المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التسويف من أسباب التفويت - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٩٠

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌استدراك ما فات

- ‌فضل حلق الذكر

- ‌فوات الدِّين أعظم من فوات الدنيا

- ‌أحوال السلف في استدراك ما فات

- ‌كيفية استدراك السلف لبعض الطاعات التي فاتتهم

- ‌استدراك الصحابة ما فاتهم من الجهاد

- ‌استدراك بعض السلف ما فاتهم من اللقاء بالنبي صلى الله علهي وسلم أو بالشيوخ

- ‌فوات مجالس العلم

- ‌استدراك الصحابة ما فات من أعمارهم في الجاهلية وسؤالهم عن أفضل الأعمال

- ‌بحث الصحابة عن الأجور المضاعفة

- ‌أمثلة من الشريعة في مجالات استدراك ما فات

- ‌القضاء والإعادة والفدية والكفارات

- ‌تكميل الفرائض بالنوافل

- ‌الإتيان بما نسي وقت تذكره أو جبره بنحو سجود السهو

- ‌ما لا يدرك كله لا يترك كله

- ‌أسباب تفويت الطاعات

- ‌التسويف من أسباب التفويت

- ‌الرفقة من أسباب التفويت

- ‌من أسباب التفويت الزوجة والأولاد

- ‌من الوسائل في الاستدراك

- ‌البيئة تؤثر على المرء في الاستدراك

- ‌التوبة وسيلة لاستدراك ما فات

- ‌التغلب على مشاعر الإحباط لاستدراك ما فات

- ‌الشعور بأن هناك شيئاً فات والاندفاع إلى التعويض

الفصل: ‌التسويف من أسباب التفويت

‌التسويف من أسباب التفويت

فإن جئنا -أيها الإخوة- إلى أسباب التفويت وجدنا أن من أعظم أسباب التفويت التسويف، وعندنا شاهد لهذا المعنى في قصة كعب بن مالك لما قال: لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك، كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزاة، والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة، ثم قال: وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال، وتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم، فأرجع ولم أقض شيئاً.

فأقول في نفسي: أنا قادر عليه -لاحظ هنا التسويف- فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئاً، فقلت: أتجهز بعده بيومٍ أو يومين ثم ألحقهم، فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقض شيئاً، ثم غدوت ثم رجعت ولم أقض شيئاً، فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو، وهممت أن أرتحل فأدركهم؛ وليتني فعلت، فلم يقدر لي ذلك، فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه النفاق، أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء.

رواه البخاري.

ص: 17