الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الثالثة والعشرون وعدتهم خمسة:
الذهبي 1 الشيخ الإمام العلامة شيخ المحدثين قدوة الحفاظ والقراء محدث الشام ومؤرخه ومفيده شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الفارقي 2 الأصل الدمشقي الشافعي المعروف بالذهبي مصنف الأصل:
ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة بدمشق وسمع الحديث في سنة اثنتين وتسعين وهلم جرّا وسمع بدمشق من أبي حفص عمر بن القواس وأبي الفضل بن عساكر وخلق، وبمصر الأبرقوهي3 وبالقاهرة الدمياطي، وبالثغر الغرّافي4، وببعلبك التاج عبد الخالق، وبحلب سنقر الزيني، وينابلس العماد بن بدران وبمكة التوزري، وأجاز له خلق من أصحاب ابن طبرزد والكندي وحنبل وابن الحرستاني وغيرهم من شيوخه في معجمه الكبير أزيد من ألف ومائتي نفس بالسماع والإجازة، وخرج لجماعة من شيوخه وجرح وعدل وفرع وصحح وعلل واستدرك وأفاد وانتقى واختصر كثيرًا من تآليف المتقدمين والمتأخرين وكتب علما كثيرا، وصنف الكتب المفيدة فمن أطولها "تاريخ الإسلام" ومن أحسنها "ميزان الاعتدال في نفد الرجال" وفي كثير من تراجمه اختصار يحتاج إلى تحرير5 ومصنفاته ومختصراته وتخريجاته تقارب المائة وقد سار بجملة منها الركبان في أقطار البلدان، وكان أحد الأذكياء المعدودين والحفاظ المبرزين ولي مشيخة الظاهرية قديما ومشيخة النفيسية والفاضلية
1 الدرر الكامنة 3/ 204 (3527) .
2 نسبة إلى ميافارقين.
3 بفتح الهمزة والموحدة وسكون الراء وضم القاف وبالهاء نسبة إلى أبرقوه بأصبهان وهو أحمد بن إسحاق المتوفى سنة 701 على ما في شذرات الذهب.
4 قال الذهبي في المشتبه: الغرّاف بفتح المعجمة وتشديد الراء بليدة ذات بساتين آخر البطائح وتحت واسط وإليهما ينسب شيخنا تاج الدين علي بن أحمد العلوي الغرّافي محدث الإسكندرية.
5 قال السخاوي في الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التوريخ عند ذكر الميزان: عول عليه من جاء بعده مع أنه تبع ابن عدي في إيراد كل من تكلم فيه ولو كان ثقة ولكنه التزم أن لا يذكر أحدًا من الصحابة ولا الأئمة المتبوعين، وقد ذيل عليه الزين العراقي في مجلد والتقط شيخنا "يعني ابن حجر" منه من ليس في تهذيب الكمال وضم إليه ما فاته في الرواة وتراجم مستقلة مع انتقاد وتحقيق في كتابه لسان الميزان وقد حققته عليه ولي عليه بعض الزوائد ا. هـ..
والتنكزية وأم الملك الصالح ولم يزل يكتب وينتقي ويصنف حتى أضر في سنة إحدى وأربعين، ومات في ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة فى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بدمشق ودفن بمقبرة الباب الصغيرة -رحمه الله تعالى- وكان قد جمع القراآت السبع على الشيخ أبي عبد الله بن جبريل المصري نزيل دمشق، فقرأ عليه ختمة جامعة لمذاهب القراء السبعة بما اشتمل عليه كتاب التيسير لأبي عمرو الداني وكتاب حرز الأماني لأبي القاسم الشاطبي وحمل عن الكتاب والسنة خلائق، والله تعالى يغفر له.
أخبرنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي سماعًا عليه سنة إحدى وأربعين وسبعمائة قال: أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الأبرقوهي سماعًا عليه بمصر سنة خمس وتسعين وستمائة قال: أخبرنا أبو القاسم المبارك بن أبي الحسن بن أبي القاسم بن أبي الجود قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي غالب الوراق قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأنماطي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المُخلِّص1 قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي2 قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن رجلًا زار أخًا له في قرية فأرصد الله عز وجل بمدرجته ملكًا فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أردت أخًا لي فيه قرية كذا وكذا. قال: هل لك عليك من نعمة تبربها؟ قال: لا، إلا أني أحبه في الله تعالى. قال: إني رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته فيه" رواه مسلم 3 عن عبد الأعلى، فوافقناه بعلو ولله الحمد.
وأنشد سيدنا الإمام العالم العلامة قاضي القضاة تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب ابن شيخنا العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي قال: أنشدنا أبو عبد الله الذهبي الحافظ لنفسه:
تولى شبابي كأن لم يكن
…
وأقبل شيب علينا تولى
ومن عاين المنحني والنفي
…
فما بعد هذين إلا المصلي
وفي سنة ثمان وأربيعن مات بدمشق قاضي القضاة وشيخ الشيوخ شرف الدين أبو عبد الله محمد ابن القاضي معين الدين أبي بكر بن الحسام الأفرم بن عبد الوهاب
1 بضم الميم وكسر اللام المشددة أبو طاهر الذهبي، وبالمخففة جماعة على ما في مشتبه الذهبي، ولم يذكر ابن حجر الأول في نزهة الألباب في الألقاب.
2 نسبة إلى جده نصر وكانت الفرس يقولون نرس فلا يفصحون به فغلب عليه كما في المشتبه.
3 في كتاب البر حديث 38.
الهمداني عن بضع وثمانين سنة ودفن بميدان الحصى، وقاضي القضاة العلامة عماد الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم الطرسوسي الحنفي في ذي الحجة بالمزة عن سن عالية، حدث عن الفخر وغيره، وفي رمضان قتل المولي السلطان الملك المظفر حادي بن محمد بن قلاوون بمصر، ونائب دمشق سيف الدين يلبغا اليحياوي ببلد القابون، والأمير حسام الدين طرنطاي المهمندار الناصري أحد أمراء الألوف بدمشق حدث عن عيسى المُطعم1 وغيره، والمعمر عبد الرحمن بن الفقيه أحمد بن محمد بن محمود المَرْداوي2 بقاسيون حدث عن ابن عبد الدائم وابن جوشتكين3 وابنة كندي وطائفة، والتقى أحمد بن الصلاح محمد بن أحمد بن بدر بن سبع4 البعلي حدث عن الفخر والأمير نجم الدين داود بن أبي بكر بن محمد البعلي ثم الدمشقي عرف بابن الغرس5 حدث عن التاج عبد الخالق وغيره، والمعمر الزاهد عز الدين محمد بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر خطيب جامع قاسيون عن خمس وثمانين سنة حدث عن ابن عبد الدائم وطائفة، حدث عن6 البرزالي والذهبي والسبكي وفرج بن علي بن صالح الحسيني7 حدث عن الفخر وغيره، والصاحب تقي الدين بن هلال ناظر الدواوين بالشام شابًّا.
1 كان يطعم الأشجار فلقب به، وقد يقال له: السمسار أيضًا؛ لأنه كان يشتغل بالسمسرة في الدور كما في الدرر الكامنة.
2 بفتح الميم وسكون الراء وفتح الدال المهملة نسبة إلى مردي مقصورًا قرية قرب نابلس على ما في ذيل لب اللباب.
3 قال الطهطاوي: وصوابه "وابن جوسلين" بضم الجيم وسكون الواو والسين المهملة وكسر اللام ومنهم من ضبط السين المهملة بالفتح. وهو الفقيه عماد الدين أبو الفداء إسماعميل بن إسماعيل بن علي بن جوسلين. البعلبكي الحنبلي "المتوفى سنة 681 عن سبع وسبعين سنة" وهو من شيوخ الجمال المزي والجمال بن العطار والشمس بن الخباز وقد ذكره الحافظ الذهبي في معجمه.
