الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الرابعة والعشرون وعدتهم عشرة:
ابن عبد الهادي 1 الإمام العلامة شمس الدين عبد الله محمد ابن شيخنا الزاهد عماد الدين أبي العباس أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن محمد بن يوسف 2 بن قدامة المقدسي الجماعيلي الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي:
ولد سنة خمس3 وسبعمائة، وسمعه أبو القاضي تقي الدين سليمان وأبا بكر بن عبد الدائم وعيسى المطعم وخلق من هذه الطبقة، وبعد هذا أكثر عن شيخنا أبي الحجاج المزي ولازمه نحو عشر سنين واعتنى بالرجال والعلل وبرع وجمع وصنف وتصدر للإفادة والاشتغال في القراآت والحديث والفقه والأصلين والنحو واللغة وولي مشيخة الحديث بالضيائية والغيائية ودرس بالمدرسة المنصورية وغيرها، وسمع من طائفة وروى شيخنا الذهبي عن المزي عن السروجي عنه، ومات يوم الأربعاء عاشر جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وسبعمائة، ودفن بقاسيون وتأسف الناس عليه، وسمعت شيخنا الذهبي يقول يومئذ وهو يبكي: ما اجتمعت به قد إلا واستفدت منه -رحمه الله تعالى.
ومات في عامه القاضي الإمام بالديار المصرية برهان الدين إبراهيم بن علي بن أحمد بن علي بن يوسف الحنفي4 بن سبط عبد الحق بدمشق حدث عن الفخر وغيره، والمعمر أبو العباس أحمد بن عمر بن عفان5 الموشي6 أخو حيدر عن ثلاث وتسعين سنة.
1 الدرر الكامنة 3/ 201 "3521".
2 يقول الطهطاوي: والصواب تقديم يوسف علي محمد كما في كلام غير واحد من مؤرخي الحنابلة وغيرهم وسيأتي ذكره على الصواب في ذيل الجلال السيوطي في الصفحة "351".
3 أو ست، وكان عمره حين توفي دون أربعين سنة إما ثمانيًا وثلاثين سنه أو تسعًا وثلاثين سنة، قال الصفدي: لو عاش لكان آيةً ا. هـ. أقول: ولكان أنضج وأهدأ في العلم، وكان أحسن علومه معرفة أحاديث الأحكام وعللها، وسيأتي ذكر مؤلفاته في ذيل السيوطي.
4 المعروف بابن عبد الحق نسبة إلى جد أبيه لأمه عبد الحق بن خلف الواسطي الحنبلي كما في الدرر الكامنة.
5 وصوابه "ابن عفاف" كما في معجم الحافظ الذهبي ومعجم التاج السبكي والدرر الكامنة بعين مهملة مفتوحة وفاءين بينهما ألف وهو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن عفاف بن عمر الموشي ثم الدمشقي العطار المعروف بأخي حيدر "المتوفى بدمشق في رجب أو شعبان من سنة 744 عن 93 سنة" وفي كتاب المشتبه للحافظ الذهبي أحمد بن عمر بن عفاف الموشي العطار حدثنا عن ابن عبد الدائم ا. هـ. وفيه ضبط عفاف بالقلم بتشديد الفاء الأولى، والله أعلم. "الطهطاوي".
6 بضم الميم وسكون الواو بعدها معجمة قاله الحافظ ابن حجر.
حدث عن ابن عبد الدائم وغيره، والحافظ شمس الدين محمد بن علي بن أيبك السروجي بحلب شابًّا، وبالقدس القاضي شرف الدين محمد بن العلامة شهاب الدين محمود وكيل بيت المال بدمشق، وبحلب المفتي الإمام شمس الدين السفاقسي المالكي، وبدمشق المعمر زين الدين عبد الرحيم بن إبراهيم بن كاميار1 القرويني عن ثلاث وتسعين سنة حدث بالإجازة عن عثمان بن خطيب القرافة2 والحسن البكري وخلق، والمسند شهاب الدين أبو القاسم عبد الله بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال الأزدي عن بضع وسبعين سنة حدث عن ابن علان ويحيى بن حنبل3 حضورًا4 وسمع من طائفة، والمعمر بدر الدين حسن ابن محمد بن إسماعيل بن منصور والمعروف بابن الطحان عن بضع وثمانين سنة حدث عن أبي بكر بن السني5، والكمال بن عبد وجماعة، والشخ شرف الدين محمد بن عبد الله بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي المنجنيقي6 بالكرك حدث عن ابن البخاري.
أبو الفتح السبكي 7 الشيخ الإمام العلامة الحافظ الفقيه الأديب تقي الدين محمد بن عبد اللطيف بن يحيى بن علي بن تمام السبكي أحد من جمع بين الفقه والحديث والأدب:
ولد في ربيع الآخر سنة خمس وسبعمائة وحضر أبا الحسن بن القاسم8 وعلي بن هارون
1 بكسر الميم وتخفيف التحتانية وآخره مهملة آخر من أخذ عن ابن خطيب القرافة، ووهم الحسيني في تاريخ وفاته، والصحيح أنه توفي ثالث عشر صفر سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة على ما يقوله ابن حجر.
