا الشكل، جمالك في مروءتك وفي دينك وقوتك ويقينك وزهدك وورعك، أنتم ترون بعض العلماء الآن مثل الشيخ عبد العزيز بن باز -الله يمتعنا بحياته- لا يهتم بشكله، ثوبه قد رأيتموه، وغترته، وبشته، لكن ما رأيكم فيه؟ لا أحد يراه إلا يمتلئ قلبه حباً في الله تبارك وتعالى، لماذا؟ لأن المظهر ليس كل شيء، وعلى الإنسان أن يهتم بمظهره ولكن في حدود المعقول، بحيث لا يصبح المظهر شغله الشاغل، فلا تسرف ولا تكثر ولا تغرق في المباحات.

ص: 12