المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خفض البصر أمام المحبوب مهابة له - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٦٢

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌محبة الله والطريق إليها

- ‌محبة الله

- ‌علامات حب الله للعبد

- ‌حمايته من الدنيا

- ‌العلامة الثانية من العلامات: الابتلاء

- ‌القبول في الأرض

- ‌الرفق

- ‌حسن تدبير الله للعبد

- ‌موافقة العبد لله فيما يقوله من كلام وأحكام

- ‌أنواع المحبة

- ‌المحبة تزداد بالطاعة وتنقص بالمعصية

- ‌الأشياء التي يتوصل بها العبد إلى محبة الله

- ‌ذكر الله تعالى

- ‌السعي في تحصيل محبوب المحبوب

- ‌الرضا بقضاء الله

- ‌الأنس بالله عز وجل

- ‌خفض البصر أمام المحبوب مهابة له

- ‌محبة دار المحبوب

- ‌محبة أحباب المحبوب

- ‌بذل النفس في رضاء المحبوب

- ‌الأسباب التي تجلب محبة الله

- ‌قراءة القرآن

- ‌التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض

- ‌إيثار محبة الله على محاب النفس

- ‌التفكر في بر الله وإحسانه وآلائه

- ‌التفكر في أسماء الله

- ‌الانكسار والخضوع بين يدي الله عز وجل

- ‌مجالسة المحبين الصادقين

- ‌اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والزهد في الدنيا

- ‌الصدق في الحديث وأداء الأمانة وحسن الجوار

- ‌الأسئلة

- ‌أخذ رأي المرأة عند الزواج

- ‌جواز ترك الجماعة لعذر شرعي

- ‌كراهية التحدث بالرؤية السيئة

- ‌حكم الأوراق المكتوب عليها (حاسب نفسك) أو ما شابهها

- ‌حكم قراءة الإنجيل

- ‌ترك سماع الأغاني وحكم ترديدها سراً

- ‌كفارة الحلف على شيء واحد أكثر من مرة

- ‌الحل لترك سماع الأغاني

الفصل: ‌خفض البصر أمام المحبوب مهابة له

‌خفض البصر أمام المحبوب مهابة له

كذلك -أيها الإخوة- من علامات محبة العبد لله: أن المحب -الحب الذي فيه تعظيم - عندما يقف أمام محبوبه ينظر إلى الأرض، ولا ينظر إلى وجه محبوبه، مهابةً له وحياءً منه.

لذلك -مثلاً- تجد الواحد إذا وقف أمام الرئيس أو أمام الوزير أو أمام الكبير لا يحدق فيه ببصره طوال الوقت، هذا يعتبر من قلة الأدب، وهذه من الأشياء التي تبغض الرئيس، وإنما تجد عيونه في الأرض، مطرقاً، وعليه المهابة، والتعظيم، هذا من التعظيم.

إذا وقف الإنسان في الصلاة أين يضع بصره؟ في موضع سجوده، ولا ينظر إلى الأعلى، لماذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن النظر إلى السماء؟! وقال:(أما يخشى الذي يرفع بصره في الصلاة أن يحول الله رأسه رأس حمار؟!) لماذا هذا الوعيد الشديد؟! لأن من محبة الله عز وجل التي يقترن بها التعظيم أن تضع بصرك كالمطأطئ له، المعظم مهابةً وخشوعاً.

وهذا الحديث أحد الأدلة على أن الله في السماء، لذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرفع المصلي بصره إلى الله عز وجل، وإنما ينظر إلى الأرض مهابةًَ له، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤدباً جداً في غاية التأدب لما صعد إلى الله عز وجل في المعراج، ماذا قال الله تعالى:{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم:17] فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لما صعد إلى الأعلى ما جلس ينظر هناك عند الله عز وجل، وإنما أطرق في الأرض تعظيماً ومهابةً لله:{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم:17].

ص: 17