2 هو الشيخ المسند أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد الغرس ابن خطيب القرافة المتوفى سنة ست وخمسين وستمائة كما ذكره الذهبي وغيره.
3 يقول الطهطاوي: وصوابه "يحيى بن الحنبلي" في الدرر الكامنة في ترجمة الشهاب أبي القاسم بن هلال المذكور وأحضره أبوه على يحيى بن الحنبلي ا. هـ. وهو سيف الدين أو زكريا يحيى بن عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن عبد الواحد الأنصاري المعروف كسلفه بابن الحنبلي المقدسي الأصل الدمشقي "المتوفى سنة 672 عن ثمانين سنة" فيكون الشهاب أبو القاسم بن هلال المذكور أُحضر مجلس تحديثه وهو ابن سنة أو أكثر بيسير لأنه ولد في المحرم من سنة 671 كما في معجم التاج السبكي والدرر الكامنة.
4 يعني أُحضر وهو صبي في مجلس تحديثهما تبركًا.
5 قال الطهطاوي: والذي في الدرر الكامنة "عن أبي بكر محمد بن علي السبتي" ولعله الصواب.
6 كانت رياسة عمل المنجنيق انتهت إليه فاتفق أنه كان في حصار فرفع المنجنيق ليصلحه فسقط ميتا كذا في الدرر الكامنة. وقد ذكر المؤلف أنه محمد بن عبد الله بن أحمد بن عمر إلخ والذي في الدرر الكامنة محمود بن الجمال عبيد الله بن أحمد بن عمر بن أبي عمر بن أبي عمر المقدسي المنجنيقي سمع من ابن البخاري مشيخته وحدث سمع منه الشريف الحسيني. "الطهطاوي".
7 الدرر الكامنة 4/ 16 (4050) .
8 وصوابه "ابن القيم" كما في طبقات التاج السبكي فقد قال: وأحضره والده على أبي الحسن علي بن عيسى بن القيم ا. هـ. ومثله في الدرر الكامنة. وقد سبق ذكره في كلام المؤلف في الصفحة44 في ترجمة الصلاح العلائي وأنه ممن أجاز له وذكرنا هناك ما هو الصواب في تاريخ وفاته ولو كانت وفاته في سنة 690 كما جاء في التعليقات التي بأسفل الصفحة المذكورة لما تأتى إحضار أبي الفتح السبكي عليه، كيف وأبو الفتح ولد في سنة 705 كما ذكره المؤلف والتاج السبكي في طبقاته أو في التي قبلها على ما في شذرت الذهب؟!. "الطهطاوي".
التغلبي1 وجماعة، وسمع من الحسن بن عمر الكردي وأحمد بن محمد العباسي وعلي بن عمر الواني ويونس2 وخلق من هذه الطبقة فمَن بعدهم، وأجاز له عام مولده الحافظ برهان الدين الرشاطي وعدة3، وكتب بخطه المليح الصحيح جملة4 وانتقى على بعض شيوخه ودرس بالقاهرة ودمشق وناب بالشام عن شيخنا قاضي القضاة تقي الدين حتى مات في ذي القعدة سنة أربع وأربيعن وسبعمائة ودفن بقاسيون -رحمه الله تعالى- وذكره شيخنا أبو عبد الله الذهبي في المعجم المختص وأثنى على علمه وديانته وذكره أيضًا في تجريد الحافظ ولم يقيض لي السماع منه -رحمه الله تعالى.
ابن رافع 5 الشيخ الإمام العالم الحافظ المتقن المفيد الرحال تقي الدين أبو المعالي محمد ابن الشيخ العالم المحدث الفاضل جمال الدين أبي محمد رافع بن أبي محمد
1 قال الطهطاوي: وصوابه "الثعلبي" بالثاء المثلثة والعين المهملة كما نبه عليه التقي بن فهد في ذيله الآتي عند ذكر ابنه أبي الفرج عبد الرحمن.
"وجاء" في التعليقات "أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد الفرس ابن خطيب القرافة
…
إلخ" وفيه اختصار نسبه وتحريف في نسبته فإنه نجم الدين أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الواحد القرشي الأسدي الدمشقي المعروف بابن خطيب القرافة "المتوفى بالقاهرة في ربيع الآخر من سنة 656 عن 84 سنة".
2 يعني ابن إبراهيم بن عبد القوي الكناني المتوفى سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وهو المعروف بالدبوسي، ويقال: الدبابيسي وكان من مسندي عصره، ويتكرر ذكر الدبوسي في هذه الطبقة.
