المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحث على طلب الرزق الحلال والإجمال في الطلب - دروس للشيخ ياسر برهامي - جـ ٨

[ياسر برهامي]

فهرس الكتاب

- ‌الإيمان بالقدر وأثره في السلوك

- ‌الطمأنينة والسعادة في الإيمان بالله عموماً والقدر خصوصاً

- ‌طريقة الكتاب والسنة في الإيضاح والتبيين

- ‌مسألة القضاء والقدر

- ‌مراتب الإيمان بالقضاء والقدر

- ‌المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله السابق على وجود المخلوقات

- ‌المرتبة الثانية: الكتابة

- ‌المرتبة الثالثة: الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة

- ‌المرتبة الرابعة: الإيمان بالخلق والبعث

- ‌الأدلة من الكتاب والسنة على مراتب الإيمان بالقضاء والقدر

- ‌التوقعات الجوية تحتمل الصدق والكذب

- ‌سعة علم الله تعالى فيما يتعلق بالجنين

- ‌مظاهر كذب الكهنة والعرافين

- ‌القرآن يدعو إلى التفكر في مخلوقات الله وأماكن عيشها

- ‌العقائد الفكرية الباطلة

- ‌الاستنساخ وأطفال الأنابيب هل يعدان خلقاً

- ‌علم الله محيط بما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون

- ‌استحضار علم الله ومراقبته ثمرة من ثمار الخوف والتقوى

- ‌كتابة المقادير في ضوء الكتاب والسنة

- ‌خمسة أمراض يشقى بهن الفرد والمجتمع

- ‌الحث على طلب الرزق الحلال والإجمال في الطلب

- ‌عدم صحة الاحتجاج بالقدر على المصيبة إلا بعد التوبة النصوح

- ‌ثمرة الإيمان بأن السعادة والشقاوة مكتوبتان

- ‌المبادرة إلى التوبة قبل الموت

الفصل: ‌الحث على طلب الرزق الحلال والإجمال في الطلب

‌الحث على طلب الرزق الحلال والإجمال في الطلب

والإنسان إذا آمن بالرزق أنه مكتوب لم يبع دينه بعرض من الدنيا، ولم يقل: أنا أعمل بغير إرادتي ولم أجد إلا الحرام -والعياذ بالله- ولم أجد غير الرشوة، ولم أجد غير الربا، فإن ذلك لا ينبغي، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:(إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها كما تستوفي أجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم) إذاً: لابد أن تتقي الله؛ ليجعل لك مخرجاً ويرزقك من حيث لا تحتسب، ولا تقلْ: إني لا أجد غير الحرام، ولكن اطلب الطلب الجميل، واطلب الرزق، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن القعود في البيت والركون إلى الغير والتقاعس عن الطلب فقال:(أجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم)، وهذا أمر عظيم الأهمية في حياة الإنسان، وتأمل كيف ربى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس على مثل هذا المعنى، مرتبطاً بقضية القضاء والقدر، قال:(يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)، إذاً: فالمعتقد الصحيح أن الناس لا يملكون ضراً ولا نفعاً، فلماذا يداهنهم ويرائيهم ويسمع لهم؟ فسيصغرون في نفسه ويرتفع عن الأرض بآيات الله عز وجل ومعاني الإيمان العظيمة، فلا يهمه الناس ولا يعبأ بهم رضوا أو سخطوا، كما قال ابن مسعود: إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا ترده كراهية كاره.

فمن ضعف اليقين بالقدر أن تذم الناس على ما لم يؤتك الله، تقول: فلان أمره إلى الله لأنه جعل هذا الشيء لا يصلني، إذاً: لماذا تذمه؟ هل هو يظن أنه هو الذي أغلق عليك باب الرزق؟ بل هذا أمر الله سبحانه وتعالى، وكذلك قول بعض الناس: أنت سوف توقف رزقي، فهل الرزق يقف؟ إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا ترده كراهية كاره، ولا يوجد أحد يوقف رزق أحد، وإذا كان هو اغتصب حقك فلن يأكل رزقك؛ لأن رزقك من عند الله، وإن ظلمك وأكل مالك، وإن كان رزقه حراماً، لكنه رزق كذلك، لكن لا تقلْ: أكل رزقي، فاتق الله سبحانه وتعالى ولا تظنَّنَّ أن الناس يملكون لك ضراً أو نفعاً.

ص: 21