المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خامسا: تكون العلاقة قائمة على الإشفاق والرحمة - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٢٧٨

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌قواعد في علاقة الداعية بالمدعو

- ‌عهد الله إلى أنبيائه ورسله بالتبليغ

- ‌الدعوة أمر واجب على كل مسلم

- ‌عناصر المحاضرة

- ‌أولاً: ينبغي أن تكون هذه العلاقة خالصة لوجه الله عز وجل

- ‌أمور تقدح في إخلاص الداعية

- ‌ثانياً: إشعار الداعية للمدعو بالحرص عليه

- ‌ثالثاً: ينبغي أن تكون هذه العلاقة علاقة هداية وتعليم

- ‌رابعاً: تكون العلاقة قائمة على تحبيب الخير

- ‌خامساً: تكون العلاقة قائمة على الإشفاق والرحمة

- ‌سادساً: لا بد أن تكون هذه العلاقة قائمة على مراعاة الأولويات

- ‌سابعاً: أن تكون العلاقة قائمة على الرفق

- ‌رفق الرسول صلى الله عليه وسلم بالناس

- ‌ومن أمور الرفق: الرفق في التعرف على المدعو

- ‌أمور تنافي الرفق

- ‌ثامناً: لا بد أن تكون العلاقة قائمة على التدرج

- ‌تاسعاً: أن تكون العلاقة قائمة على الحكمة

- ‌الحكمة في مراعاة الأحوال والمواقف

- ‌ومن الحكمة كذلك: الحكمة في التعرف على المدعو

- ‌من الحكمة تقدير رغبة المدعو

- ‌عاشراً: مراعاة الأحوال

- ‌حادي عشر: من علاقة الداعية بالمدعو أن يصبر عليه

- ‌ثاني عشر: أن تكون العلاقة قائمة على مراعاة المصالح والمفاسد

- ‌ثالث عشر: أن تكون العلاقة قائمة على الاحترام المتبادل والمحافظة على المشاعر

- ‌رابع عشر: أن تكون العلاقة محتفظة بدرجة من الجدية والوقار

- ‌خامس عشر: أن تكون العلاقة ذات نفع متعد لأقرباء المدعو وأصدقائه

- ‌سادس عشر: أن تكون العلاقة قائمة على نفع المدعو وخدمته وليس انتظار النفع منه

- ‌سابع عشر: أن تكون العلاقة بعيدة عن العواطف الهوجاء

الفصل: ‌خامسا: تكون العلاقة قائمة على الإشفاق والرحمة

‌خامساً: تكون العلاقة قائمة على الإشفاق والرحمة

خامساً: ينبغي أن تكون العلاقة بين الداعية والمدعو قائمة على الإشفاق والرحمة، ولا على التكبر والقسوة والاحتقار، فإن بعض الدعاة إذا نظر إلى المدعو وما هو فيه من المعاصي والآثام وما هو واقع فيه من محادة الله عز وجل، وكم أطاع الشيطان في أموره، فقد يبدأ في معاملته باحتقار وقسوة؛ لأنه فاسق، منافق، فاجر، لا يستحق ابتسامة، ولا كلمة طيبة، ولا معاملة حسنة واقعه سيئ، لا بد أن أغلظ عليه وهكذا، وينسى أن دعاة الرسول صلى الله عليه وسلم ما كانوا هكذا يدعون الناس، هل كان مصعب بن عمير عندما بدأ في دعوة سادات الأوس والخزرج عمل بهذه الطريقة؟ الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يدعو الكفار كيف كان يدعوهم؟ وهم مشركون نجس:{إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة:28].

كان يجلس معهم، ويعرض عليهم الأمر، ويقرأ عليهم القرآن، ويقول: يا فلان كم إلهاً تعبد؟ فيقول: ستة في الأرض وواحد في السماء، فيقول: وأيهم الذي تدخره لرغبتك ورهبتك؟ فيقول: الذي في السماء، فعرض الأمر عليه بهدوء وتؤدة، فكان في ذلك استجابة هذا الرجل وإعلانه بالشهادة ونطقه بها ودخوله في دين الإسلام.

وأما إذا كان الداعية ينظر بنظرة احتقار واستعلاء إلى هذا المدعو وانعكس هذا على التصرف، فليس إلا البغض والنفور من هذا المدعو، وليتذكر الداعية إذا قام في نفسه شيء من ذلك قول الله عز وجل:{كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا} [النساء:94] إذا جاء في نفسك كره أو بغض لهذا الشخص، أو احتقار له، إنه إنسان يتعاطى ويشرب ويعمل ويعمل وبدء الأمر يتحول إلى استعلاء وتكبر عليه، وأنك ترى نفسك عالياً وهذا الآخر في أسفل سافلين، وانعكس ذلك إلى معاملة سيئة، فتذكر قول الله:{كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ} [النساء:94] كثيراً من الدعاة ماذا كانوا قبل أن يصبحوا دعاة، وقبل أن يلتزموا بهذا الدين؟ {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ} [النساء:94] كانوا عصاة وفجرة، كانوا بعيدين عن شرع الله، حتى مَنَّ الله عليهم فهداهم، فالمنة من الله إذن فلماذا احتقار الناس؟ فتقديم الدعوة بقالب التواضع، وتقديم الأفكار والمفاهيم والتصورات بقالب حسن الخلق هو الذي يؤثر فعلاً.

أما أن نقول للناس: أنت يا فاسقاً في سلوكك، ويا مبتدعاً في عملك، ويا كافراً في معتقدك، ونصنف ونسب، ونكيل ألوان وأصناف الألفاظ البذيئة للناس، فإننا لا نساهم بشيء في تقدم مستواهم، ولا في تركهم لشركهم أو بدعتهم أو معصيتهم.

ص: 10