4 وصوابه "ابن تبع" كما في معجم التاج السبكي في ترجمته وكذا في معجم الحافظ الذهبي والدرر الكامنة في ترجمة أبيه الفقيه صلاح الدين أبي أحمد بن بدر بن تبع بن محمد بن إبراهيم البعلبكي ثم الدمشقي "المتوفى سنة 71 عن 68 سنة" وتُبع بضم المثناة الفوقية وفتح الموحدة المشددة. "الطهطاوي"
5 قال الطهطاوي: والذي في الدرر الكامنة "ابن الزئبق" والله أعلم.
6 قال الطهطاوي: والصواب "حدث عنه" وقد ذكره الحافظ الذهبي في معجمه.
7 والذي في الدرر الكامنة "فرج بن علي بن صالح الحنبلي الجيتي وفي معجم الحافظ الذهبي فرج بن على بن صالح أبو الفضل الصالحي الحنلبي المقرئ. الذي يظهر أن "الحسيني" هنا محرف عن الجيتي وهو بكسر الجيم وسكون المثناة التحتية بعدها مثناة فوقية نسبة إلى جيت من أعمال نابلس كما في القاموس. "الطهطاوي".
السبكي 1 الشيخ الإمام الحافاظ العلامة قاضي القضاة تقي الدين بقية المجتهدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام الخزرجي الأنصاري السبكي المصري ثم الدمشقي الشافعي:
ولد سنة ثلاث وثمانين وستمائة، سمع بمصر من الحافظ شرف الدين الدمياطي وجماعة من أصحاب ابن باقا وغيرهم، وبالإسكندرية من يحيى بن الصواف وغيره، قدم دمشق عام سبع وسبعمائة2 وسمع ابن الموازيني وابن المشرف خلق، وعني بالحديث أتم عناية وكتب بخطه المليح الصحيح المتقن شيئًا كثيرًا من سائر علوم الإسلام، وهو من طبق الممالك ذكره ولم يخف على أحد، عرف الناس أمره وسارت بتصانيفه وفتاويه الركبان في أقطار البلدان وكان ممن جمع فنون العلم من الفقه والأدب والنحو واللغة والشعر والفصاحة والزهد والورع والعبادة الكثيرة والتلاوة والشجاعة والشدة في دينه ولي قضاء الشام سنة تسع وثلاثين وسبعمائة وخطب في الجامع الأموي في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة أيامًا، وتخرج به طائفة من العلماء وحمل عنه أمم ثم ضعف وترك القضاء لولده الإمام العلامة تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب فحكم نيابة عن والده أشهرًا ثم حكم استقلالًا في جمادى الأولى سنة ست وخمسين وسبعمائة، ثم توجه شيخنا قاضي القضاة تقي الدين إلى وطنه ومات بالقاهرة يوم الاثنين ثالث جمادى الآخرة منها، ودفن هناك -رحمة الله تعالى- ومن تصانيفه كتاب "التحقيق في مسألة التعليق" وهو الرد الكبير على شيخنا تقي الدين ابن تيمية في مسألة الطلاق وكتاب "رفع الشقاق في مسألة الطلاق" وكتاب "شفاء السقام في زيادة خير الأنام" وهو الرد على ابن تيمية وقد يسمى شن الغارة و"السيف المسلول على من سب الرسول" وأكمل على شرح المهذب للنووي في خمسة مجلدات وكتاب "الإبهاج في شرح المنهاج للنووي.
ومات بدمشق هذ العام شيخنا المعمر خاتمة أصحاب ابن عبد السلام3 أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن الحفار4 عن تسعين سنة، وبالقاهرة قاضي القضاة المالكية الإمام
1 الدرر الكامنة 3/ 38 (2781) ولقب بالسبكي نسبة إلى سبك من قرى مصر؛ ذكر السيوطي في لب الكتاب.
2 وصوابه "عام ست" ففي طبقات ابنه التاج السبكي في ترجمته أنه رحل إلى الشام في طلب الحديث في سنة ست وسبعمائة وعاد إلى القاهرة في سنة سبع وقال فيها -في ترجمة العلم البرازالي: ولما ورد الوالد إلى الشام في سنة ست وسبعمائة كان هو القائم بتسميعه على المشايخ "الطهطاوي".
