المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الغافل من فرط في عمره - دروس للشيخ سفر الحوالي - جـ ٨٣

[سفر الحوالي]

فهرس الكتاب

- ‌قيمة العمر

- ‌خلفة لمن أراد أن يذكر

- ‌حقيقة العمر

- ‌الإنسان بين الغبن والنذير

- ‌الغافل من فرط في عمره

- ‌الغفلة عن الآخرة

- ‌نماذج للقدوة في شغل العمر بالطاعة

- ‌من العاقل

- ‌الأسئلة

- ‌استغلال الوقت في طلب العلم

- ‌شهوة الشباب وكيفية ترشيدها

- ‌إيثار الدنيا على الآخرة

- ‌دور الشباب في الدعوة إلى الله

- ‌وساوس الشيطان

- ‌نصيب الإنسان من دنياه

- ‌حكم العمل مع من يتهاون في الطاعة

- ‌الكتب التي تهدى إلى النصارى لدعوتهم إلى الدين

- ‌مجاهدة النفس

- ‌كيف نخرج حب الدنيا من قلوبنا

- ‌محق البركة في الأعمار

- ‌حكم الطعن في العلماء وغيرهم

- ‌السكن مع من يتعامل مع الجن

- ‌اليقين

- ‌الخوف من عدم قبول الطاعات

- ‌حكم العمل تحت رؤساء كفار

- ‌معنى قول الله: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ)

- ‌المخرج من أزمة المسلمين

- ‌الانشغال عن الآخرة بالدنيا

- ‌النساء وضياع الأوقات

- ‌دراسة العلوم غير المفيدة

- ‌الاستفادة من الوقت

- ‌طول العمر وحسن العمل

- ‌لزوم الرجوع إلى الميقات لمن فاته الإحرام منه لعذر

- ‌الاقتصاد في المآكل والمشارب يعين على الطاعة

- ‌البديل المناسب للعب الأطفال

- ‌حديث: (ساعة وساعة)

- ‌دخول المسجد للحائض

- ‌الإشادة بالكفار

- ‌المسلمون في الهند

الفصل: ‌الغافل من فرط في عمره

‌الغافل من فرط في عمره

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {لا أحد أحب إليه العذر من الله} ولذلك أرسل الرسل وأنزل الكتب، وأقام الحجة على الخلق فلله الحجة البالغة على الخلق جميعاً، وإنما هي الغفلة وإنما هي الغباوة، كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وكل شيء يذكر الله تبارك وتعالى} فالسماوات والأرض والجبال والطير والأنهار، وكل ما في الوجود يذكر الله وأعظمهم ذكراً الملائكة، وما استثنى النبي صلى الله عليه وسلم إلا طائفتين لا تذكران الله تبارك وتعالى قال:{إلا المردة من الشياطين والأغبياء من بني آدم} فالمردة هم شياطين الجن، وهم شر محض لا إيمان ولا خير فيهم، وهؤلاء لا يذكرون الله تبارك وتعالى.

وكل يوم تطلع فيه الشمس عليك صدقة -كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وكل يوم محسوب عليك، وأقرب مثال نراه نحن -الآن- في حياتنا هو هذا التقويم الذي يعلق في البيوت وفي المساجد، إذا أخذت كل يوم منه ورقة تفاجأ وإذا به قد انتهى وهكذا العمر كل يوم تأخذ منه ورقة، وإذا بالعمر فجأة ينتهي، فهذا فيه عبرة لمن اعتبر.

ومن العجب أن بني آدم أحرص شيء على هذه الدنيا، ولو تفكر ابن آدم لوجد أنه من أقل مخلوقات الله عمراً، سبحان الله! فبعض الطيور يعيش 300 سنة أو 400 سنة، والأشجار تجد الشجرة عند البيت من عهد جدك ومن قبله ولا تزال موجودة، ويموت الابن وابن الابن والشجرة موجودة، أما الجبال والبحار فهي أكثر بكثير، ولكن الإنسان يظن أنه الوحيد المخلد الذي يمتلك هذه الدنيا، ولذلك لو تأمل العقلاء ما اختلفوا وما اقتتلوا، وما بغى بعضهم على بعض من أجل قطعة أرض، أو من أجل بئر، هذه الدنيا طوت قبلنا أمماً عظيمة وقروناً طويلة، وسوف نطوينا بعد كذلك.

ص: 5