الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة
…
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة أبي المحاسن الحسيني:
هو السيد الشريف الحافظ الناقد ذو التصانيف شمس الدين أبو المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن محمد بن محمد بن ناصر بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني الدمشقي الشافعي. قال الحافظ ابن حجر: وهكذا ساق الذهبي نسبه في "المعجم المختص" ولكن سقط من بين علي وحمزة الحسن، وكذا يوجد بخط الحسيني نفسه، ولا أشك أنه سقط من نسبه عدة آباء في أثنائه والله أعلم ا. هـ. ولعل ذلك منه باعتبار ثلاث أنفس لكل مائة سنة. قال البرهان البقاعي: سمعت ابن حجر ينقل قاعدة عن ابن خلدون، وهي أنّا إذا شككنا في نسب حسبنا كم بين من في أوله ومن في آخره من السنين، وجعلنا لكل مائة سنة ثلاث أنفس فإنها مطردة. ويحكي عن ابن حجر أنه قال: ولقد اعتبرنا بها أنساب كثير ممن أنسابهم معروفة فصحت، وأنساب كثير ممن يتكلم في أنسابهم فانخرمت، على ما جاء في نظم العقيان للسيوطي.
ولد الحيسني بدمشق في شعبان سنة 715هـ، وسمع من جماعة من الأعيان منهم محمد بن أبي بكر بن عبد الدائم، ومحمد وزينب ولدا إسماعيل بن إبراهيم الخباز، وأبو محمد بن أبي التائب، والمسند المعمر إبراهم بن محمد الواني الخلاطي، وأبو الحجاج المزي، والذهبي، والبرزالي، والصلاح العلائي، وابن المظفر، وأبو الحسن السبكي، والعز بن جماعة، وابن أبيك، وعدة من أصحاب ابن عبد الدائم وغيره منهم أبو الفتح الميدومي، وأحمد بن على الجزري، وزينب بنت الكمال، وخلائق يجمعهم معجمه الذي خرجه لنفسه.
قال الذهبي في "المعجم المختص" عند ترجمة الحسيني: العالم الفقيه المحدث، طلب وكتب وهو في زيادة من التحصيل والتتخريج والإفادة ا. هـ. وقال العراقي لما سئل عن أربعة تعاصروا أيهم أحفظ مغلطاي وابن كثير وابن رافع والحسيني: أعرفهم بالشيوخ المعاصرين وبالتخريج الحسيني، وهو أدونهم في الحفظ ا. هـ. وقال ابن ناصر الدين: كان إمامًا حافظًا مؤرخًا، له قدر كبير، وكان حسن الخلق، رضي النفس، من الثقات الأثبات ا. هـ. وقال أبو الفضل بن فهد: كان رضي النفس، حسن الأخلاق، من الثقات الأثبات، إمامًا مؤرخًا حافظًا، له قدر كبير، طلب بنفسه فقرأ وبرع وتميز، وحفظ وأفاد، وكتب بخطه الكثير، وخرج وانتقى، وجمع ا. هـ. وقال ابن حجر: خطه معروف حلو، وكان سريع الكتابة، قرأت بخطه في آخر "العبر"
للذهبي أنه نسخه في خمسة أيام ا. هـ. وقال ابن كثير بعد أن ذكر مؤلفاته: ولي مشيخة دار الحديث البهائية داخل باب توما، وكان يشهد بالمواريث بدمشق ا. هـ.