3 قال الطهطاوي: وصوابه "ابن عبد الدائم" كما سترى أي خاتمة من حدث عنه.
4 قال الطهطاوي: وصوابه "ابن الخباز" وهو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن النجم إسماعيل بن إبراهيم بن =
العلامة نور الدين علي السخاوي حكم بالقاهرة ثلاثة أشهر، ومات ببعلبك المعمر شجاع الدين عبد الرحمن خادم الشيخ الفقيه اليونيني عن نحو مائة سنة حدثنا عن ابن البخاري غيره، والعدل بدر الدين محمد بن محمد بن عبد الغني بن البطايني عن ثمان وسبعين سنة1 حدثنا عن ابن سنان2 وغيره ومقدم العساكر بدمشق.
أخبرنا قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي قراءة عليه وأنا أسمع سنة أربعين وسبعمائة قال: أخبرنا أبو الحسن3 علي بن أحمد بن عبد العزيز بن الصواف بقراءتي عليه بالإسكندرية قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمار الحراني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة السعدي قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن الخِلَعي4 قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر البزار قال: حدثنا أبو طاهر أحمد بن عمرو المديني.
= سالم بن ركاب الأنصاري المعروف كأبيه وجده بابن الخباز الدمشقي الحنبلي. ولد في رجب من سنة 667 وتوفي في شهر رمضان من سنة 756 وقد بكر به أبوه فأحضره على زين الدين أحمد بن عبد الدائم وغيره فتفرد في آخر عصره بالرواية عنه. وخرج له العلم البرزالي مشيخة ذكر له فيها أكثر من مائة وخمسين شيخًا وسمع عليه هو والجمال المزي والحافظ الذهبي والتقى السبكي والصلاح العلائي والعماد بن كثير والعز بن جماعة والحافظ الحسيني والحافظ ابن رجب الحافظ العراقي وأكثر عنه قال: كان مسند الآفاق في زمانه كذا يستفاد من الدرر الكامنة والمنهج الأحمد وغيرها وهو لم يدرك زمن العز عبد السلام الذي خرج من دمشق إلى الديار المصرية في حدود سنة 639 وتوفي بالقاهرة في سنة 660.
1 وصوابه "عن ثمان وثمانين سنة" لأنه ولد في شهر رمضان من سنة 668. وتوفي في رجب من سنة 756 كما في الدرر الكامنة ثم رأيت في المنهج الأحمد وشذرات الذهب أنه ولد في شهر رمضان من سنة 678 وعليه تستقيم عبارة المؤلف. "الطهطاوي".
2 قال الطهطاوي: وصوابه "عن ابن شيبان" ففي الدرر الكامنة في ترجمته سمع من أحمد بن شيبان جزء ابن الغطرف ومن الفخر مشيخته ومن الشرف ابن عساكر وغيرهم وحدث، قرأ عليه شيخنا الحافظ العراقي الحسيني وغيرهما ا. هـ. وابن شيبان هو بدر الدين أبو العباس أحمد بن تغلب بن حيدرة الشيباني الصالحي العطار "المتوفى سنة 685 عن 89 سنة" كما في شذرات الذهب وغيرها.
3 وصوابه "أبو الحسين يحيى بن أحمد بن عبد العزيز" كما يعلم من معجم الحافظ الذهبي ومعجم التقي السبكي الذي خرجه له الحافظ شهاب أبو الحسين يحيى بن أحمد بن أيبك الحسامي وغيرهما. وهو الإمام المقرئ مسند الإسكندرية شرف الدين أبو الحسن يحيى بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن علي بن عبد الباقي المعروف بابن الصواف الجذامي الإسكندري المالكي "المتوفى سنة 705 عن 96 سنة" كما في معجم الحافظ الذهبي وطبقات الحافظ له وغيرهما. وقد قرأ التقي السبكي عليه بالإسكندرية في سنة وفاته. وهو الذي ذكره المؤلف في أول الترجمة بقوله بالإسكندرية من يحيى بن الصواف. وقد وقع في النسخة التي بيدي من حسن المحاضرة في باب من كان بمصر من أئمة القراآت تحريف في سنتي ولادته يجب إصلاحه. "الطهطاوي".
