المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الإشادة بالكفار   ‌ ‌السؤال هل يجوز أن أقول: إن الغرب عندهم - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٨٣

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌قيمة العمر

- ‌خلفة لمن أراد أن يذكر

- ‌حقيقة العمر

- ‌الإنسان بين الغبن والنذير

- ‌الغافل من فرط في عمره

- ‌الغفلة عن الآخرة

- ‌نماذج للقدوة في شغل العمر بالطاعة

- ‌من العاقل

- ‌الأسئلة

- ‌استغلال الوقت في طلب العلم

- ‌شهوة الشباب وكيفية ترشيدها

- ‌إيثار الدنيا على الآخرة

- ‌دور الشباب في الدعوة إلى الله

- ‌وساوس الشيطان

- ‌نصيب الإنسان من دنياه

- ‌حكم العمل مع من يتهاون في الطاعة

- ‌الكتب التي تهدى إلى النصارى لدعوتهم إلى الدين

- ‌مجاهدة النفس

- ‌كيف نخرج حب الدنيا من قلوبنا

- ‌محق البركة في الأعمار

- ‌حكم الطعن في العلماء وغيرهم

- ‌السكن مع من يتعامل مع الجن

- ‌اليقين

- ‌الخوف من عدم قبول الطاعات

- ‌حكم العمل تحت رؤساء كفار

- ‌معنى قول الله: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ)

- ‌المخرج من أزمة المسلمين

- ‌الانشغال عن الآخرة بالدنيا

- ‌النساء وضياع الأوقات

- ‌دراسة العلوم غير المفيدة

- ‌الاستفادة من الوقت

- ‌طول العمر وحسن العمل

- ‌لزوم الرجوع إلى الميقات لمن فاته الإحرام منه لعذر

- ‌الاقتصاد في المآكل والمشارب يعين على الطاعة

- ‌البديل المناسب للعب الأطفال

- ‌حديث: (ساعة وساعة)

- ‌دخول المسجد للحائض

- ‌الإشادة بالكفار

- ‌المسلمون في الهند

الفصل: ‌ ‌الإشادة بالكفار   ‌ ‌السؤال هل يجوز أن أقول: إن الغرب عندهم

‌الإشادة بالكفار

‌السؤال

هل يجوز أن أقول: إن الغرب عندهم عدالة واحترام لحقوق الإنسان، وهل ينبغي للمسلم أن يشيد بهم، مع العلم أني سمعت من بعض الخطباء يشيدون بهذا؟

‌الجواب

الإشادة بالكفار والثناء عليهم ومدحهم لا يجوز بأي حال من الأحوال، فهؤلاء أعداء الله وكيف تمدحهم؟! وكيف تثني عليهم؟! وكيف تمجدهم وقد ذمهم الله وعابهم ولعنهم وغضب عليهم؟! لا يمكن هذا ولا يصح ولا يجوز، لكن لا يعني كفرهم أن يغمطوا ويبخسوا كل فضيلة عندهم، فهناك فرق بين هذا وهذا، فنحن لا نمدحهم ولا نشيد بهم أبداً، لكن إن كان فيهم شيء من العدل أو الخير نذكره من باب العدل، والله تبارك وتعالى أمرنا بالعدل مع كل أحد سواء مع المؤمنين أو مع الكافرين، في حياتنا أو في أنفسنا، أينما كنا نحن مأمورون بالعدل {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن:7 - 9] وأي شيء توزنه أعمال أمم أو أفراد أو هيئات لا بد أن يكون الوزن بالقسط والحق والعدل.

ولا شك أن في بعض أهل الكتاب وفي بعض دول الكفار شيء من ذلك، فعندهم شيء من العدل واحترام حقوق الإنسان بالنسبة لبعض البلاد الإسلامية، لكن لا يقال إن ذلك خير من حكم الله أو عدله لا يمكن ذلك، لكن فعلاً عندهم بعض العدل، كما شهد لهم بذلك عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه في الحديث في صحيح مسلم قال:{وأنهم أمنعهم -أمنع الأمم- من ظلم الملوك} فالروم وهم الغرب الآن هم أمنع الأمم، والحكومات هناك إلى الآن أمنع وأبعد الحكومات أن تظلم الشعوب والأفراد.

هذه فضيلة فيهم تذكر لهم مع كفرهم ومع أنهم أعداء الله ومع بغضنا لهم أشد البغض، لكن لا نظلمهم بأن نقول: كلهم كذابون، وخونة، وليس فيهم عدل ولا خير {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [آل عمران:75] الله تعالى ذكر هذا وذكر أيضاً بالمقابل {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً} [آل عمران:75] هكذا {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} [آل عمران:113] فليسوا سواء فيهم وفيهم؛ ولهم بعض المزايا كالبشر.

فالله تعالى خلق الشياطين شراً محضاً، أما غيرهم من الخلق ففيهم شيء من الخير ومن الشر، والعرب في الجاهلية كان لهم شيء من المزايا أيضاً: من الكرم والإيثار وحماية الجار، وقد أفاد منها النبي صلى الله عليه وسلم وأفادت منها الدعوة إلى الله، فمن باب العدل لابد أن تذكر، لكن لا يعني من باب الثناء عليهم مطلقاً أو تمجيدهم أو تحبيبهم إلى نفوس المستمعين -والعياذ بالله! -

ص: 38