المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من معاني الطغيان مجاوزة الحد في العبادة - دروس للشيخ عبد الله الجلالي - جـ ٣٧

[عبد الله الجلالي]

فهرس الكتاب

- ‌فاستقم كما أمرت [1]

- ‌حقيقة الإنسان الذي أمر بالاستقامة

- ‌حقيقة الاستقامة وأهميتها وما يخل بها

- ‌الاستقامة طريق النجاة من عذاب الله

- ‌حقيقة الاستقامة

- ‌الاستقامة لا تكون إلا على هدي الله ورسوله

- ‌البدع وانتشارها مخالف للاستقامة

- ‌الاستقامة على دين الله يعترضها الابتلاء

- ‌الاستقامة قد تؤدي إلى الاعتداء

- ‌معنى الطغيان المضاد للاستقامة

- ‌من معاني الطغيان مجاوزة الحد في العبادة

- ‌من معاني الطغيان التعدي على حدود الله وخلقه

- ‌مظاهر الاستقامة في سورة هود

- ‌عدم الركون إلى الكفار

- ‌إقامة الصلاة

- ‌لزوم الصبر

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌من مظاهر الاستقامة لزوم الصبر

- ‌من مظاهر الاستقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌الأسئلة

- ‌آخر أخبار الجزائر

- ‌الفرق بين محبة العاطفة ومحبة المتابعة

- ‌أسباب الانحراف عن الدين

- ‌دورنا تجاه الشرك بالله وانتشار الأضرحة

- ‌نصيحة في كيفية دعوة الناس إلى الله عز وجل

- ‌أخبار المجاهدين في إرتيريا

- ‌أخبار الإصلاحات الحكومية في السودان

- ‌نوع الاستقامة التي أمر الله بها نبيه

- ‌حكم زيارة النساء للقبور

- ‌أحوال المسلمين في الفلبين

- ‌تعدد وسائل الدعوة إلى الله عز وجل

الفصل: ‌من معاني الطغيان مجاوزة الحد في العبادة

‌من معاني الطغيان مجاوزة الحد في العبادة

الجانب الأول: هو تجاوز الحد في العبادة، ولذلك فإن العبادات محصورة في دائرة محدودة، لا تجوز الزيادة فيها كما لا يجوز النقص، ولذلك لو أن واحداً من الناس أراد أن يزيد على الصلوات الخمس صلاة سادسة قلنا له: أنت محدث في الدين، وأنت متجرئ على حدود الله عز وجل، وأنت تنصب نفسك في درجة الألوهية لا في درجة العبودية، فالله عز وجل حدد العبادات بمقادير معينة، فلم يفرض إلا خمس صلوات، ولذلك تجدون كيف يرعى الإسلام هذا الجانب، فلا يبيح للمسلم أن يزيد في العبادة.

فمثلاً: الله تعالى حدد لنا صيام رمضان الله تعالى بمدة معينة وحرم الزيادة، فحرم صيام يوم الشك كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تقدموا رمضان بصيام يوم أو يومين إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه) يعني: يصوم مثلاً الإثنين والخميس، أو يصوم يوماً ويفطر يوماً، فوافق يوم الشك، أما ما سوى ذلك فإنه لا يجوز صيام يوم الشك، ويوم العيد الذي هو بعد رمضان مباشرة حرم الله عز وجل صيامه.

إذاً: نجد أن رمضان عبادته حددت في أولها وآخرها، حتى لا تكون هناك زيادة فيؤدي ذلك إلى الجرأة على أوامر الله عز وجل، فيكون هناك مشرعون.

تعال إلى يوم الصوم نفسه، تجد أنه قد حدد ابتداؤه وانتهاؤه بوقت معين، وحث الشرع على تعجيل الفطر وتأخير السحور؛ حتى لا يفكر أحد ويقول: إني أزيد ساعة أو ساعتين من آخر الليل، وأزيد ساعة أو ساعتين من أول الليل؛ فهذه عبادة محددة من عند الله عز وجل لا يمكن أن تزاد في أولها ولا في آخرها، قال صلى الله عليه وسلم:(لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور) وحرم الرسول صلى الله عليه وسلم الوصال، وقال:(إني لست كهيئتكم، إني أبيت يطعمني الله ويسقيني).

إذاً: هذا دليل على أن العبادات الأصل فيها التحريم كما قال علماء الأصول، فلا يجوز للإنسان أن يحدث عبادة إلا بدليل من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

أما ما سوى ذلك فإنا نعتبره مبتدعاً في دين الله، والله تعالى يقول:(ولا تطغوا) هذا جانب مفهوم من مفاهيم الطغيان، لاسيما أنه جاء بعد قول الله تعالى:{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود:112].

ص: 11