4 نسبة إلى بيع الخلع؛ لأنه كان يبيعها لملوك مصر وهو أبو الحسن علي بن الحسين الموصلي المتوفى بمصر سنة 492 وخرج له أبو نصر الشيرازي الخلعيات في عشرين جزءًا على ما ذكره السيوطي في حسن المحاضرة، والخلعي بكسر الخاء المعجمة وفتح اللام كما ضبطه ابن خلكان.
قال: حدثنا أبو موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد وقرة بن عبد الرحمن ومالك بن أنس عن ابن شهاب عن أنس رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتي بلبن قد شيب بماء وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر فشرب ثم أعطى الأعرابي فضله وقال: "الأيمن فالأيمن" رواه البخاري عن إسماعيل ومسلم عن يحيى بن يحيى وأبو داود عن القعنبي والترمذي عن قتيبة والنسائي عن هشام بن عمار خمستهم عن مالك -رحمه الله تعالى.
العز بن جماعة 1 الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ قاضي القضاة عز الدين أبو عمر عبد العزيز ابن الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام قاضي القضاة بدر الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني الشافعي المصري:
ولد سنة أربع وتسعين وستمائة فحضر على عمر بن القواس والأبرقوهي وأبي الفضل بن عساكر والحافظ شرف الدين الدمياطي وجماعة، ثم طلب بنفسه فسمع بدمشق والحرمين والقاهرة وأسمع أولاده وعني بهذا الشأن أتم عناية حتى ولي قضاء الديار المصرية سنة ثمان أو تسع وثلاثين وسبعمائة واستقضي مرارًا ودرس وأفتى، وصنف التصانيف المفيدة منها المنسك الكبير على المذاهب الأربعة وغيره، وتنقل في الولايات الرفعية، حج وجاور بالحجاز غير مرة آخرها في موسم سنة ست وستين وسبعمائة ومات بمكة بعد المولد2 في التي تليها يوم الاثنين حادي عشر جمادى الآخرة سنة سبع وستين ودفن بالمعلاق بجانب الفضيل بن عياض رحمه الله.
أخبرنا الحافظ عز الدين أبو عمر بن جمعة بقراءتي عليه بالقاهرة في سنة سبع وخمسين وسبعمائة قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن القواس قراءة عليه وأنا حاضر قال: أخبرنا قاضي القضاة أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن السلمي قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب3 قال: أخبرنا أبو الحسين بن جميع قال: حدثنا محمد بن الحسن بالرملة قال: حدثنا محمد بن حسان الأزرق قال: حدثنا وكيع بن الجراح قال: حدثنا هشام بن عروة عن عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال: النبي صلى الله عليه وآله وسلم "نعم إلادام الخل" 4 رواه
1 الدرر الكامنة 2/ 230 (2445) .
2 قال الطهطاوي: ولعله "بعد الموسم" ويظهر لي أن قوله: "آخره في موسم سنة ست وستين وسبعمائة" وما بعده من "أنه توفي في جمادى الآخرة من سنة سبع وستين" ملحقان بكلام المؤلف وليسا منه فإن مؤلف هذا الذيل وهو الحافظ شمس الدين الحسيني توفي قبل ذلك فإنه توفي سنة خمس وستين كما جاء في ترجمته المذكورة في ذيل التقي بن فهد في الصفحة "105" وذيل الجلال السيوطي في الصفحة "364" وفي الدرر الكامنة وكتاب تنبيه الطالب وإرشاد الدارس وغير ذلك على أنه قد ألف هذا الذيل في سنة "753".
3 هو مسند دمشق وخطيبها أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب القرشي المتوفى سنة سبعين وأربعمائة.
4 رواه أبو داود في الأطعمة باب 39. والنسائي في الإيمان باب 21.
