المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌صبر أسماء عند مقتل ابنها عبد الله بن الزبير - دروس للشيخ علي القرني - جـ ٤٣

[علي القرني]

فهرس الكتاب

- ‌أختاه هل تريدين السعادة

- ‌أنواع السعادة

- ‌السعادة الدنيوية

- ‌السعادة الأخروية

- ‌مكانة المرأة في الجاهلية

- ‌وصايا للمرأة المسلمة

- ‌العمل بطاعة الله سبحانه

- ‌الشعور بالمسئولية

- ‌الاقتداء بالمرأة الصالحة

- ‌نماذج من النساء الصالحات

- ‌موقف سارة زوج الخليل عليه السلام من طاغية مصر

- ‌بعض مواقف فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌بنت من بنات الأنصار واستجابتها لأمر رسول الله

- ‌سمية أول شهيدة في الإسلام

- ‌موقف آسية بنت مزاحم مع فرعون

- ‌امرأة تموت وهي ساجدة لله

- ‌ابنة سعيد بن المسيب وغزارة علمها

- ‌عائشة رضي الله عنها العالمة الفاضلة

- ‌امرأة تشارك في الجهاد بضفائرها

- ‌صفية بنت عبد المطلب الصابرة المجاهدة

- ‌أم الإمام أحمد وتربيتها له

- ‌المؤامرة الكبرى على المرأة المسلمة

- ‌أخبار وأحداث مؤلمة

- ‌أسماء بنت أبي بكر وحملها هم الإسلام

- ‌خدمة أسماء لزوجها الزبير

- ‌تربية أسماء لأبنائها

- ‌صبر أسماء عند مقتل ابنها عبد الله بن الزبير

- ‌لتكن القدوة أسماء

- ‌تحذير للنساء وتذكير ونذير

- ‌تذكير بالله والدار الآخرة

- ‌تحذير من التبرج والسفور

- ‌الأسئلة

- ‌دور المرأة الداعية

- ‌حكم مقابلة غير المحارم

الفصل: ‌صبر أسماء عند مقتل ابنها عبد الله بن الزبير

‌صبر أسماء عند مقتل ابنها عبد الله بن الزبير

وتسمع الأم الصابرة ذات السبع والتسعين سنة، العمياء البصيرة، وتذهب إلى ولدها المصلوب كالطود الشامخ، وتقترب منه، وهي لا ترى وتدعو له، وإذ بقاتله يأتي إليها في هوان، ويقول: يا أمَّه! إن الخليفة أوصاني بكِ خيراً، فتصيح به:[[لست لك بأم، إنما أم هذا المصلوب، وعند الله تجتمع الخصوم]]، ويتقدم ابن عمر مخاطباً عبد الله المصلوب: السلام عليك يا أبا خبيب! السلام عليك يا أبا خبيب، والله ما علمتك إلا صوَّاماً قوَّاماً وصولاً للرحم، أما وقد قال الناس: إنك شرُّ هذه الأمة، أما والله لأمةٌ أنت شرُّها لأمة خير كلها -ثم الْتفت إلى أصحابه قائلاً-: أما آن لهذا الفارس أن يترجل، ويتقدم ابن عمر إلى أسماء معزياً مواسياً، ثم يقول لها: اتقي الله واصبري، فقالت -بلسان الصابرة المؤمنة الواثقة بموعود الله-:[[يا ابن عمر! وماذا يمنعني من الصبر وقد أُهِدي رأس يحيى بن زكريا إلى بَغِيٍ من بغايا بني إسرائيل؟!]] أرأيتنَّ ما أعظم الأم المربية! وما أعظم الابن المربَّى! لم تلطم خدّاً، ولم تشق جيباً، ولم تنُح، وإنما سلَّمت الأمر لله، فلله الأمر من قبل ومن بعد:{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} [البقرة:155 - 156].

ص: 27