المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رفق الرسول صلى الله عليه وسلم بالناس - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٢٧٨

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌قواعد في علاقة الداعية بالمدعو

- ‌عهد الله إلى أنبيائه ورسله بالتبليغ

- ‌الدعوة أمر واجب على كل مسلم

- ‌عناصر المحاضرة

- ‌أولاً: ينبغي أن تكون هذه العلاقة خالصة لوجه الله عز وجل

- ‌أمور تقدح في إخلاص الداعية

- ‌ثانياً: إشعار الداعية للمدعو بالحرص عليه

- ‌ثالثاً: ينبغي أن تكون هذه العلاقة علاقة هداية وتعليم

- ‌رابعاً: تكون العلاقة قائمة على تحبيب الخير

- ‌خامساً: تكون العلاقة قائمة على الإشفاق والرحمة

- ‌سادساً: لا بد أن تكون هذه العلاقة قائمة على مراعاة الأولويات

- ‌سابعاً: أن تكون العلاقة قائمة على الرفق

- ‌رفق الرسول صلى الله عليه وسلم بالناس

- ‌ومن أمور الرفق: الرفق في التعرف على المدعو

- ‌أمور تنافي الرفق

- ‌ثامناً: لا بد أن تكون العلاقة قائمة على التدرج

- ‌تاسعاً: أن تكون العلاقة قائمة على الحكمة

- ‌الحكمة في مراعاة الأحوال والمواقف

- ‌ومن الحكمة كذلك: الحكمة في التعرف على المدعو

- ‌من الحكمة تقدير رغبة المدعو

- ‌عاشراً: مراعاة الأحوال

- ‌حادي عشر: من علاقة الداعية بالمدعو أن يصبر عليه

- ‌ثاني عشر: أن تكون العلاقة قائمة على مراعاة المصالح والمفاسد

- ‌ثالث عشر: أن تكون العلاقة قائمة على الاحترام المتبادل والمحافظة على المشاعر

- ‌رابع عشر: أن تكون العلاقة محتفظة بدرجة من الجدية والوقار

- ‌خامس عشر: أن تكون العلاقة ذات نفع متعد لأقرباء المدعو وأصدقائه

- ‌سادس عشر: أن تكون العلاقة قائمة على نفع المدعو وخدمته وليس انتظار النفع منه

- ‌سابع عشر: أن تكون العلاقة بعيدة عن العواطف الهوجاء

الفصل: ‌رفق الرسول صلى الله عليه وسلم بالناس

‌رفق الرسول صلى الله عليه وسلم بالناس

قصة الرجل الذي بال في المسجد معروفة لديكم، وقصة الرجل الذي تكلم في الصلاة، وقصة الرجل الذي قال له: لا أحسنت ولا أجملت، والرجل الذي جذبه بحاشية ردائه -أي: البرد -حتى أثر ذلك في صفحة عنقه صلى الله عليه وسلم، ماذا كان موقفه؟ وزيد بن سعنة الذي جاء وقال: إنكم يا بني عبد المطلب قوم مطل، أنا أعطيتك وأقرضتك وأنت ما وفيت، وأغلظ عليه، فما زاده صلى الله عليه وسلم شدة الجهل عليه إلا حلماً.

حتى لقد كان ذلك اليهودي يترقب أن يظهر منه عليه الصلاة والسلام هذا الأمر فظهر على حقيقته، ونهى عمر عن التغليظ على هذا الرجل، وأمر بوفاء الدين، وأمر بأن يعطى عشرين زيادة على ما اقترضه منه مقابل الترويع، وهذا الحديث الذي أخرجه أبو الشيخ في أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره، وقد ذكر الحافظ رحمه الله في الإصابة أن رجاله ثقات وفي أحدهم اختلاف بين ابن المديني وابن معين وابن أبي حاتم رحمه الله تعالى، ولكن له شاهد آخر.

والشاهد من الكلام كله: أنه صلى الله عليه وسلم في دعوته للناس كان رفيقاً رحيماً، وقال صلى الله عليه وسلم:(إن شر الرعاء الحطمة) أخرجه أحمد ومسلم.

والحطمة هو العنيف، والرعاء جمع راعي {لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} [القصص:23] الذين يرعون الغنم أو الإبل، (إن شر الرعاء الحطمة) من هو الحطمة الذي هو شر الرعاء؟ قال شراح الحديث: هو العنيف برعاية الإبل في السوق والإيراد والإصدار، إذا أوردها الماء وأصدرها عنه وساقها إلى مكانها أو رعاها، ويلقي بعضها على بعض يعسفها ويشتد عليها ويقسو، هذا شر الرعاء.

ضربه الرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً لوالي السوء، هذا الحديث له قصة: دخل عائض بن عمرو على عبيد الله بن زياد، وكان عبيد الله بن زياد ظالماً شديداً على الناس، وعائض بن عمرو صحابي رضي الله عنه فقال: (يا بني! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن شر الرعاء الحطمة، فإياك أن تكون منهم -هذا الوالي ظالم قليل أدب- قال له: اجلس إنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: أنت من النخالة، لماذا؟ لأن الصحابي هذا تأخر إسلامه، قال: أنت ما صاحبت أنت من النخالة، سوء أدب مع الصحابي.

فقال عائض رضي الله عنه: (وهل كان لهم نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم).

فالداعية لا يكون حطمة مع المدعوين، لا يعسفهم ولا يشتد عليهم، وإنما يكون رفيقاً بهم.

ص: 13