مسلم والترمذي عن الدارمي عن يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال عن هشام به.
العلائي 1 هو الشيخ الإمام العلامة الحافظ العمدة الحجة الأوحد البارع صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد الله العلائي الدمشقي الشافعي سبط البرهان الذهبي 2:
ولد سنة أربع وتسعين وستمائة وحفظ القرآن تعلم الفقه والنحو والأصول، وبرع في الحديث ومعرفة الرجال والمتون والعلل وخرج وصنف وأفاد، قال: الذهبي: حفظ كتبا وطلب وقرأ وأفاد وانتقى ونظر في الرجال والعلل، وتقدم في هذا الشأن مع صحة الذهن وسرعة الفهم، سمع ابن مشرف3 وست الوزراء والقاضي4 وأبا بكر الدشتي5 والرضي الطبري وطبقتهم وحدثنا في درسه عن جماعة. قلت شيوخه بالسماع نحو السبعمائة أقدمهم وفاة الخطيب شريف الدين الفزاري6 وصحب الإمام العلامة كمال الدين بن الزملكاني دهرًا طويلًا، وحضر وأخذ عنه علمًا كثيرًا وهو الذي ألبسه زي الفقهاء وكان يلبس زي الجند حتى بلغ خمس عشرة سنة، وأخذ صناعة الأدب والترسل عن الإمام شهاب الدين محمود الحلبي وغيره، ولبس خرقة التصوف من العلامة المحدث المعمرصدر الدين أبي المجامع بن حموية الجويني وأجاز له خلق أقدمهم أبو جعفر محمد بن علي بن الموازيني وأبي7 الحسن علي بن القيم8 وفاطمة بنت سليمان الأنصاري.
1 الدرر الكامنة2/ 51 (1667) .
2 إبراهيم بن عبد الكريم بن راشد المحدث أبو إسحاق القرشي الذهبي القطاع أخذ عن ابن عبد الدائم والزين خالد ولد سنة 630 ومات سنة 718.
3 قال الطهطاوي: "سمع ابن مشرف" بصيغة اسم المفعول من التشريف وهو شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن أبي العز بن مشرف بن بيان الأنصاري الدمشقي الصالحي البزاز "المتوفى سنة 707 عن 87 سنة" وقد سمع الصلاح العلائي عليه صحيح البخاري في سنة 704.
4 وهو تقي الدين سليمان المقدسي.
5 نسبه إلى دشت محلة بأصبهان على ما ذكره ابن العماد في الشذرات وهو أبو بكر بن محمد بن أبي القسم الدشتي المتوفى سنة 713 عن ثمانين سنة وهو من مشايخ الذهبي وطبقته أخذ عن أبي الحجاج يوسف بن خليل وطبقته في رواياته عجائب وغرائب كعمِّه.
6 هو أحمد بن إبراهيم بن سباع شرف الدين خطيب دمشق ومحدثها ونحويها المتوفى سنة خمس وسبعمائة عن خمس وسبعين سنة.
7 يقول الطهطاوي: وصوابه "وأبو الحسن" وهو القاضي بها الدين أبو الحسن علي بن عيسى بن سليمان بن رمضان بن أبي الكرم المعروف بابن القيم المصري الشافعي ناظر الأوقاف بمصر. ولد سنة 613 وتوفي في ذي القعدة من سنة 710 كما ذكره الحافظ الذهبي ففي معجمه قال: وكان والده قيم قبة الإمام الشافعي رضي الله عنه وما في التعليقات التي بأسفل الصفحة المذكورة من أنه توفي سنة 690 سهو كيف وقد ذكر المؤلف أنه ممن أجاز للصلاح العلائي وذكر قبل ذلك أن الصلاح العلائي ولد سنة 694؟! وجلَّ من لا يسهو.
8 هو علي بن عيسى بن سليمان المعروف بابن القيم ولي نظر الأحباس في عهد الظاهر بيبرس، أخذ عن سبط السلفي وغيره. توفي سنة 690.