وله مؤلفات حسنة ما بين مطول ومختصر، منها "التذكرة بمعرفة رجال العشرة" اختصر فيها تهذيب الكمال لشيخه المزي وحذف منه من ليس في الستة وأضاف إليهم من في الموطأ ومسند أحمد ومسند الشافعي ومسند أبي حنيفة وقال: في أولها: ذكرت فيها رجال كتب الأئمة الأربعة المقتدى بهم لأن عمدتهم في استدلالهم لمذاهبهم في الغالب على ما رووه بأسانيدهم في مسانيدهم فإن الموطأ لمالك هو مذهبه الذي يدين الله به أتباعه ومقلديه مع أنه لم يرو فيه إلا الصحيح، وكذلك مسند الشافعي موضوع لأدلته على ما صح عنده من مروياته وكذلك مسند أبي حنيفة وأما مسند أحمد فإنه أعم من ذلك كله وأشمل ا. هـ. والتقط منها ابن حجر في "تعجيل المنفعة في زوائد رجال الأئمة الأربعة" من لم يخرج له في تهذيب الكمال خاصة، وناقشه بأن اعتماد المالكية على ما يروي به ابن القاسم عن مالك وافق الموطأ أو لم يوافق، وقد جمع ابن حزم فيما خالف فيه المالكية ما ضمنه مالك الموطأ وأشهر ذلك حديث الرفع عند الركوع والاعتدال، وبأن "مسند أبي حنيفة" تخريج ابن خسرو إنما يحتوي على بعض أحاديثه وقد جمع قبله الحافظ أبو بكر بن المقري لأبي حنيفة مسندًا استوعب فيه أحاديث لكن لم يكثر طرقها وقبله الحافظ أبو محمد الحارثي مسندًا واستوعب الطرق في كل حديث مرتبًا على مشايخ أبي حنيفة وبأن "مسند الشافعي" إنما هو رواية الأصم لما سمعه من الأم وفي أحاديثه كثرة في مبسوط المزني وكتاب حرملة ا. هـ. ومنها "الامتثال بما في مسند أحمد من الرجال ممن ليس في تهذيب الكمال" وكتاب الذرية الطاهرة سماه "العرف الذكي في النسب الزكي" و "الاكتفاء في الضعفاء" و"التعليق على ميزان الاعتدال" لشيخه الذهبي بين فيه كثيرًا من الأوهام واستدرك عليه عدة أسماء و "ترتيب أطراق المزي على الألفاظ" و "معجم الشيوخ" و"ذيل العبر" للذهبي.
ومنها "ذيل طبقات الحفاظ". هذا، وقد جرى فيه على طريقة شيخه الذهبي من ذكر مشاهير شيوخ المترجم وسرد مؤلفاته وإيراد حديث بطريقه موصول السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم إن كان له من طريقة رواية- وإثبات وفيات كبار أهل العلم ومن له شأن في التاريخ من غيرهم ممن ماتوا سنة وفاة المترجم مع إيماء يسير إلى أحوالهم. وقد ترجم عدة من الحفاظ الأحياء ممن تأخرت وفاتهم فذكرنا وفياتهم تعليقًا. وله غير ذلك من المصنفات النافعة وكان شرع في شرح النسائي.
وتوفي بدمشق في يوم الأحد سلخ شعبان المكرم أو مستهل رمضان المعظم سنة خمس وستين وسبعمائة ودفن بسفح قاسيون بصالحية دمشق -تغمده الله تعالى برحمته وغفرانه وأدخله فسيح جنانه.
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.
يقول جار الله بن فهد: أخبرنا بكتاب ذيل طبقات الحفاظ للسيد العلامة الحافظ الحجة أبي المحاسن محمد بن علي بن الحسن الحسيني الدمشقي الشافعي -رحمه الله تعالى- جماعة من المشايخ أهل الإسناد والعلم الراسخ، منهم حفيده السيد القدوة الإمام شيخ الإسلام ومفتي دار العدل بالشام عين الفقهاء المعتبرين محمد أبو البقاء بهاء الدين وكمال الدين بن حمزة بن أحمد بن علي ابن مؤلفه الحافظ شمس الدين محمد بن علي الحسيني الدمشقي الشافعي -تغمده الله برحمته- شفاهًا عن العلامة الحافظ الرحلة شيخ السنة تقي الدين أبي الفضل محمد بن النجم محمد بن محمد بن فهد العلوي المكي الشافعي قال: أخبرني به الشيخ الإمام العالم السيد الشريف أبو هاشم علاء الدين علي بن أبي المحاسن محمد بن علي بن حمزة بن الحسن الحسيني والعلامة الحافظ قاضي القضاة ولي الدين أبو زرعة أحمد بن الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي المصري الشافعي وأصيل الدين عبد الرحمن بن حيدر بن علي بن أبي بكر الدهقلي مشافهة قالوا: أخبرنا به مؤلفه أذنًا فقال:
الحمد لله تعالى على نعمائه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خاتم أنبيائه، ورضي عن آله وصحبه خير أوليائه. وبعد، فهذه تراجم جماعة من الحفاظ وأهل الحديث الأيقاظ جعلتها ذيلًا على الطبقات الكبرى تأليف شيخنا الإمام الحافظ الكبير والعلم الشهير شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي الدمشقي الشافعي -رحمة الله عليه- فأقول مستعينًا بالله تعالى: