المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌استخدام الكلمة الطيبة في الدعوة إلى الله - دروس للشيخ علي القرني - جـ ٣٥

[علي القرني]

فهرس الكتاب

- ‌هكذا علمتني الحياة [2]

- ‌منزلة الكلمة الطيبة

- ‌أمثلة توضح أهمية الكلمة الطيبة

- ‌توضيح لحقيقة الكلمة الطيبة

- ‌استخدام الكلمة الطيبة في الدعوة إلى الله

- ‌ضرورة الاجتماع والألفة بين المؤمنين

- ‌أهمية اغتنام الفرص في الطاعات

- ‌صور من مبادرة أبي بكر في الطاعات

- ‌موقف أبي خيثمة في غزوة تبوك

- ‌مسارعة الحسن البصري في الدعوة إلى الله

- ‌الاشتغال بإصلاح عيوب النفس

- ‌أهمية اختيار الأصحاب

- ‌ضرورة موافقة الأعمال الأقوال

- ‌إرضاء الناس غاية لا تدرك

- ‌ضرورة اتباع الحق

- ‌أهمية الرجال الذين يحملون الحق بقوة

- ‌حقيقة النفس البشرية

- ‌مكانة المرأة المسلمة وبعض مواقفها

- ‌حال الدهر والأيام

- ‌حقيقة ميت الأحياء

- ‌علاقة العصا بالتربية والإصلاح

- ‌لكل بداية في الدنيا نهاية

- ‌نهاية الإنسان في هذه الدنيا

- ‌دروس علمتنيها الحياة في ظل العقيدة

- ‌أعظم سلاح في أيدي المؤمنين

- ‌الأسئلة

- ‌الأسباب المعينة على قيام الليل

- ‌ضرورة التدبر في ملكوت الله

- ‌آخر أخبار الشيخ عائض القرني

- ‌أبيات شعرية للشيخ علي القرني

الفصل: ‌استخدام الكلمة الطيبة في الدعوة إلى الله

‌استخدام الكلمة الطيبة في الدعوة إلى الله

هاهو مصعب بن عمير -سفير الدعوة الأول إلى المدينة النبوية - يأتيه أسيد بن حضير بحربته -وهو ما زال مشركاً- فيقول لـ مصعب: ما الذي جاء بك إلينا؟ تسفه أحلامنا، وتشتم آلهتنا، وتُضيع ضعفاءنا، اعتزلنا إن كنت في حاجة إلى نفسك، وإلا فاعتبر نفسك مقتولاً.

فما كان من مصعب -بهدوء المؤمن الواثق بموعود الله وبنصر الله لهذه الدعوة- إلا أن قال له -في كلمات هادئة-: أو تجلس فتسمع؛ فإن رضيت أمرنا قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره؟ قال: لقد أنصفت -وكان عاقلا لبيباً- فكلمه مصعب رضي الله عنه عن الإسلام، وقرأ عليه القرآن؛ فتهلَّل وجهه، وبرقت أسارير وجهه، واستهل وجهه، وقال: كيف تصنعون إذا أردتم الدخول في هذا الدين؟ -جاء ليقتله، والآن يريد أن ينهل مما نهل منه مصعب! - قال: اغتسل وتطهر، واشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أسلم الرجل وفي نفس الوقت أصبح داعية.

يقول: إن وراءي رجلاً إن اتبعكم لم يتخلف عنه أحد من قومه -هو سعد بن معاذ - وذهب إلى هذا الرجل، واستفزه بكلمات معينة، فجاء هذا يركض إلى مصعب، ويقول: إما أن تكف عنا وإما أن نقتلك، قال: أو تجلس فتسمع؛ فإن رضيت أمرنا قبلته، وإن لم ترضَه كففنا عنك ما تكره؟ فجلس، فقام يخبره عن الإسلام ويبين له هذا الدين، فما كان منه إلا أن استهل وجهه، وبرقت أسارير وجهه، وقال: كيف يفعل من يريد الدخول في هذا الدين؟ قال: اغتسل وتطهر، واشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل، ثم خرج من توِّه داعية إلى قومه، فذهب إلى بني عبد الأشهل، وقال: يا بني عبد الأشهل -وهم قومه-! كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا، وأفضلنا رأياً، وخيرنا، وأيمننا.

قال: فإن كلامكم عليَّ حرام رجالكم والنساء حتى تؤمنوا بالله الذي لا إله إلا هو وتُصدقوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، يقول: فلم يبق رجل ولا امرأة في تلك الليلة إلا مسلم أو مسلمة.

فلا إله إلا الله! الكلمة الطيبة الكلمة الطيبة! الإحسان الإحسان، والله يحب المحسنين.

أَحسنْ إلى النَّاسٍ تَستعبدْ قلوبَهمُ لطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ

ص: 5