ومحمد بن يوسف الإربلي وسبط زيادة، ومما خرجه من الحديث لنفسه متكلمًا على أسانيده ومتونه كتاب "الأربعين في أعمال المتقين" في ستة وأربعين جزءًا وكتاب "الأربعين المعنعنة1 بفنون فنونها عن المعين" في اثني عشر جزءًا أو كتاب "الوشي المعلم في ذكر من روى عن أبي عن جده النبي صلى الله عليه وآله وسلم" ستة عشر جزءًا وكتاب "الأربعين الإلهية" ثلاثة أجزاء و"عوالي مالك السباعيات" ستة أجزاء2 و" المجالس المبتكرة" عشرة أجزاء والمسلسلات ثلاثة أجزاء وغير ذلك من الأجزاء المفردة في معانٍ متعددة، ومن الكتب العلمية "النفحات القدسية" أربعون مجلدًا ومقدمة كتاب نهاية الإحكام في دراية الأحكام خمسة عشر جزءًا وكتاب "تحفه الرائض بعلوم آيات الفرائض" وكتاب "رهان التيسير في عنوان التفسير" وكتاب "المباحث المختارة في تفسير آية الدية والكفارة" وكتاب "جامع التحصيل لأحكام المراسيل" وكتاب "تحقيق منصب الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة" وكتاب "تيسير حصول السعادة في تقرير شمول الإرادة" وكتاب "تلقيح المفهوم في تنقيح صيغ العموم" وكتاب "شفاء المسترشدين في حكم اختلاف المجتهدين" وكتاب "تفصيل الإكمال في تعارض بعض الأقوال والأفعال" وكتاب "تحقيق الكلام في نية الصيام" وكتاب "فصل القضاء في أحكام الأداء والقضاء" و"رفع الاشتباه عن أحكام الإكراه" و" رفع الالتباس عن مسائل البناء والغراس" وكتاب "إتمام الفرائد المحصولة في الأدوات الموصولة" وكتاب "الفصول المفيدة في الواو المزيدة" و"المعاني العارضة عن الخافضة"، وله غير ذلك من التآليف المفردة في علوم متعددة3 ولي مشيخة الحديث بالمدرسة الناصرية بدمشق قديمًا ونزل بيت المقدرس وولي التدريس بالصلاحية والتنكزية وغيرهما ودام على الأشغال والاشتغال بالتصنيف والإفادة وجاور بالحجاز غير مرة ومات يوم الاثنين ثالث المحرم سنة إحدى وستين وسبعمائة بالقدس الشريف ووقف أجزاءه بالخانقاه السميساطية -والله يغفر له.
أخبرنا الحافظ الإمام صلاح الدين العلائي سماعًا عليه بالمسجد الأقصي قال: أخبرنا شيخنا أبو الفضل سليمان بن حمزة بقراءتي قال: أخبرتنا كريمة بنت أحمد سماعًا قالت: أنبأنا محمد بن أحمد العباسي قال: أخبرنا محمد بن محمد الزينبي قال: أخبرنا محمد بن عمر بن زنبور قال: حدثنا عبد الله البغوي قال: حدثنا أحمد بن حنبل وجدي وزهير بن حرب
1 يقول الطهطاوي: ولعله "المغنية" من الإغناء أو "المستغنية" من الاستغناء، ويظهر أن الصلاح العلائي أخذ اسم كتابه هذا من اسم كتاب الأربيعن البلداينة للحافظ السلفي وهو كتاب الأربعين المستغني بتعيين ما فيه من المعين، والله أعلم.
2 وهي "البغية والملتمس في عوالي الإمام مالك بن أنس".
3 كإثارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفرائد المسموعة بين فيها شيوخه ومسموعاته منهم، وله جزء تصحيح حديث القلتين و "سلوان التعزي بالحافظ أبي الحجاج المزي" و "المجموع المذهب في قواعد المذهب" وغير ذلك، وله مع مغلطاي ما يكون بين المتعاصرين. وكان بينه وبين الحنابلة خصومات كثيرة وكان أشعريًّا متصلبًا.
