المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشباب والمسارعة إلى الخيرات - دروس للشيخ عبد العزيز بن باز - جـ ١٦

[ابن باز]

فهرس الكتاب

- ‌لقاء الخير

- ‌حقيقة التعاون على البر والتقوى

- ‌أهمية التفقه في الدين مع المحاسبة والتوبة من المعاصي

- ‌نصائح وتوجيهات للشباب

- ‌الشباب والتوبة إلى الله

- ‌الشباب والنية الصالحة

- ‌الشباب والمسارعة إلى الخيرات

- ‌صفات المؤمنين والمؤمنات

- ‌الأسئلة

- ‌تكفير التوبة للمعاصي والسيئات

- ‌خطر الخوض في آيات الله والاستهزاء بالدين وأهله

- ‌كيفية التخلص من السرقات والمظالم

- ‌علاج مرض النظر إلى المردان لشهوة

- ‌كيفية التوبة من السرقات وإرجاع الحقوق إلى أهلها

- ‌حكم تشبيه اليوم العظيم على الشخص بيوم القيامة

- ‌واجب أئمة المساجد أوقات الأمطار

- ‌كيفية التوبة من عقوق الوالدين

- ‌الأسباب المعينة على قيام الليل

- ‌حكم الاستنجاء عند كل وضوء

- ‌حكم وصف الحكم الشرعي بأنه ظلم وعدوان

- ‌حكم قراءة القرآن بلا وضوء وقول صدق الله العظيم بعد القراءة

- ‌حكم حلق اللحية حتى تخرج من جديد مستوية

- ‌حكم حلق العانة والإبط وغسل الجمعة

- ‌حكم الصلاة في مسجد يوجد فيه قبر

- ‌حكم إيداع الأموال في البنوك بغير أخذ فوائد

- ‌حكم ترك دعاء الاستفتاح في الصلاة

الفصل: ‌الشباب والمسارعة إلى الخيرات

‌الشباب والمسارعة إلى الخيرات

الشباب من أسبق الناس إلى الخيرات، ومن أبعدهم عن السيئات، فهو قدوة في القول قدوة في العمل، كما قال جلَّ وعَلا عن الرسل وأتباعهم:{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:90] .

وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون:57-61] سارعوا وسبقوا.

قالت عائشة رضي الله عنها: (يا رسول الله، أرأيت قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)) [المؤمنون:60] أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر؟ قال: لا؛ ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف ألا يُقبل منه) أي: يجتهد في الخيرات، ويعمل، ومع هذا هو خائف، لا يُعجب بعمله، ولا يمن بعمله، بل هو خائف، يعمل ويخاف ألا يُقبل منه، يخاف أن يكون قد قصَّر، يخاف أن يكون ما أدى الواجب على الكمال، هكذا المؤمن يعمل، يصلي ويخاف، يصوم ويخاف، يزكي ويخاف، يجتهد ويقول: أخشى أني قصرتُ، أخشى أني ما فعلتُ، أتى بالواجب وهو على وجل وخوف، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك:12] .

ويقول جلَّ وعَلا: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28] .

فخشيته الكاملة من الرسل وأتباعهم، وهم العلماء، كل مسلم يخشى الله؛ لكن الخشية الكاملة من الرسل وأتباعهم من أهل العلم والإيمان، فالمؤمن يعمل، ويجتهد، ويخشى الله.

قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46] .

وقال: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [إبراهيم:14] .

وقال جلَّ وعَلا: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [البينة:7-8] ثم قال: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة:8] .

الخشية لا بد منها، عن صدق وإخلاص، تخشى الله في أعمالك كلها، ترجو ثوابه، وتخشى عقابه، وتخلص له، الطالب والأستاذ والشيخ والعجوز وغير ذلك، كل واحد واجب عليه، الشباب والشيب، الرجال والنساء، الكبار والصغار، من المكلفين، الكل يجب عليه أن يخشى الله، وأن يراقب الله في أعماله، وأن يجتهد في أداء فرائض الله، وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، مع التعاون الصادق على البر والتقوى، ومع التواصي بالحق والصبر عليه.

ص: 7