المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فتوى ابن عثيمين في تتبع الصحف والرد على أخطائها - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ١٨

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌أحداث الجزائر

- ‌فتوى ابن عثيمين في تتبع الصحف والرد على أخطائها

- ‌الجمع بين الخوف والرجاء

- ‌الكلام على أحوال المسلمين في الجزائر

- ‌قضية الجزائر قضية إسلامية

- ‌بين الجبهة الإسلامية وجبهة التحرير

- ‌حجج الجبهة الإسلامية

- ‌حجج جبهة التحرير

- ‌الحكم في هذه القضية

- ‌موقف الغرب من الجزائر وغيرها

- ‌موقف الإعلام من هذه القضية

- ‌حقيقة القضية وحقيقة الصراع

- ‌واجبنا حيال هذه القضية

- ‌رسالة من حاج جزائري

- ‌أسباب الأزمة الحالية

- ‌أسباب الثورة على نظام الحكم

- ‌عقيدة جبهة الإنقاذ الإسلامية

- ‌موقف الصليبية من المسلمين في الجزائر

- ‌تأثر إعلام المسلمين بإعلام الغرب

- ‌طلب النصرة من أهل الحرمين الشريفين

- ‌موقف الشعب الجزائري من صدام وحزبه

- ‌الخاتمة

- ‌الدستور اليمني ودور العلماء فيه

- ‌الكلام على كتاب كنز الدعاء

- ‌الموقف من بعض كتب الأدعية والأذكار

- ‌مصنع البيرة وإغلاقه

- ‌الفرق بين المكوس والعشور

- ‌الظاهرية أفكارهم ورجالهم

- ‌توبة مخرج

- ‌حكم افتتاح المجامع المشتملة على باطل بالقرآن

- ‌تصوير الصحابة في المجلات والمسلسلات

- ‌كتب في الميزان

- ‌الصحف والتدخين وموقفنا من ذلك

- ‌حركة الإصلاح المزعومة وروادها

- ‌التجمعات السكنية الخالية من المساجد

الفصل: ‌فتوى ابن عثيمين في تتبع الصحف والرد على أخطائها

‌فتوى ابن عثيمين في تتبع الصحف والرد على أخطائها

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، هناك بعض الأسئلة، حبذا لو نبدأ -كالعادة- بما له علاقة بالموضوع، وإن كانت بعضها مفيدة جداً، لكن لعلنا نرد عليها إن شاء الله.

نبدأ بهذه الفائدة القيمة، وهي عبارة عن فتوى في هذه الورقة تقول: 'بسم الله الرحمن الرحيم.

المكرم فضيلة شيخنا محمد بن صالح العثيمين حفظه الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد: فإننا نود أن نعرف رأي فضيلتكم فيما يقوم به بعض الإخوة من طلاب العلم، من تتبع المجلات والصحف الداخلية والخارجية، بغرض جمع المواد المخالفة للإسلام، ومن ثم الرد عليها، وتحذير الناس منها، وهل هذا من جهاد المنافقين الذي أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، أفتونا مأجورين؟ " فكان الجواب بخط فضيلة الشيخ أثابه الله، وبارك في حياته ونفعنا بعلمه فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

رأيي أن هذا لا بأس به، نظراً لما يكثر في بعض الصحف والمجلات من المسائل التي تحتاج إلى التنبيه عليها، ولكن أرى أن يُتصل أولاً بالكاتب، وينبه على ما حصل منه من أخطاء، ويوعظ ويطلب منه أن يكتب تصحيح ما أخطأ فيه في نفس المكان الذي كتبه فيه، لأن ذلك أنفع له، وأجدى للقارئين، وأقطع للجدال بالباطل.

فإن حصل ذلك منه فهو المطلوب، وإلا فليُكتب الرد عليه في نفس الصحيفة، أو المجلة التي كتب فيها ذلك الخطأ".

وهذا قد ينطبق -غالباً- على المجلات الداخلية أو الصحافة الداخلية فقط، وأما الخارجية فلا يهمها أنك كتبت، ولا يهمها أن ترجع عما كتبت من الباطل غالباً.

وأما غير الإسلامية -من الصحف والمجلات- في الخارج أو الداخل فإن لها وضعاً آخر، فقد يكون ذلك من باب الخطأ، لكن المقصود هو كل ما فيها من الخبث والفجور، بل وأحياناً الكفر والإلحاد.

ويقول الشيخ أيضاً: "ثم إن هاهنا أمر أُحب أن أنبه عليه، وهو أن يكون الرد لقصد الإصلاح لا الانتقام" وهذا تنبيه حسن أثابه الله، فهو ينبه إلى أن يكون رداً يقصد به الإصلاح، فلعل الله أن يصلح ذلك الكاتب، أو الجريدة أو المجلة، وأن الرادَّ على ذلك لا يريد إلا الحق، لا الانتقام الذي قد تغلب عليه العاطفة أحياناً، فالشيخ -أثابه الله- يعرف العواطف، وكيف تتغلب، فتعصف ببعض الشباب، قال: ' فإنه إذا كان القصد في ذلك الإصلاح كانت صياغة الرد هادئةً مقبولة ' أي: مع أنها خيرٌ عند الله فإنه أيضاً يؤثر في صياغة الرد، ويكون هادئاً مقبولاً.

ثم قال: 'وأما قول السائل: هل هذا من جهاد المنافقين؟ فلا ريب أن بيان الحق وإظهاره، وإبطال الباطل وبيانه؛ من الجهاد بالعلم، ولا يخفى أن الله تعالى جعل طلب العلم قسيماً للخروج في جهاد السلاح، حيث قال تعالى:{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة:122]، أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من دعاة الحق وأنصاره، وأن يهب لنا رحمةً منه إنه هو الوهاب، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم '.

كتبه/ محمد الصالح العثيمين في 26/ 6/1411هـ، وتحته التوقيع، أثابه الله وجزاه خيراً.

ص: 2