وسريح بن يونس وابن المقري قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برجل وهو يعظ أخاه في الحياء فقال: النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء من الإيمان" 1 هذا حديث حسن صحيح فرد عزيز لاجتماع هؤلاء الأئمة فيه رواه مسلم عن زهير بن حرب ورواه الترمذي عن أحمد بن منيع جد البغوي ورواه2 عن ابن المقري فوقع لنا موافقة عاليه لهم مع اختلاف الشيوخ.
أنشدنا الإمام صلاح الدين قال: أنشدنا المعمر شهاب الدين محمد بن محمد بن دمرداش لنفسه قوله:
أقول لمسواك الحبين لك الهنا
…
بلثم فم ما ناله ثغر عاشق
فقال وفي أحشائه حرقة الجوي
…
مقالة صبٍّ للديار مفارق
تذكرت أوطاني فقلبي كما تري
…
أعلله بين العذيب وبارق
ابن خليل 3 الشيخ الإمام العالم الحافظ القدوة البارع الرباني بهاء الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي بكر 4 بن خليل العسقلاني ثم المكي المقري المالكي 5 نزيل القاهرة:
ولد سنة أربع وتسعين وستمائة بمكة وتفقه، وعني بالحديث ورحل فيه وأخذ عن بيبرس العديمي بحلب، وعن القاضي تقي الدين وست الوزراء وطائفة بدمشق، وعن التوزري6 والرضي الطبري بمكة، وعن طائفة بمصر وقرأ في المنطق، قال الذهبي: كان حسن القراءة جيد المعرفة قوي المذاكرة في الرجال كثير العلم متين الديانة كبير الورع مؤثر الانقطاع والمخمول، كبير القدر انقطع بزاوية بظاهر الإسكندرية على البحر مرابطًا قلت: ثم استوطن القاهرة وساءت أخلاقه، والله تعالى يغفر له.
1 رواه البخاري في الإيمان باب 16 ومسلم في الإيمان حديث 57-59.
2 هنا بياض ولعل الأصل "ورواه ابن ماجه عن ابن المقري" وفي سنن ابن ماجه: حدثنا سهل بن أبي سهل ومحمد بن عبد الله بن يزيد قال: ثنا سفيان عن الزهري الحديث. ومحمد بن عبد الله بن يزيد هو ابن المقري.
3 الدرر الكامنة 2/ 177 "2212".
4 وسيأتي في ذيل الجلال السيوطي "عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن خليل" ومثله في حسن المحاضرة له وفي الدرر الكامنة بزيادة عبد الله بين محمد وأبي بكر. ورأيت في معجم الحافظ الذهبي وشذرات الذهب ما يوافق ما هنا في ترجمته وفي ترجمة أبيه شيخ الحرم وفقيهه رضي الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن خليل بن إبراهيم القرشي العثماني المكي الشافعي "المتوفى سنة 696" وكذا في أواخر طبقات الحافظ عند ذكره، والله أعلم. "الطهطاوي".
5 وسيأتي في ذيل السيوطي أنه شافعي المذهب.
6 نسبه إلى توزر بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وراء مدينة في أقصى إفريقية من نواحي الزاب الكبير من أعمال الجريد- معجم البلدان.
أخبرنا الحافظ الزاهد بهاء الدين بن خليل المكي قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة قال: أخبرنا بيبرس العديمي بقراءتي عليه بحلب قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف الكشغري قال: أخبرنا أبو الحسن تاج القراء وأبو الفتح بن البطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله البانياسي قال: أخبرنا أبو الحسن بن الصلت قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الكوثر نهر في الجنة حافتاه الذهب مجراه الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وأشد بياضًا من الثلج" رواه
…
1 عن الأشج موافقة.
1 هنا بياض في النسخة ولعل الأصل "رواه ابن ماجه عن الأشج" لأنه أخرجه في سننه عن واصل بن عبد الأعلى وعبد الله بن سعيد وعلي بن المنذر قالوا: ثنا محمد بن فضيل الحديث، وعبد الله بن سعيد هو أبو سعيد الأشج.