المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تعارض بر الأب مع بر الأم - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٢٧٦

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌قرة العينين في بر الوالدين

- ‌بر الوالدين في القرآن

- ‌بر الوالدين في السنة

- ‌بر الوالدين عند الصحابة والسلف

- ‌فوائد من بر الوالدين

- ‌من فوائد بر الوالدين: نيل مرضاة الله سبحانه وتعالى

- ‌من فوائد بر الوالدين: إجابة الدعاء

- ‌من فوائد بر الوالدين: كفارة عظيمة للذنوب

- ‌صور بر الوالدين وأشكاله

- ‌صور بر الوالدين قبل وفاتهما

- ‌صور بر الوالدين بعد وفاتهما

- ‌إيذاء الوالدين وعقوبة العقوق

- ‌الموقف من الأب المشرك والأم الكافرة

- ‌الموقف من الوالد الفاجر والوالدة العاصية

- ‌بعض المسائل الفقهية المتعلقة ببر الوالدين

- ‌حكم المال إذا أخذه الأب

- ‌استئذان الوالدين في الهجرة والجهاد

- ‌استئذان الوالدين عند السفر

- ‌حكم قطع صلاة النافلة للوالدين

- ‌تعارض بر الأب مع بر الأم

- ‌حكم طاعة الوالدين في ترك الواجبات وفعل المحرمات وفي المشتبهات

- ‌حكم طاعة الوالدين في ترك الواجبات

- ‌حكم طاعة الوالدين في فعل المحرمات

- ‌حكم طاعة الوالدين في المشتبهات

- ‌حكم طاعة الوالدين في ترك النوافل

- ‌حكم طاعة الوالدين في الزواج والطلاق

- ‌الشباب والدعوة وبر الوالدين

الفصل: ‌تعارض بر الأب مع بر الأم

‌تعارض بر الأب مع بر الأم

إذا تعارض بر الأب مع بر الأم، فنحن نعلم أن طاعة الزوج مقدمة على طاعة الأبوين بالنسبة للمرأة إذا تزوجت، لكن بالنسبة للأحوال الأخرى إذا تعارضت طاعة الأب مع طاعة الأم، نظرنا: إن كان أحدهما يأمر بطاعة والآخر يأمر بمعصية؛ قدمنا صاحب الطاعة، وإن تعارض أمرهما وكلاهما يأمران بمعصية؛ عصيناهما كليهما، مثل أن يقول الأب: لا تكلم أمك، وتقول الأم: لا تكلم أباك، كل منهما يأمر بمعصية، وكل منهما يأمر بأمرٍ فيه خلاف لأمر الآخر، فما هو الحل؟ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وكذلك لو قال لك أبوك مثلاً: لا تكلم خالك أو عمك، أو قالت لك أمك: لا تكلم خالتك، ماذا تفعل؟ تكلم خالتك سراً وتكلم عمك سراً، فتصل الرحم ولا تعصيها في ظاهر الأمر، أي: يسهل عليك ألا تغضبها.

وإذا تعارضا تعارضاً ليس فيه معصية، لكن لم تستطع أن تصلهما جميعاً مثل الإنفاق، ما عندك إلا مال قليل لا يكفي إلا لواحد منهما، فالأم مقدمة على الأب في البر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بها ثلاثاً ويحاول التوفيق ما أمكنه.

كذلك إذا كان كل واحد منهما أمراه بأمرٍ في نفس الوقت، فإنه يحاول التوفيق ما أمكنه ذلك بكل طريقة يفرغ وسعه وجهده لهذا الأمر، كما قال رجل لـ مالك: والدي في السودان كتب لي أن أقدم عليه، وأمي تمنعني من الذهاب، تقول: ابق عندي، فقال الإمام مالك: أطع أباك ولا تعص أمك، معناه: أن يجتهد في إقناع أحد الطرفين أو ماذا يفعل؟ يأخذ أمه ويذهب إلى أبيه، ومعنى كلام مالك رحمه الله: المبالغة في إرضاء الطرفين، والأم لها ثلثي البر.

وكذلك من المسائل التي تكلم فيها العلماء: لو أن الأم أرادت الولد شاهداً، أو يترافع عنها في المحكمة ضد الأب؛ لأن الأب يقصر مثلاً في النفقة ونحو ذلك، فقال بعض العلماء: لا يترافع الابن وإنما يبقى خارج النوبة، وبعضهم قال: إذا كانت مظلومة يترافع لها ضد أبيه مع الإحسان للأب، وإنما المعاملة من باب أنها تمشي الأوراق.

ص: 20