المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌4- هل الإباضية من الخوارج - الإباضية وهل هم خوارج

[عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف]

الفصل: ‌4- هل الإباضية من الخوارج

وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم، وكم جنَى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية، فهل قُتِل عثمان رضى الله عنه إلا بالتأويل الفاسد! وكذا ما جرى في يوم الجمَل، وصِفِّين، ومقتل الحسين رضى الله عنه والحرة؟ وهل خرجت الخوارج واعتزلت المعتزلة. ورفضت الروافض وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فِرقة إلا بالتأويل الفاسد؟ [شرح الطحاوية 1/ 9-2] . وما دمنا نتحدث عن مصدر التلقِّي عندهم فأعلم - أخي القارئ - أنَّ الإباضِّية تأثُّراً بالمسلك الكلامي - لا يقبلون خبر الآحاد في أبواب الإعتقاد.

‌4- هل الإباضِيَّة من الخوارج

؟

والآن أسرد لك - أخي القارئ القواسم المُشترَكة والأمور المتفق عليها بين الخوارج وبين الإباضِيَّة، وسيظهر لك تِلقائياً الجواب عن هذا السؤال: هل الإباضِيَّة من الخوارج أم لا؟؟

نجد - ابتداءً - أنَّ عبد الله بن إباض يعتبر نفسه امتداداً للمحكمة الأولى كما في الرسالة التي بعثها إلى عبد الملك بن مروان. كما يظهر من خِلال عقائد الإباضِّية التَّشابه الكبير بينهم وبين أسلافهم من الخوارج، فمثلاً في التوحيد نجِد الإباضية تقول

ص: 13

بخَلْق القرآن كما جاء في كتبهم قديماً وحديثاً (1) ، وقد وافقوا الخوارج في ذلك، يقول الأشعري:(والخوارج جميعاً يقولون بخَلْق القرآن)[مقالات الإسلاميين 1/203] ، ويظهر من خلال كتبهم تعطيل الصفات مثل انكار رؤية الله في اليوم الآخر، وتعطيل الصِّفات عموماً (2) .

مثل الإستواء واليد وغيرها، والخوارج يغلب عليهم التعطيل في الصِّفات تأثُّراً بالمعتزلة، يقول الأشعري:(فأما التوحيد فإن قول الخوارج في الصِّفات فيه كقول المعتزلة)[مقالات الإسلاميين 1/203] . وأما مسألة الأسماء والأحكام فإن الإباضِيَّة تقول بتخليد العاصي في نار جهنَّم، وهي بذلك تتَّفِق مع بقيَّة الخوارج والمعتزلة في تخليد العصاة في جهنَّم لكن الإباضِيَّة تحْكُم عليه في الدنيا بأنَّهُ كافر كُفْر نعمة - أو كفر نفاق (3) .

(1) - ممن قال بخلق القران من الإباضية المعاصرين: سليمان الكندي في كتابه بداية الإمداد ص 72، والخليلي في الحق الدامغ ص 97 - 183.

(2)

- انظر أصدق المناهج ص 27، ومشارق أنوار العقول للسالمي 1 / 362، إزالة الوعثاء ص 23 /95.

(3)

- انظر إلى أقوالهم في تخليد مرتكب الكبيرة: الموجز لأبي عمار عبد الكافي الإباضي 2/117، ومشارق أنور العقول 2/143، وبداية الإمداد ص 61، وسمر أسرة مسلمة لعلي يحي معمر ص 58، والحق الدامغ ص 183 - 228، وأصدق المناهج ص 27.

ص: 14

ومن الأمور التي يَتفِقون عليها إنكار الشَّفاعة لعُصاة الموحِّدين، لأنَّ العُصاة مُخلَّدون في النار، فلا شفاعة لهم حتى يخرجوا من النار (1)، وكل ذلك معارضة لما تواتر من الشَّفاعة لأهل الكبائر حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)) رواه الترمذي والبيهقي عن أنس مرفوعاً وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي. كما نجد الإباضِيَّة يُجوِّزون الخروج على أئمة الجَور، ويتَهجَّم بعضهم على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وعمرو بن العاص رضي الله عنه، ويُنكِر بعضهم شرط القرشِّية في الإمام، وكل هذه الأمور قد قال بها أسلافهم من الخوارج، بل أنهم يدافعون عن أسلافهم، فينتَصِرون للخوارج أيام النهروان (2) .

(1) - ممن أنكر الشفاعة للعصاة السالمي في كتابه: مشارق أنور العقول 2/432، والكندي في بداية الإمداد ص 65، والسمائلي في أصدق المناهج ص 27.

23_

أنظر كتاب مشارق أنوار العقول 2/132.

(2)

4- انظر أصدق المناهج ص 28، 40، 43، 46، وبداية الإمداد ص 161

ص: 15