المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌استقلال الأمة أيها الأخ المسلم! أقول في القسم الثاني: إن أثر - دروس للشيخ عبد الرحمن المحمود - جـ ١

[عبد الرحمن بن صالح المحمود]

فهرس الكتاب

- ‌أثر التوحيد

- ‌بيان معنى التوحيد المطلوب من العبد

- ‌أهمية التوحيد ومثاله في قلب المؤمن

- ‌آثار التوحيد في حياة الفرد

- ‌طمأنينة قلب العبد وراحته

- ‌التحرر من العبودية لغير الله تعالى

- ‌توكل العبد على الله تعالى

- ‌اعتزاز الموحد بربه تعالى

- ‌الشجاعة في الحق والثبات عليه

- ‌آثار التوحيد في حياة الأمة

- ‌استقلال الأمة

- ‌الأمن العام للأمة

- ‌التحلي بفاضل الأخلاق والتخلي عن رذائلها

- ‌تأليف قلوب المؤمنين وجمع كلمتهم وموقفهم

- ‌حلول الخيرات والبركات

- ‌أثر التوحيد في الآخرة

- ‌الأسئلة

- ‌الكبائر وما يكفرها

- ‌ذكر الله تعالى مع عدم مواطأة القلب للسان

- ‌قراءة سورة (يس) في المنزل لدفع العين

- ‌أثر التوحيد على دارسيه

- ‌الاكتفاء بكلمة التوحيد للنجاة من العذاب

- ‌متى يجوز الخوف من غير الله ومتى يحرم

- ‌القيام بحق الوالدين مع ارتكابهما بعض المعاصي

- ‌الصدقة على اليهودي والنصراني

- ‌توجيه للمكتفي بدراسة العقيدة الواسطية

- ‌الموقف من الفساق وأهل البدع

- ‌عبارة (يا رضا الله ورضا الوالدين)

- ‌حكم أعمال الشعوذة

- ‌الخوف من الجن ونحوهم وحكمه

- ‌الموازنة بين أسس العبادة الثلاثة

- ‌التسخط من أقدار المصائب

- ‌الاعتزاز بالقومية

- ‌العقيدة بين تأسيس الإيمان والرد على المخالفين

- ‌حكم الذهاب إلى القراء

- ‌تكييف الدعاء بلفظ (برحمتك)

- ‌العلاقة بين التوحيد والعقيدة

- ‌آثار الإيمان بأسماء الله وصفاته

- ‌تحقيق التوحيد والخوف الطبيعي

- ‌دعوى كون الكافرين أصدق في التعامل من المسلمين

- ‌دور المسلم في تحقيق التوحيد في نفسه وأمته

- ‌معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدرهم)

- ‌كمال التوحيد مع الخوف من الظلمة وأعوانهم

- ‌كيفية تنمية المحبة لله تعالى في القلب

الفصل: ‌ ‌استقلال الأمة أيها الأخ المسلم! أقول في القسم الثاني: إن أثر

‌استقلال الأمة

أيها الأخ المسلم! أقول في القسم الثاني: إن أثر هذه العقيدة لا يقتصر على الفرد، وإنما يتعداه إلى الجماعة والأمة، ولن نعرض لجميع القضايا المتعلقة بذلك ولكن نشير إلى لمحات، فنقول: أولاً: استقلال الأمة لا يتم إلا باستقلالها في توحيدها وعقيدتها، فالأمة التي لا تستقل بعقيدتها وما ينبثق من عقيدتها من شريعة لا يمكن أن تستقل أبداً.

إن الأمة التي لا تعتصم بتوحيدها وعقيدتها تعيش حياة التبعية لغيرها، وهذه تجارب التاريخ أمام أعيننا مثل الشمس، كان العرب تابعين إما للفرس وإما للروم، وكانت التبعية حقيقية، وكانوا يرفعون كثيراً من خلافاتهم القبلية إلى أولئك ليحكموا بينهم ويصلحوا بينهم، فلما جاء الله بعقيدة التوحيد وأرسل بها رسوله صلى الله عليه وسلم، وآمن بها أولئك الصحب الكرام، ونشأت دولة الإسلام في المدينة، فحررت واستقلت عن جميع أمم الأرض.

نعم والله، استقلت حتى من أهل الكتاب وهم في قلب جزيرة العرب، من اليهود أصحاب التراث الضخم الكبير في ذلك الوقت، وتحرروا من النصارى في نجران وفي بلاد الروم، وتحرروا من الجاهلية والوثنية، وتحرروا من أمم الأرض واستقلوا، والاستقلال للأمة لا يتم إلا بأن تغرس هذه العقيدة في هذه الأمة بشتى الوسائل التي تجعل الناس صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم على مختلف مسئولياتهم عبيداً لله الواحد القهار لا عبيداً لغيره، وهذا هو الاستقلال الحقيقي.

ص: 11