3 "له عام مولده الحافظ برهان الدين الرشاطي وعدة" والذي في طبقات التاج السبكي في ترجمة أبي الفتح المذكور "وأجاز له في سنة مولده الحافظ أبو محمود الدمياطي وغيره" ومثله في الدرر الكامنة، ولقب الحافظ الدمياطي شرف الدين كما ذكره غير واحد في ترجمته وهو المراد في عبارة المؤلف وفيها تحريف من قلم ناسخ وإن كان تحريف شرف الدين ببرهان الدين بعيدًا ولم يذكر أحد أن الحافظ الدمياطي لقب ببرهان الدين. وأما الرشاطي صاحب كتاب الأنساب المسمى اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب الصحابة ورواة الآثار، وهو أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن خلف بن أحمد بن عمر اللخمي الأندلسي المرييّ فهو متقدم؛ لأنه ولد سنة 466 وتوفي بالمرّية سنة 542 ولا نعرف أحدًا عرف بالرشاطي غيره وهو بضم الراء بعدها شين معجمة مخففة ثم طاء بعد الألف. "الطهطاوي".
4 علق تاريخًا للمتجددات في زمانه ذكره ابن العماد في الشذرات.
5 الدرر الكامنة 3/ 267 (3809) .
هِجْرَس 1 بن محمد بن شافع الصميدي 2 الأصل المصري ثم الدمشقي الشافعي:
ولد سنة أربع وسبعمائة وسمع من حسن سبط زيادة وابن القيم3 وجماعة حضورًا، وارتحل به أبوه سنة أربع عشرة فأسمعه من القاضي تقي الدين سليمان الحنبلي وأبي بكر بن عبد الدائم وطائفة، وأجاز له الحافظ شرف الدين الدمياطي، قال الذهبي: سمعه أبوه جميع تهذيب الكمال من الحافظ أبي الحجاج المزي ثم توفي والده4 فحبب إليه هذا الشأن فحج وقدم علينا سنة ثلاث وعشرين، وقد صار ذا معرفة فسمع الكثير ثم رجع إلى وطنه فأقام يقرأ ثم قدم من قدم من العام القابل فازداد استفادة ثم قدم سنة تسع وعشرين وذهب إلى حماة وحلب، روى لنا عن أبي حيان قصيدة وأشياء، قلت ثم رجع إلى وطنه فأقام دهرًا ثم قدم سنة تسع وثلاثين وسبعمائة إلى دمشق فاستوطنها، وسمع جملة من أصحاب ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر ومن بعدهم، وولي مشيخة النورية والزاوية والفاضلية والعزية وحج عام اثنين وخمسين، وحدث بطريق الحجاز الشريف وخرج لنفسه معجمًا استوعب فيه شيوخه وعمل تاريخ بغداد5.
أخبرنا الحافظ تقي الدين محمد بن رافع السلّامي 6 بقراءتي عليه في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بدمشق قال: أخبرنا إبراهيم بن علي بن محمد بن غالب الأنصاري وأبوعلي الحسن بن علي الكردي قالا: أخبر نا أبو الحسن علي بن محمد السخاوي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا الخليل بن عبد الجبار التميمي قال: أخبرنا علي بن الحسن القاضي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي النقاش قال: أخبرنا أبو صالح.
1 بكسر هاء وسكون جيم وكسر راء وبسين مهملة ذكره صاحب مجمع بحار الأنوار في المغني.
2 بضم المهملة وفتح الميم وتخفيفها وإسكان التحتية نسبة إلى قرية من قرى دمشق ذكره في ذيل لب اللباب، وهو مصري المولد والمنشأ نزيل دمشق وأصله من صميد بحوران.
3 يعين علي بن عيسى المارّ ذكره لا ابن قيم الجوزية.
4 قال الطهطاوي: وقد توفي والده بالقاهرة في ذي الحجة من سنة 718 وكانت ولادته بدمشق في سنة 668، وهو ممن أخذ بدمشق عن الفخر بن البخاري والشمس بن أبي عمرو بالقاهرة عن الشرف الدمياطي والتقي بن دقيق العيد وقد لازم الثاني وقرأ عليه الأربعين التساعية التي خرجها لنفسه في ثاني عيد الأضحى من سنة 698 بدار الحديث الكاملية بالقاهرة.
5 معجمه في أربعة مجلدات وتاريخه ذيل على ذيل ابن النجار على تاريخ بغداد للخطيب البغدادي. قال جار الله ابن فهد: أقول: وكان إمامًا علّامة حافظًا من كبار الفقهاء مع الورع والزهد والصيانة لكنه ابتلي أخيرًا بالوسوسة وبالغ فيها إلى أن مات بعد وفاة المؤلف على تلك الحالة في يوم الثلاثاء الثامن عشر من جمادى الأولي سنة أربع وسبعين وسبعمائة رحمه الله ا. هـ. قال ابن حجر: وله الوفيات ذيل البرزالي كبيرالفائدة وذيله على ابن النجار في أربعة مجلدات.
6 ضبطه ابن العماد في الشذرات بتشديد اللام.
القاسم بن الليث قال: حدثنا المعافى بن سليمان قال: حدثنا فليح بن سليمان عن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعيد بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي".
الحسامي 1 الشيخ الإمام العالم الحافظ المخرج المفيد شهاب الدين أبو الحسن أحمد بن أبيك بن عبد الله الحسامي المعروف بالدمياطي محدث مصر:
ولد بها سنة سبعمائة وسمع ابن رشيق وست الوزراء وخلقًا بمصر، وقدم دمشق عام أربعين فسمع الجزري2 والمزي ومشيخة العصر فأكثر فظهرت معرفته وحسن مشاركته، وخرج لشيخنا قاضي القضاة تقي الدين السبكي معجمًا في عشرين جزءًا ولم يستوغب شوخه وذيل في الوفيات على الشريف عز الدين الحسيني3 وخرج لجماعة وانتقي عليه شيخنا الذهبي جزءًا حدث به بدمشق ثم رجع إلى بلده ومات في طاعون سنة تسع وأربعين وسبعمائة -رحمه الله تعالى.
أخبرنا الحافظان أبو الحسن الدمياطي وأبو الحجاج المزي قال الأول: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن وهب القشيري، وقال الثاني: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن يونس الإربلي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الجُمَّيزي4 قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي ح وقرئ على أبي العباس الجزري قيل له: أخبرك محمد بن عبد الهادي حضورًا عن السلفي فأقرّ به قال: أخبرنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي قال: حدثنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: حدثنا محمد بن يعقوب الأصم قال: حدثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني قال: حدثنا أيوب بن سويد قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء
1 الدرر الكامنة 1/ 67 "299".
2 ومراده به الشهاب أبو العباس أحمد بن علي بن حسن بن داود الكردي الجزري ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي "المتوفى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة عن أربع وتسعين سنة" وليس مراده به الشمس الجزري المؤرخ السابق ذكره كما جاء في التعليقات؛ فإن هذا توفي سنة تسع وثلاثين وسبعمائة كما سبق في كلام المؤلف عقب ترجمة العلم البرزالي في الصفحة "22" وذلك قبل قدوم الشهاب الحسامي إلى دمشق بسنة والله أعلم. "الطهطاوي".
3 وقال البدر الزركشي: شرع في تخريج أحاديث الرافعي ولم يتم وخرج للدبوسي معجمًا وجمع أيضًا للختني مشيخة.
4 بضم الجيم وتشديد الميم المفتوحة وبالزاي قال الذهبي: هو الإمام أبو الحسن هبة الله ابن بنت الجميزي سمع من السلفي وشهدة وابن عساكر.
أقامه وإن شاء أزاغه" 1 وكان رسول الله -صلى الله عليه وآلة وسلم- يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، والميزان بيد الرحمن يرفع أقوامًا ويخفض آخرين إلى يوم القيامة" حديث حسن أخرجه النسائي من حديث ابن المبارك وغيره تفرد به ابن جابر.
وكان الطاعون العامّ الدائر في البلدان عام تسع وأربيعن فمات فيه شيخنا تاج الدين عبد الرحيم بن أبي اليسر وشيخنا المعمر بهاء الدين علي بن العز بن أحمد المقدسي الشروطي عن تسع وثمانين سنة؛ لأنه ولد في سنة ستين وستمائة حدث بصحيح مسلم في ابن عبد الدائم مرات، والقاضي زين الدين عمر بن نجيح الحنبلي2 حدث عن التقي بن الواسطي وغيره، وأخوه أبو بكر حدث عن الفخر وغيره، والحافظ شرف الدين عبد الله بن الحافظ أمين الدين محمد بن إبراهيم الواني الحنفي شابًّا حدثنا عن عيسى بن المطعم3 وغيره، وشيخنا شهاب الدين محمد بن أحمد بن هارون الشافعي شيخ حانفاه القصاعين حدث بالترميذي عن ابن البخاري، شيخنا عماد الدين محمد بن الشيرازي محتسب دمشق وناظر الجامع الأموي حدث عن الفخر وغيره، وشيخ الشيوخ علاء الدين علي بن محمود القونوي الحنفي، وصاحب ديوان الإنشاء بالإقليمين شهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله العمري حدث بالإجازة عن الأبرقوهي وصنف "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" في عدة أسفار، ومن رفقائنا المحديثن الحافظ نجم الدين سعيد الدهلي، وشهاب الدين أحمد بن علي بن سعيد الشرايحي، وشمس الدين محمد بن جرير النقيب الحربي التيمي، وشهاب الدين أبو الفتح أحمد ابن شيخنا المحب عبد الله بن أحمد المقدسي، وعمه الشيخ إبراهيم المحب4 وناصر الدين محمد بن طولوبغا السيفي ومحمد بن عبيد، وأحمد بن عيسى الكركي، وشيخنا الإمام بهاء الدين محمد بن محمد بن أبي الفتح الحنبلي، وأُمه
1 رواه الترمذي في القدر باب 7. ومسلم في القدر حديث 17.
2 قال الطهطاوي: وهو القاضي الفقيه الفرضي المحدث زين الدين أبو حفص عمر بن سعد الله بن عبد الأحد بن سعد الله بن عبد القادر الشهير بابن نجيح الحراني الأصل الدمشقي الحنبلي. ولد سنة 685 وتوفي في رجب من سنة 749 وهو ممن ولي مشيخة الضيائية. وذكر الحافظ الذهبي في المعجم المختص بالمحدثين وأثنى عليه.
