المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم مساعدة الناس بقصد المجاملة - دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي - جـ ٥٤

[محمد بن محمد المختار الشنقيطي]

فهرس الكتاب

- ‌رحمة الضعفاء

- ‌من آثار الرحمة

- ‌المحتاجون إلى الرحمة

- ‌الأيتام من أشد المحتاجين إلى الرحمة

- ‌العصاة والمذنبون من أحوج الناس للرحمة

- ‌الوالدان والأقارب أولى الناس أن يرحموا

- ‌الضعفاء والمساكين والأرامل من المتعطشين للرحمة

- ‌أمور تعين على الرحمة

- ‌معاشرة الرحماء

- ‌قراءة سيرة السلف الصالح

- ‌قراءة كتاب الله عز وجل

- ‌تذكر مشاهد الآخرة

- ‌نماذج من سير السلف في الرحمة

- ‌وصايا للرحماء

- ‌الصبر والاحتساب عند رحمة الضعفاء

- ‌الرحمة بالبهائم

- ‌ضرورة الإخلاص

- ‌الأسئلة

- ‌نصيحة لمن أراد ترك طلب العلم والدعوة بسبب الذنوب والمعاصي

- ‌كيفية الجمع بين طلب العلم وبر الوالدين

- ‌نصيحة لاغتنام الفرص في مواسم الطاعة

- ‌حكم المزاح مع الوالدين

- ‌حكم مساعدة الناس بقصد المجاملة

- ‌ضرورة الصبر والاحتساب في الدعوة إلى الله

- ‌نصيحة لمن أراد التوبة من الذنوب والمعاصي

- ‌كيفية معاملة الخادم والأجير

- ‌نصيحة للعاق لوالديه

- ‌وصية لصاحب القلب القاسي

الفصل: ‌حكم مساعدة الناس بقصد المجاملة

‌حكم مساعدة الناس بقصد المجاملة

‌السؤال

أقوم في بعض الأحيان بتسليف بعض من يحتاج إلى المال، فيعرض عليَّ طلبه، فأقوم بتلبية حاجته، ولكن في بعض الأحيان أقوم بهذا العمل إما بقصد دعوي، أو بقصد المجاملة لهم، فهل أحصل على الأجر بالمجاملة لهم، مع العلم أن بعض المبالغ مضى عليها أكثر من ثلاث سنوات، وهل يجوز لي أن أنوي من الآن أنها تفريج ومساعدة، علماً إني أستطيع أن أذهب إليهم وأطلبهم ما سلفتهم إياه، وفقك الله ورعاك؟

‌الجواب

يقول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه وأرضاه: (إنما لكل امرئٍ ما نوى) قال بعض العلماء: فيه دليل على أنه لا يكون للإنسان إلا ما نواه، إن كان للدنيا فللدنيا، وإن كان للآخرة فللآخرة، فإذا جاءك أحد وأحرجك فاجعل نية الآخرة هي الأصل، واجعل نية الدنيا تبعاً، أي: تعطيه ولكن تنوي أنك تحتسب أجرها وثوابها عند الله، وتجعل نية المجاملة تبعاً، وهذا لا يضر فيه، ولذلك قال الله عز وجل:{وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} [الأنفال:7] قال بعض العلماء: إنهم فضلوا أن ينالوا العير والغنيمة من المال، ومع ذلك كانت نيتهم في الأصل إغاظة العدو، وكسب مرضاة الله عز وجل، فلم يؤثر ما كان تبعاً.

فنية الدنيا إذا كانت تبعاً لم تؤثر، لكن الذي يظهر من السؤال أنك مجامل، وأنك مستحٍ منهم، فإذا كان الأمر كذلك فهي نية دنيا، ولكن إذا نويت من الآن أن تجدد النية، وندمت على ما مضى وسألت الله فإن الله كريم، وفضل الله عظيم، وكونك تقول: إنه بإمكانك أن تأخذ المال منهم الآن، ولكنك تحتسب عند الله التخفيف عليهم، فأنت كذلك مثاب، فاحتسب من الآن، واسأل الله عز وجل أن يعوضك عما سلف وكان، والله تعالى أعلم.

ص: 23