المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الطعن والقدح لا شك أننا نعرف ونسمع عن بعض الشباب الذين - دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح - جـ ١١٠

[علي بن عمر بادحدح]

فهرس الكتاب

- ‌الكلمة مسئوليتها وفاعليتها

- ‌أهمية الكلمة ومعناها

- ‌خصائص اللسان

- ‌مكانة الكلمة وبيان خطورتها وآثارها

- ‌آيات قرآنية وأحاديث نبوية تدل على أهمية الكلمة وخطورتها وآثارها

- ‌أقوال وأشعار وأمثال تدل على أهمية الكلمة وخطورتها وآثارها

- ‌فاعلية الكلمة وأوجهها

- ‌أولاً: القبول والتصديق

- ‌ثانيا: التفاعل بالمشاعر

- ‌ثالثاً: قلب الحقائق

- ‌رابعاً: شيوع النفاق

- ‌أسباب جنوح الكلمة عن مسارها الصحيح

- ‌السبب الأول: الجهل

- ‌السبب الثاني: التسرع

- ‌السبب الثالث: الانطباع على كثرة الكلام وعدم استشعار المسئولية

- ‌السبب الرابع: الهوى

- ‌السبب الخامس: ابتغاء الدنيا وابتغاء المصالح الذاتية والمنافع الشخصية

- ‌السبب السادس: الخوف وحب السلامة

- ‌ممارسات وصور عملية غير إسلامية تصرف الكلمة عن مسارها الصحيح

- ‌ممارسات تصرف الكلمة عن مسارها الصحيح بين المسلمين

- ‌المبالغات في المدح والذم

- ‌الطعن والقدح

- ‌إطلاق الأحكام ونقل الكلام دون تثبت

- ‌استخدام أسلوب التورية والتلميح الذي يقصد به الطعن والتجريح

- ‌الخوض فيما لا يعني والجدال والمراء

- ‌الأسئلة

- ‌توجيه الشباب باتخاذ الأسلوب الشرعي عند تقويم الأخطاء

- ‌علاج الغيبة

- ‌كيفية معالجة الأخطاء الواقعة من الأشخاص وضوابط ذلك

الفصل: ‌ ‌الطعن والقدح لا شك أننا نعرف ونسمع عن بعض الشباب الذين

‌الطعن والقدح

لا شك أننا نعرف ونسمع عن بعض الشباب الذين ليس لهم هم إلا قوائم الطعن والجرح التي يصنفون فيها الأسماء ويصنفون فيها الرتب من تفسيق أو تبديع أو تكفير، ثم يسجلون فيها المقالات والكلمات بتتبع وتقص مقصده الوقوف على الأخطاء، ثم يشغلون بذلك ليلهم ونهارهم، ويجعلون ذلك ديدنهم في حلهم وترحالهم، بل يبذلون في ذلك أموالهم، بل يرحلون فيه من مدينة إلى أخرى، وما ثمة عند هؤلاء وقفة مع تذكر لحرمة المسلم في ماله وعرضه ونفسه، وما ثمة مراعاة للذم والوعيد الشديد لأهل الغيبة والنميمة، ولا شيء من ذلك، وهذا الأمر يدل على قسوة في القلوب وتبلد في الإحساس وعمىً في البصيرة، نسأل الله عز وجل السلامة.

وهؤلاء أيضاً قد سلم منهم الأعداء؛ لأن جهدهم قد صب في نقد وجرح وثلم وإسقاط الأخيار من الصلحاء والدعاة والعلماء، وهذا المسلك مسلك شيطاني؛ لأنه باسم الدين أو بلسان الدعوة، ولأنه يهدم في هذا الدين ويقوض بنيان الدعوة، إذ يقول: الحق أحق أن يتبع، ولابد من تعرية الباطل، ولابد من كشف الخطأ.

وغير ذلك من الأوهام التي ما سلفت في سلف الأمة ولا دلت عليها الأدلة، ولا شهد لها فعل النبي عليه الصلاة والسلام، بل كان يقول -كما في سنن أبي داود -:(لا يبلغني أحد عن إخواني شيئاً فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر)، وينقض أيضاً الوصية النبوية بالستر على المسلم:(من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) وكذلك بالتماس الأعذار وحسن الظن مع إبداء النصح، وغير ذلك من الآداب الكثيرة التي لا حصر لها ولا حد في شرع الله عز وجل.

ص: 22