3 قال الطهطاوي: والصواب حذف كلمة "ابن".
4 والمناسب أن يقال: إبراهيم بن أحمد بن المحب فإنه البرهان أبو إسحاق إبراهيم بن أبي العباس أحمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن الجمال أبي بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي ثم الصالحي. وأما ابن أخيه المذكور قبله فهو الشهاب أبو الفتح أحمد بن المحب عبد الله بن أبي العباس أحمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن الجمال أبي بكر محمد إلى آخر ما ذكر وسيأتي ذكره في ذيل التقي بن فهد ووالده هو الذي سبقت ترجمته.
سكينة بنت الحافظ شرف الدين اليونيني، وبمصر صالح القيمري وخلق لا يحصيهم إلا الله تعالى.
ابن كثير 1 الشيخ الإمام العالم الحافظ المفيد البارع عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ذرع 2 البصروي الأصل الدمشقي الشافعي:
ولد بمجدل القرية3 من أعمال مدينة بصرى في سنة إحدى وسبعمائة إذ كان أبوه خطيبًا بها ثم انتقل إلى دمشق في سنة ست وسبعمائة وتفقه بالشيخ برهان الدين الفزاري4 وغيره وسمع ابن السويدي5 والقاسم بن عساكر وخلقًا، وصاهر شيخنا الحافظ المزي فأكثر عنه6 وأفتى ودرس وناظر وبرع في الفقه والتفسير والنحو، وأمعن النظر في الرجال والعلل وولي مشيخة أم الصالح والتنكزية بعد الذهبي، ذكره الذهبي في مسودة طبقات الحفاظ وقال في المعجم المختص: هو فقيه متقن ومحدث7 محقق ومفسر نقاد وله تصانيف مفيدة، قلت فمن تصانيفه كتاب "التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل" جمع بين كتاب التهذيب والميزان وهو خمسة مجلدات وكتاب "البداية والنهاية" في أربعة وخمسين جزءًا وكتاب "الهدي والسنن في أحاديث المسانيد والسنن" جمع بين مسند الإمام أحمد والبزار وأبي يعلى وابن أبي شيبة إلى الكتب الستة وله غير ذلك.
1 الدرر الكامنة 1/ 218 (945) .
2 قال الطهطاوي: والمعروف "ابن زرع" بالزاي.
3 قال الطهطاوي: هو اسم للبلدة التابعة لبصرى التي كان أبوه يخطب وهي بلد صغير وفي كلام الحافظ ابن ناصر الدين أن اسمها مجيدل القرية وعليه يكن التقييد بالقرية للتمييز بينها وبين البلدة الكبيرة التي تسمى المجيدل وبدون تقييد وهي بلدة من بلاد فلسطين بين الناصرة وحيفا. وفي ترجمة والد العماد بن كثير من الدرر الكامنة أنه كان يخطب بالقرية من عمل بصرى ويظهر أن فيه اقتصارًا على القيد المميز، والله أعلم.
4 وهو ابن الفركاح البرهان إبراهيم بن عبد الرحمن الغزاري المتوفى سنة 729.
5 وقرأ عليه تهذيب الكمال جميعه قال الحافظ بن حجر في ذيل معجمه: وقد قرأت بخطه -في آخر تهذيب الكمال- قرأته من أوله إلى آخره على مؤلفه وأجزت روايته عني لكل من وفق على خطي هذا ا. هـ. وأفاد بهذا أنه داخل في إجازته هذه لكنها عامّة وإن كان فيها بعض خصوص والحافظ ابن حجر لا يعول على الرواية بالإجازة العامة وإن كان فيها ذلك الخصوص كما حققته في أواخر كتابي المسمى "إرشاد المستفيد إلى بيان وتحرير الأسانيد. "الطهطاوي".
7 قال ابن حجر: لم يكن على طريقة المحدثين في تحصيل العوالي وتمييز العالي من النازل ونحو ذلك من فنون الحديث وإنما هو من محدثي الفقهاء وقد اختصر مع ذلك كتاب ابن الصلاح ا. هـ. وإن كان الغالب عليه السعة في حفظ المتون لم يكن بحيث لا يميز العالي من النازل باعتبار معرفته بطبقات الرواة وأحوالهم بل ذلك مما لا يخفي على من هو دونه بمراحل في معرفة الرجال، كيف وقد لازم المزي في ذلك مدة طويلة وعني بجمع التكميل؟!. وفي تراجم من شُهروا بالبراعة تبدو كوامن ابن حجر -سامحه الله.
أخبرنا الحافظ عماد الدين بن كثير بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب وقد أجاز لي أيضًا أحمد المذكور قال: أخبرنا أبو المنجا بن اللتي قال: أخبرنا أبو الوقت الصوفي قال: أخبرنا محمد الفارسي قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي سريج1 قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: أخبرنا أبو الجهم الباهلي قال: حدثنا الليث بن سعد بن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشجرة النار"2. رواه أبو داود والترمذي والنسائي عن قتيبة عن الليث.
