المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من أسباب التفويت الزوجة والأولاد - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٩٠

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌استدراك ما فات

- ‌فضل حلق الذكر

- ‌فوات الدِّين أعظم من فوات الدنيا

- ‌أحوال السلف في استدراك ما فات

- ‌كيفية استدراك السلف لبعض الطاعات التي فاتتهم

- ‌استدراك الصحابة ما فاتهم من الجهاد

- ‌استدراك بعض السلف ما فاتهم من اللقاء بالنبي صلى الله علهي وسلم أو بالشيوخ

- ‌فوات مجالس العلم

- ‌استدراك الصحابة ما فات من أعمارهم في الجاهلية وسؤالهم عن أفضل الأعمال

- ‌بحث الصحابة عن الأجور المضاعفة

- ‌أمثلة من الشريعة في مجالات استدراك ما فات

- ‌القضاء والإعادة والفدية والكفارات

- ‌تكميل الفرائض بالنوافل

- ‌الإتيان بما نسي وقت تذكره أو جبره بنحو سجود السهو

- ‌ما لا يدرك كله لا يترك كله

- ‌أسباب تفويت الطاعات

- ‌التسويف من أسباب التفويت

- ‌الرفقة من أسباب التفويت

- ‌من أسباب التفويت الزوجة والأولاد

- ‌من الوسائل في الاستدراك

- ‌البيئة تؤثر على المرء في الاستدراك

- ‌التوبة وسيلة لاستدراك ما فات

- ‌التغلب على مشاعر الإحباط لاستدراك ما فات

- ‌الشعور بأن هناك شيئاً فات والاندفاع إلى التعويض

الفصل: ‌من أسباب التفويت الزوجة والأولاد

‌من أسباب التفويت الزوجة والأولاد

قد تكون الزوجة هي سبب فوات الطاعات، وقد يكون الأولاد إذا شغلوك بغير الطاعة:{إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن:14] ونأخذ مثلاً من السيرة يوضح كيف كان الأولاد والزوجات سبباً في تفويت طاعة عظيمة وهي الهجرة، ثم ننظر في موقف الإنسان المسلم في عدم الانتقام ممن كان سبباً في التفويت إذا كان الانتقام بغير فائدة؛ عن عكرمة عن ابن عباس، وسأله رجل عن هذه الآية:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن:14].

قال ابن عباس: هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة، وأرادوا أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم، إذاً: الزوجة والأولاد قد يقعدوا بالإنسان عن الطاعة، أو يثبطوه عن فريضة، عن حج، يقعدوا به عن طلب علم، قال: فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم، وتحت وطأة الزوجة والأولاد ينهار الإنسان، وفي كثير من الأحيان تغلب العاطفة، يتابع الزوجة والأولاد فيما يسيرونه إليه.

فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرين بعد سنوات، فرأوا الناس قد فقهوا، فالذي تعلم قد تعلم، والذي جاهد جاهد، فلما رأوا ذلك هموا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم؛ فأنزل الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن:14].

ثم أمر تعالى بالعفو، ما فائدة الانتقام من الزوجة والأولاد الآن وقد فاتهم ما فات؟ الآن راقب الله فيهم واحملهم على الطاعة.

ص: 19