المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى مقولة: نحن رجال وهم رجال - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٦٧

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌حق العالم على المسلم

- ‌منزلة العلماء عند ربهم

- ‌خطر غيبة العلماء أو انتقاصهم

- ‌فضل العلماء في التصدي للفتن

- ‌صفات العلماء التي يعرفون بها

- ‌صفات العلماء المتعلقة بالعلم والعمل

- ‌موقف العلماء من بعضهم بعضاً

- ‌رجوع العلماء إلى الحق وعدم اتباع الأهواء

- ‌حرص العلماء على الأدلة

- ‌أربعة لا يؤخذ العلم عنهم

- ‌الاغترار بطلبة العلم المبتدئين

- ‌خطورة ظاهرة التعالم وكيفية الوقاية منها

- ‌واجب الأمة نحو علمائها

- ‌صور من الأدب مع العلماء

- ‌عدم المغالاة في اتباع العلماء

- ‌سؤال الأعلم وليس الأشهر

- ‌ستر زلات العلماء وأخطائهم

- ‌مشاورة العلماء والدعاء لهم والقيام على خدمتهم

- ‌معنى مقولة: نحن رجال وهم رجال

- ‌الصبر على جفوة الشيخ

- ‌أدب النقاش والمجادلة

- ‌أدب دقة النقل

- ‌آداب الجلوس في الدرس

- ‌الموقف من زلات العلماء

- ‌كلام الذهبي في الاعتذار للعلماء

- ‌أدب الرد عند ابن القيم

- ‌الأسئلة

- ‌شروط طلب العلم

- ‌حكم صلاة الكسوف إذا لم يره الناس

- ‌حكم الخروج من الدرس بدون استئذان

الفصل: ‌معنى مقولة: نحن رجال وهم رجال

‌معنى مقولة: نحن رجال وهم رجال

هناك لفظة شنيعة يقولها بعض الناس عندما يقال له: هذا قول عالم، أو تقول له مثلاً: قال الشيخ فلان كذا، يقول لك: نحن رجال وهم رجال، هذه قولة سخيفة وباطلة يقصد بها احتقار واستنقاص العلماء، تقول له: أليس فلان رجلاً عنده عقل وتفكير؟ يقول: نعم وأنا عندي عقل وتفكير إذاً أنا أفكر على كيفي، وأستنبط من كلام السنة على كيفي، يعني أنا حر!! هذا أيها الإخوة يشبه فعل الخوارج، ويشبه منهج الخوارج.

أبو حنيفة على جلالة قدره قال هذه العبارة في أي مناسبة؟ قال: إذا أتى العلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة أخذنا به، وإذا جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال.

نقول: أولاً: ما قالها عن الصحابة ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: قالها عمن عاصرهم من التابعين ولحق بآخرهم، لكن أن يأتي الآن بعض الجهلة صغار الناس ويقول: نحن رجال وهم رجال، كيف ذلك؟! أيها الإخوة! يجب الإنكار على قائلها، وهذا ليس في قلبه أدنى احترام للعلماء الذي يقول مثل هذه الكلمة، ومن التأدب مع العلماء عدم الإفتاء بحضرتهم، أحياناً يأتي شخص يسأل الشيخ وتلقى شخص آخر خرج من بين الناس وأعطى الحكم مباشرة، أو يكون هناك زحمة على الشيخ فيأتي أحدهم يريد أن يسأل الشيخ، فيقول له رجل آخر: ماذا تريد؟ وعن أي شيء تسأل؟ فيفتيه مباشرة والعالم موجود، وقال أحدهم: لا يفتى ومالك في المدينة، وكان بعض الصحابة لا يفتي، يقول بعضهم: إن أحدكم يفتي بالمسألة لو أتت على عمر لجمع لها أهل بدر.

والإفتاء الآن كل تجد شخصاً يفتي على كيفه، وبحضور العالم للأسف!! وبعض العلماء لقن أحد طلبته درساً طيباً، فكان جالساً في مجلس وسأل أحدهم سؤالاً في اللغة، فقام الطالب مباشرة وأجاب، فقال له عبارة جميلة قال له: تزببت وأنت حسراً، الآن العنب أول ما يكون حامضاً، ثم يصبح في آخر أمره زبيباً، فقال له: تزببت وأنت حسراً، فهذا من مخالفة الأدب أن يتكلم الرجل ويفتي بحضرة العلماء.

ص: 19