الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التقوى والضراعة إلى الله
وأكرر وأقول: إنه لا بد لهذا الشباب من زيادة التقوى وتقوية الصلة بالله سبحانه وتعالى؛ لأن الله تعالى يقول: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون:76]، ويقول:{فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنعام:43].
وليس لدينا الآن حل إلا قوة الله سبحانه وتعالى، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم:{لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة} وهذه الشرور المقبلة لا بد لنا فيها من قول ذلك في كل مكان، وفي الدنيا والآخرة، وفي كل أزمة ومواجهة.
تقول زينب بنت جحش رضي الله عنها كما روى ذلك الإمام أحمد والبخاري ومسلم رحمهم الله: {قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من نومه وهو محمر الوجه، فقال: لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بيده} .
هذه الأخطار القادمة يستكشفها صلى الله عليه وسلم بما أوحى الله إليه ويحذر الأمة منها، ونحن نرى الشر الآن وكأنه قد وقع في ظل القوى العالمية المتكتلة ضدنا، فكيف نقاومه؟! في كل عداوة وفي كل موقف يجب أن يكون لدينا تقوى الله سبحانه وتعالى، والضراعة إليه، وإذا كان فينا عباد صالحون فدعوة من أحدهم في جوف الليل تهدم صواريخ أمريكا وروسيا بإذن الله سبحانه وتعالى، ولا نقول ذلك متخلين عن الجانب المادي أبداً، بل نقول: لدينا جانب لا يوجد لديهم، أما الجانب المادي فقد قال ربنا تبارك وتعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال:60] فنبذل ما استطعنا، لكن الجانب الذي نملكه ولا يملكونه هو تقوى الله، وهو الدعاء والتضرع إليه سبحانه وتعالى.