المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سبقها بالإسلام كل الأمة - الأيام النضرة في السيرة العطرة - جـ ١

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌[المقدمة، اسمه ونسبه، أبواه، مولده، مرضعاته، أسمائه، نشأته، رحلاته، زواجه من خديجة]

- ‌ذكر بعض مناقب عبد الغني المقدسي مؤلف الدرة المضيئة في السيرة النبوية

- ‌مكانة دراسة السيرة النبوية وأثرها

- ‌النبوة اصطفاء

- ‌اختيار الله واصطفاؤه لأنبيائه

- ‌ذكر نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر نسبه من جهة أمه صلى الله عليه وسلم

- ‌اصطفاء الله لنبيه صلى الله عليه وسلم

- ‌صلة بني المطلب ببني هاشم

- ‌ذكر بعض أخبار هاشم وعبد المطلب

- ‌أقسام العرب

- ‌ذكر أول نبي

- ‌بيان المراد بقريش

- ‌القول في مصير والدي رسول الله يوم القيامة

- ‌ذكر زمن مولده صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر مرضعاته صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر خبر رضاعته من حليمة السعدية

- ‌ذكر أسمائه صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر بعض خصائصه صلى الله عليه وسلم

- ‌كفالة جده وعمه له صلى الله عليه وسلم

- ‌الرحلة الأولى إلى الشام

- ‌زواجه بخديجة رضي الله تعالى عنها

- ‌كرامات خديجة الإلهية وخصائصها

- ‌سبقها بالإسلام كل الأمة

- ‌سلام الله تعالى عليها

- ‌مبالغة النبي صلى الله عليه وسلم في إكرامها

الفصل: ‌سبقها بالإسلام كل الأمة

‌سبقها بالإسلام كل الأمة

وكانت خديجة قد تزوجت قبله رجلين هما عتيق بن عائذ، وأبو هالة التميمي وكلاهما توفيا عنها، ثم تزوجت نبينا صلى الله عليه وسلم وعمره إذ ذاك خمس وعشرون سنة، وعمرها أربعون سنة، فالفارق بينهما خمسة عشر عاماً، وهذا المرأة هي سيدة نساء العالمين على الصحيح، وقد اختصها الله جل وعلا بكرامات، منها كرامات إلهية ومنها كرامات نبوية، وكل من عند الله.

أما الكرامات الإلهية فإنها أول إنسان في هذه الأمة آمن بنبينا صلى الله عليه وسلم، قال عز الدين بن بكير رحمه الله: وأجمع المسلمون على أن خديجة بنت خويلد أول الناس إسلاماً من هذه الأمة، فلم يسبقها إلى الإسلام أحد، لا أبو بكر ولا غيره من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، فمنذ أن نزل صلى الله عليه وسلم من الجبل إلى بيت خديجة لم يقابل أحداً ويعرض عليه الدين، فعرض الدين أول الأمر على خديجة خائفاً، وقال:(حتى خشيت على نفسي) فقالت: لا والله لن يخزيك الله أبداً، وهي امرأة تتكلم بعقل ومنطق، فلما أقسمت كان يجب عليها أن تأتي بالدليل على قسمها، وهو ما يسمى في علم المنطق بالاستنباط أو بالاستقراء، فقالت:(إنك لتحمل الكل، وتعين على نوائب الحق، وتصدق الحديث)، وذكرت فضله صلى الله عليه وسلم، وهي زوجته وأعلم الناس به، وقد يكون الإنسان سخياً في الظاهر بخيلاً على أهله، وقد يكون الإنسان حليماً في الخارج ويغضب على أهل بيته، وقد يكون الإنسان عدلاً بين الناس جائراً في منزله جائراً على طلابه، ولكن هذه الزوجة تعرف كل شيء من مخبره ومظهره وباطنه صلى الله عليه وسلم، فأقسمت على أنه لن يخزيه الله، فكانت أول خلق الله إسلاماً من هذه الأمة.

ص: 24