ابن سعد 3 الشيخ العالم المحدث المتقن المخرج شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يحيى بن محمد بن سعد بن عبد الله المقدسي الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي:
ولد سنة ثلاث وسبعمائة وسمع أباه والقاضي تقي الدين عيسى المطعم وأبا بكر بن عبد الدائم وست الوزراء وهذا الطبقة وخلقًا سواهم بإبادة والده وغيره، قال الذهبي: طلب لنفسه4 سنة إحدى وعشرين وكتب ورحل وخرج للشيوخ وغيرهم، قلت: سمع كثيرًا وجمًّا غفيرًا بدمشق وحلب والقدس وبعلبك وغيرها من البلاد وقرأ الكتب الكبار والمطولة وكتب بخطه ما لا يحصى كثرةً وخرج لخلق من شيوخه وأقرانه، ومات في ذي القعدة سنة سبع وخمسين وسبعمائة5.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يحيى المقدسي وأبو محمد عبد الله بن محمد الواني بقراءته في ذي القعدة سنة أربعين وسبعمائة قالا: أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن سعد قال: أخبرنا جعفر الهمداني ح وقرئ على أبي العباس أحمد بن علي الجزري وأنا أسمع قلت: أخبرك أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي سنة اثنتين وخمسين وستمائة قالا: أخبرنا أبو
1 قال الطهطاوي: بالسين المهملة والجيم والصواب "ابن أبي شريح" بالشين المعجمة والحاء المهملة مصغرًا. وهو محدث هراة أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى الأنصاري الهروي "المتوفى سنة 392 عن 85 سنة" وله جزآن حديثان أحدهما رواية أبي عاصم الفضيل بن أبي منصور الهروي عنه. والثاني رواية أم الفضل بيبي الهرثمية عنه. وقد ذكرت أسانيدهما في كتابي المذكور.
2 رواه الترمذي في المناقب باب 57، 58.
3 الدرر الكامنة 4/ 175 (4779) .
4 قال الطهطاوي: وعباره الحافظ الذهبي في المعجم المختص "طلب بنفسه" وهو الصواب.
5 والذي في الدرر الكامنة والمنهج الأحمد وشذرات الذهب "أنه توفي في ذي القعدة سنة تسع وخمسين وسبعمائة" والظاهر أنه الصواب فإنه قد خرج التاج السبكي معجم شيوخه وذكر في آخره أنه فرغ من تخريجه في الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة سبع وخمسين وسبعمائة بسفح جبل قاسيون ثم قرأه على المخرج له بعد في عدة مجالس. ففي عبارة المؤلف تحريف من قلم ناسخ. "الطهطاوي".
طاهر السلفي قالا: الأول سماعًا والثاني إجازة قال: أخبرنا أبو القاسم بن الفضل الثقفي قال: حدثنا أبو الفتح هلال بن جعفر قال: حدثنا أبو عبد الله الحسن1 بن يحيى بن عباس القطان قال: حدثنا أبو الأشعت أحمد بن المقدام العجلي قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سليمان التيمي عن يسار عن أبي أمامه رضي الله عنه قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى قد فضلني على الأنبياء"، -أو قال:"أُمتي على الأمم، بأربع أرسلني إلى الناس كافة وجعل الأرض كلها لي ولأمتي طهورًا ومسجدًا فأينما أدركت الرجل من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره ونصرت بالرعب يسير بين يدي مسيرة شهر 2 في قلوب الأعداء وأحلت لي الغنائم".
أبو بكر بن المحب 3 هو المحدث الإمام الأوحد الحافظ المتقن أبو بكر محمد ابن شيخنا الحافظ الإمام محب الدين أبي محمد عبد الله ابن شيخنا الإمام المحدث الثقة المعمر شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن الحافظ محب الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد المقدسي 4 الصالحي الحنبلي:
ولد سنة اثنتي عشرة وسبعمائة وحضر القاضي تقي الدين سليمان وعيسى المطعم وطائفة من هذه الطبقة ثم طلب هو بنفسه وسمع الكثير بإفادة والده وغيره على خلق من أصحاب ابن عبد الدائم وطوائف فمن بعدهم، وعني بهذا الشأن وله اليد الطولى في معرفة الرجال، ذكره الذهبي في مسودة طبقات الحفاظ وقال في ترجمته في المعجم المختص: حدث وانتقى لشيخه المطعم وكتب عنه، خرج المباينات لنفسه والمزي والبرزالي ونسخ تهذيب الكمال ومهر ورتب رجال المسند5. قلت: عنده عقل وسكون وانقباض من الناس مشتغل بنفسه6.
1 وصوابه الحسين "مصغرًا" ابن يحيى بن عياش بالمثناة التحتية والشين المعجمة كما في كتاب المشتبه وغيره، وهو مسند بغداد الثقة أبو عبد الله الحسن بن يحيى بن عياش السلمي القطان الميموني البغدادي "المتوفى سنة أربع وثلاثين وثلائمائة". "الطهطاوي".
2 قال الطهطاوي: هنا بياض لكن الأصل "يقذف في قلوب الأعداء" كما في مسند الإمام أحمد عن أبي أمامة.
