المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى: صنائع المعروف تقي مصارع السوء - دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي - جـ ١٥

[محمد بن محمد المختار الشنقيطي]

فهرس الكتاب

- ‌صنائع المعروف

- ‌فضل صنائع المعروف

- ‌قواعد وأسس في صنائع المعروف

- ‌امتلاك القلب الرقيق

- ‌إخلاص العمل لله جل جلاله

- ‌أبواب صنائع المعروف

- ‌إعانة المكروب

- ‌مواساة المصابين والمكلومين

- ‌الصلح بين الناس

- ‌الدعوة إلى الله

- ‌المعونة على الدعوة إلى الله

- ‌السعي على الأرامل والأيتام

- ‌الأسئلة

- ‌الدعاء لإخواننا في مختلف بقاع المسلمين

- ‌من عقبات الزواج ممن كبر سنها

- ‌كيفية الجمع بين طلب العلم والعمل في التجارة

- ‌حكم صدقة الإنسان الذي عليه دين

- ‌علاج من وسوس له الشيطان بترك العلم وجمع له الهم والغم

- ‌علاج قسوة القلب وجلساء السوء

- ‌هل طلب العلم وحفظ القرآن من صنائع المعروف

- ‌دواء خلو الصلاة من الخشوع

- ‌الأسباب المعينة على أداء صلاة الفجر جماعة

- ‌علاج ترك الطاعات خشية النفاق

- ‌علاج العادة السرية

- ‌معنى: صنائع المعروف تقي مصارع السوء

- ‌نصيحة إلى من فاتها قطار السعادة (الزواج)

- ‌طلب زيادة وقت المحاضرة

- ‌توجيه إلى من حرم قيام الليل وصيام النهار

الفصل: ‌معنى: صنائع المعروف تقي مصارع السوء

‌معنى: صنائع المعروف تقي مصارع السوء

‌السؤال

ما معنى هذا الحديث إن كان حديثاً: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء) أرجو شرح هذا الحديث شرحاً وافياً؟

‌الجواب

أما هذا الحديث فقد تكلم العلماء رحمهم الله على سنده، فهو حديث ضعيف ولكن معناه صحيح، فهو صحيح المعنى لما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إن الصدقة تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار) فأخبر أن الصدقة تطفئ غضب الرب، والصدقة من صنائع المعروف.

وثبت في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها -في صلاة الكسوف- (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس إذا كسفت الشمس أن يدعوا وأن يصلوا وأن يتصدقوا)، فدل هذا -كما يقول العلماء- على أن أعظم أسباب الخير الصدقة وفعل المعروف.

وأذكر حادثة قصها رجل من أصدقاء الوالد غريبة جداً، وسمعته بأذني يحكيها للوالد رحمة الله عليهما -فقد توفيا- يقول هذا الرجل -أحسبه من الأخيار والصالحين وهو رجل كان أميراً في قومه- أنه كان نازلاً من الطائف إلى مكة في يوم الجمعة وكان معه ابنه، فأراد الله عز وجل أنه رأى رجلاً ضعيفاً، فقال لابنه: قف لهذا الضعيف، فكأن الابن رأى إلى رثاثة حال هذا الضعيف وما هو عليه من الملبس الرث، فكره أن يركب معه في هذه السيارة الفارهة.

يقول الوالد: فعلمت ما في نفس ابني، فلما ركب الرجل ذكرت ابني بصنائع المعروف، وأن الله يقي بها مصارع السوء، وأن الله يحفظ بها، وأن الله يلطف بها، فلما دخلنا إلى مكة ونحن في أشد ما تكون السيارة في السرعة لندرك الجمعة، وإذا بطفل أمام السيارة تماماً لا نستطيع أن نفر عنه، فمرت عليه السيارة، فأصابه شيء من الرعب، فتوقفنا على أن الابن قد قضى ومات، وإذا به قائم على رجليه ليس به أي بأس.

يقول: فلما ركبت السيارة انكفأت على وجهي وأنا في حالة لا يعلمها إلا الله، قلت: يا بني والله ما أعرف لك إلا هذا المعروف الذي فعلته فحفظنا الله وإياك به.

وهذا عاجل ما يكون في الدنيا، فالله يلطف، وغالباً إذا رحم الإنسان عباد الله لطف به الله عز وجل، والقصص في ذلك كثيرة جداً في لطف الله، وأن صنائع المعروف يحفظ الله جل وعلا بها، والله تعالى أعلم.

ص: 25