المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أم الإمام أحمد وتربيتها له - دروس للشيخ علي القرني - جـ ٤٣

[علي القرني]

فهرس الكتاب

- ‌أختاه هل تريدين السعادة

- ‌أنواع السعادة

- ‌السعادة الدنيوية

- ‌السعادة الأخروية

- ‌مكانة المرأة في الجاهلية

- ‌وصايا للمرأة المسلمة

- ‌العمل بطاعة الله سبحانه

- ‌الشعور بالمسئولية

- ‌الاقتداء بالمرأة الصالحة

- ‌نماذج من النساء الصالحات

- ‌موقف سارة زوج الخليل عليه السلام من طاغية مصر

- ‌بعض مواقف فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌بنت من بنات الأنصار واستجابتها لأمر رسول الله

- ‌سمية أول شهيدة في الإسلام

- ‌موقف آسية بنت مزاحم مع فرعون

- ‌امرأة تموت وهي ساجدة لله

- ‌ابنة سعيد بن المسيب وغزارة علمها

- ‌عائشة رضي الله عنها العالمة الفاضلة

- ‌امرأة تشارك في الجهاد بضفائرها

- ‌صفية بنت عبد المطلب الصابرة المجاهدة

- ‌أم الإمام أحمد وتربيتها له

- ‌المؤامرة الكبرى على المرأة المسلمة

- ‌أخبار وأحداث مؤلمة

- ‌أسماء بنت أبي بكر وحملها هم الإسلام

- ‌خدمة أسماء لزوجها الزبير

- ‌تربية أسماء لأبنائها

- ‌صبر أسماء عند مقتل ابنها عبد الله بن الزبير

- ‌لتكن القدوة أسماء

- ‌تحذير للنساء وتذكير ونذير

- ‌تذكير بالله والدار الآخرة

- ‌تحذير من التبرج والسفور

- ‌الأسئلة

- ‌دور المرأة الداعية

- ‌حكم مقابلة غير المحارم

الفصل: ‌أم الإمام أحمد وتربيتها له

‌أم الإمام أحمد وتربيتها له

إن النماذج لكثيرة كثيرة لكني أقف مع نموذج أخير أو قبل الأخير، وهو مع أم الإمام أحمد الذي يموت أبوه عنه وهو صغير، فتكفله أمه الزاهدة العابدة الصائمة القائمة، تقوم بتربيته، وهذا دور المرأة يوم تكون صالحة.

تنتج اللَّبِنات الصالحة، نشَّأت ابنها على حب الله ورسوله، وعلى حب كتاب الله، يقول أحمد:"حفَّظتني القرآن وعمري عشر سنوات"، ومن حفظ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيْه.

يقول: كانت توقظني قبل صلاة الفجر بوقت ليس بالقصير، وتدفئ لي الماء؛ لأن الجو كان بارداً في بغداد، وتُلبسُني اللباس، ثم نصلي أنا وإياها ما شئنا، ثم ننطلق إلى المسجد وهي مختمرة؛ لأن الطريق كان بعيداً مظلماً موحشاً لتصلي معه صلاة الفجر في المسجد -وعمره عشر سنوات- وتبقى معه حتى منتصف النهار لتعلمه العلم، ولتربيه التربية؛ ليكون لَبِنَةً صالحة ينفعها يوم تقْدمُ على الله جل وعلا.

يقول: فلما بلغت السادسة عشرة قالت: يا بُني! سافِرْ في طلب الحديث؛ فإن طلب الحديث هجرة في سبيل الله.

أعدت له بعض متاع السفر من أرغفة الشعير، ومن صُرَّة ملح، ومن بعض مستلْزَمَات السفر، ثم قالت: إن الله إذا استُودِع شيئاً حفظه، فأستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.

ذهب من عندها إلى المدينة، وإلى مكة، وإلى صنعاء ليعود الإمام أحمد، وقد قدَّم للأمة ما قدَّم ولأمه -إن شاء الله- من الحسنات مثلما عمل أحمد، ومثل من يعمل بعمل أحمد إلى أن يلقى الله بمنِّه وكرمه، والخير في الأمة كثير وكثير.

فلو كان النساء كمن ذكرنا لفَضلت النساء على الرجال

وما التأنيث لاسم الشمس عيب وما التذكير فخر للهلال

هل أعجبتكِ خصال هؤلاء النساء؟

إذا أعجبتك خصال امرئ فكنه يكن ما يعجبك

فليس على الجود والمكرمات إذا جئتها حاجب يمنعك

ص: 21