3 الدرر الكامنة 3/ 282 "3882".
4 قال الطهطاوي: وصوابه محمد بن إبراهيم بن أحمد كما في الدرر الكامنة وغيرها ويعلم ذلك مما ذكرناه قريبًا.
5 ورتب مسند أحمد على حروف المعجم في أسماء المقلين. قال ابن حجر: كان عاملًا متقنًا منقطع القرين ا. هـ.
6 توفي بعد وفاة المصنف بصالحية دمشق في ليلة الأحد خامس شوال سنة تسع وثمانين وسبعمائة ودفن بسفح قاسيون على ما ذكره ابن حجر في الدرر الكامنة ومثله بخط جار الله بن فهد في حاشية الأصل.
حدثنا الحافظ أبو بكر محمد بن المحب المقدسي من لفظه في شعبان سنة خمس وأربعين وسبعمائة قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد بن غالب الأنصاري سماعًا عليه غير مرة قال: أخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا الخليل بن عبد الجبار التميمي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسين القاضي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن النقاش قال: أخبرنا أبو صالح القاسم بن الليث الرَّسْعَني1 قال: أخبرنا أبو محمد المعافى بن سليمان الحراني قال: حدثنا أبو يحيى فليح بن سليمان المدني قال: حدثنا نافع قال: كان ابن عمر رضي الله عنه إذا أراد أن يخرج إلى مكة اغتسل وادَّهن بدهن ليست له رائحة ثم خرج يصلي ركعتين في مسجد ذي الحليفة فإذا خرج من المسجد ركب فإذا استوت به راحلته أحرم ويقول: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استوت به راحلته أحرم".
السَّرُوجي 2 الإمام الحافظ المفيد البارع شمس الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن أيبك بن عبد الله السروجي المصري الحنفي:
ولد في سنة أربع عشرة وسبعمائة وطلب الحديث بعد الثلاثين وسبعمائة فسمع من يحيى المصري وحسين بن الأثير والشمس بن العفيف، قال الذهبي: قدم علينا سنة ست وثلاثين وسمع من زينب وابن الرضي والمزي وبحماة وحلب والثغر وخرج لنفسه تسعين حديثًا متباينة الإسناد وسمعناها منه ثم كملها مائة. قال: وله فهم ومعرفة وبصر بالرجال سمع منه المزي والبرزالي، توفي غريقًا وتأسف المحدثون على حفظه وذكائه في ثامن ربيع الأول سنة أربع وأربعين وسبعمائة. قلت: سمعت الحفاظ من مشيختنا قاطبة يثنون على حفظه ومعرفته وكثرة اطلاعه وتحرير قوله وكان فيه شهامة وقوة نفس3 وقد تقدم ذكر من مات في هذا العام من المشهورين والحمد لله.
القطب الدهقلي الإمام الحافظ المفيد المتقن قطب الدين أبو محمد حيدر ابن الشيخ الإمام زين الدين علي بن أبي بكر الدهقلي الشيرازي: قدم علينا سنة ثلاث وأربعين وسمع من مشايخنا بمصر ودمشق وإسكندرية وكان صائم الدهر ناسكًا عابدًا ورعًا متمسكًا بسيرة
1 بفتح الراء وسكون السين المهملة وفتح العين المهملة وفي آخرها النون نسبة إلى مدينة رأس العين ذكره القرشي وغيره.
2 الدرر الكامنة 4/ 37 "4144". وهو بفتح السين المهملة والراء المضمومة والواو الساكنة والجيم، نسبة إلى سروج مدينة بنواحي حران من بلاد الجزيرة.
3 شرع في جمع الثقات ولو كمل لكان في أكثر من عشرين مجلدة قال ابن حجر: قرأت بخطه مجلدًا فيه أسماء الأحمدين ورأيت بخطه مجلدًا أيضًا في الكتب والأجزاء ما لا يحصى.
العلماء سألته عن مولده فقال: سنة أربع عشرة وسبعمائة ثم رجع إلى بلاده ثم قدم علينا سنة إحدى وخمسين وقد صار ذا معرفة فسمع الكثير وكتب بخطة المليح تهذيب الكمال وأطراف أصول السن وشرح مسلم للنووي والمطلب العالي لابن الرفعة، وكتب كثيرًا من الكتب وهو في كثرة الاشتغال يختم كل يوم ختمة، وقد عرض عليه الوظائف بدمشق فزهد عنها، وله اليد الطولى في علم المعاني والبيان، ودرس الكشاف في السميساطية وسمعنا عليه وحضر مجلسه أكابر العلماء وفحول الأدباء1.
الدِّهلي2 الحافظ المفيد الرحال نجم الدين أبو الخير سعيد بن عبد الله الهندي الجلالي مولاهم3 البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي: نشأ ببغداد وطلب الحديث ثم قدم دمشق فسمع ابن الرضي وبنت الكمال والجزري والمزي وخلائق، وسمع بمصر وحلب وحماة والثغر والقدس فأكثر وجمع فأوعى، وكانت له معرفة جيدة بأحوال الرواة ومواليدهم ووفياتهم عارفًا معاني الحديث وفقهه، قال الذهبي: له عمل جيد وهمة في التاريخ وتكثير المشايخ والأجزاء وهو ذكي صحيح الذهن عارف بالرجال حافظ، مات في طاعون سنة تسع وأربعين عن بضع وثلاثين سنة وقد حدث المزي عن السروجي عنه.
أنشدنا الحافظ نجم الدين أبو الخير الدِّهلي في سنة أربعين وسبعمائة قال: أنشدنا الإمام جلال الدين عبد القاهر بن الفُوَطي ببغداد قال: أنشدنا والدي -رحمه الله تعالى- لنفسه:
كرر عليَّ حديث البان والسمر
…
إن الحديث على أهل الحمى سمري
قد كان لي وطر يصبو إلى وطني
…
فاليوم لا وطني يصبي ولا وطري
يا حادي العيس لا تعجل عسى نفس
…
تسري إلى من الأحباب في السحر
1 سمع الكثير وأسمع أولاده وكتب الطباق بخطه وأخذ من أصحاب الفخر وغيرهم ثم سكن الهند ومات غريقًا سنة خمس وثمانين وسبعمائة على ما ذكره ابن العماد في شذرات الذهب، قال ابن حجر: هو والد شيخنا عبد الرحمن ا. هـ. وعبد الرحمن هذا ترجمه السخاوي في الضوء اللامع.
2 بكسر الدال نسبة إلى دهلي بالهند وهي الأقيس، والأشهر في النسبة إليها دهلوي بالواو. قال ابن حجر في الدرر: الدهلي بكسر الدال المهملة وسكون الهاء. انظر الدرر الكامن 2/ 81 "1815".
3 وعبارة الحافظ ابن ناصر الدين "الحريري مولاهم" وفي طبقات الحافظ ابن رجب "الحريري مولى الصدر صلاح الدين عبد الرحمن بن عمر الحريري" ومثله في المنهج لأحمد وسيأتي في ترجمته في ذيل الجلال السيوطي "الحريري الجلالي" والكل صحيح؛ لأن مولاه الحريري المذكور يلقب بجلال الدين، وقد قال صاحب الدرر الكامنة: الجلال عبد الرحمن بن عمر بن حماد بن عبد الله بن ثابت الربعي البغدادي ثم قال: وهو مولى المحدث سعيد الباهلي ا. هـ. وقد توفي الجلال عبد الرحمن المذكور ببغداد في شعبان من سنة تسع وثلاثين وسبعمائة عن ثلاث وستين سنة. "الطهطاوي".
ففي العقيق غزال قوس حاجبه
…
يرمي السهام إلى قلبي بلا وتر
كالبدر قلبي وطرفي من منازله
…
والقلب والطرف يختصان بالقمر
بدر على غصن يهتز في كثب
…
يستل عن حور يفتر عن زهر
لولا اخضرار عذاريه لما علقت
…
روحي بحيث رياض الزهر والخضر
يا ريح رامة بل يا بدر يا غصنًا
…
يا غرة البدر يا قضيب البسر
ألا ترق لروح أنت راحتها
…
إذا خطرت لما بانت على خطر
هواك غطي على قلبي وقد صدقوا
…
الحب يعمي عن الأشكال والحور
يئس الغرام على صدري عساكره
…
ظلمًا فلم يبق لي صبرًا ولم يذر
قال: العواذل لي صبرًا فقلت لهم
…
هيهات أصبر عن سمعي وعن بصري
قد سار حبك في روحي وفي جسدي
…
وفي عظامي وفي شعري وفي بشري
يا ساكني شط بغداد ودجلتها
…
من العزية ذات النخل والشجر
لأهدين اليكم في دياركم
…
بردًا من الشعر لا بردًا من الشعر
عملت هذا الذيل في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بدمشق المحروسة.
وفي آخر الأصل هذا آخر ما وجد من ذيل الإمام الحافظ جمال الدين أبي المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن أبي المحاسن العلوي الحسيني الدمشقي الشافعي -رحمه الله تعالى وطيب ثراه وجعل الجنة مأواه- على كتاب تذكرة الأئمة البررة الحفاظ المهرة لعمدة الحفاظ أبي عبد الله محمد الذهبي -رحمه الله تعالى.
ونقلت هذه النسخة المباركة -إن شاء الله تعالى- من خط جدِّ والدي الحافظ العمدة شيخ السنة تقي الدين أبي الفضل محمد بن محمد بن فهد الهاشمي العلوي المكي -رحمه الله تعالى- وذلك في ثلاثة مجالس آخرها في يوم الأربعاء سادس شهر ربيع الثاني عام أربعة وأربعين وتسعمائة بمنزل سلفي بمكة المشرفة علي يد كاتبه وراقم حروفه الفقير إلى لطف الله وكرمه الملتجئ إلى بيته وحرمه محمد المدعو جار الله بن عبد العزيز بن عمر بن تقي الدين محمد بن فهد الهاشمي المكي الشافعي -لطف الله به وبالمسلمين أجمعين- والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.