الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: خذوا بيدي.
فقيل له: إنك عليل! .
فقال: أسمع داعي الله فلا أجيبه؟ !
فأخذوه بيده فدخل في صلاة المغرب فركع مع الإمام ركعة ثم مات!
أخي المسلم: تلك هي حرارة الإيمان ونور اليقين أضاء لأقوام فكانت أعمالهم أنصع بياضًا من اللبن! وأزهى منظرًا من الدر والياقوت! !
ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه
…
فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا
وبالهمة العلياء ترقى إلى العلى
…
فمن كان أعلى همة كان أظهرا
ولم يتأخر من أراد تقدما
…
ولم يتقدم من أراد تأخرا
*
حرصهم على الجماعة في المساجد
.. *
أخي: إنك لا تقف على تلك الومضات المشرقة لأهل المساجد إلا عندما تقرأ أخبار الصالحين من سلف هذه الأمة رضي الله عنهم الذين عمروا أوقاتهم بالطاعات .. وشغلوا أنفسهم بالإقبال على مولاهم تبارك وتعالى، فكانوا كالشموس في رابعة النهار .. وكالأقمار في حوالك الظلام ..
فانظر معي أخي وتأمل ..
* هذا أبو الدرداء رضي الله عنه في مرض موته، قال: ألا احملوني. فأخرجوه.
فقال: اسمعوا، وبلغوا من خلفكم:(حافظوا على هاتين الصلاتين: العشاء والصبح. ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموها ولو حبوًا على مرافقكم وركبكم! ).
* وهذا الحارث بن حسان رضي الله عنه وكانت له صحبة تزوج في بعض الليالي، فخرج إلى صلاة الفجر. فقيل له: أتخرج وإنما بنيت بأهلك في هذه الليلة؟ !
فقال: (والله إن امرأة تمنعني من صلاة الغداة في جمع لامرأة سوء).
* وهذا سيد التابعين سعيد بن المسيب رحمه الله قيل له: إن طارقًا يريد قتلك فتغيب.
قال: أبحيث لا يقدر الله علي؟
فقيل له: اجلس في بيتك.
فقال: (أسمع: حي على الفلاح ولا أجيب؟ ! ).
أخي: أولئك هم السعداء حقًا .. اهتدوا إلى كنوز السعادة فهنأوا بها ..
أخي: أما رأيت كيف خلد الله ذكرهم قرنًا بعد قرن .. وزمانًا بعد زمان؟ !
وأنت أخي ألا تحب الخلود والذكر الحسن في الدارين؟ !
ألا تحب أن تكون من السعداء حقًا؟ !
ألا تحب الفوز برضا الله تعالى؟ !
ألا تحب زوال الكروب ونزول الفرج والرحمة؟ !
ألا تحب حلاوة العبادة والقرب من مولاك تعالى؟ !
ألا تحب تيسير أمورك في دنياك، والأمن والسرور في الآخرة؟ !
بلى كم أنت سعيد إن تحقق لك ذلك ..
أخي جار المسجد: هذه هي السعادة فأين أنت منها؟ !
أخي جار المسجد: أين يذهب قلبك حين ينادي المؤذن: حي على الفلاح؟ !
أخي جار المسجد: أما تفكرت في يوم من الأيام أنك أولى من فاز هذا الفلاح؟
أخي جار المسجد: هل من العقل أن يناديك ريك تعالى في اليوم والليلة خمس مرات ثم لا تجيبه؟ !
أخي جار المسجد: كيف يك إذا ناداك ملك من ملوك الدنيا إلى شيء من متاع الدنيا الفاني؟ ! إذًا لوجدتك سريع الإجابة، مبادرًا إلى الحضور! !
فكيف بك أخي وملك الملوك يدعوك إلى الخير وهو ملك كل شيء؟ !
أخي جار المسجد: أما فكرت يومًا كم فاتك من الخير؟ ! وأنت تعد الأيام عدا لتقبض راتبًا أو حقًا تستوفيه من أحد! !
أخي جار المسجد: أما علمت أن حجة الله تعالى تقوم عليك في كل يوم خمس مرات؟ ! فإذا قصرت أخي فلتعد للسؤال غدًا جوابًا!
أخي جار المسجد: أما حدثتك نفسك يومًا لم لا تكون واحدًا من هذه الجموع؟ وأنت تشاهدها تغدو وتروح إلى المسجد لتفوز بما فازوا به ..
أخي جار المسجد: ما أظنك ترضى لنفسك أن يختم لك بالشقاء؟ ! فتلقى الله تعالى وهو غضبان عليك .. أخي أليس من علامة الشقاء أن يناديك منادي الله تعالى ثم لا تجيبه؟ !
أخي جار المسجد: نذكر أنك: ستموت
…
ستموت .. ويومها ستعلم أن أربح عمل تزودت به هو شهودك للجماعات في بيوت الله تعالى .. وإن كنت من المتخلفين! فوآحسرة .. ووآطول ندم! يوم لا ينفع تحسر ولا ندم ..
أخي جار المسجد: تذكر الموت وشدته .. والقبر وظلمته .. والوقوف بين يدي الله تعالى عاريًا، حافيًا خالية يداك لا مال ولا جاه، إلا عملك الصالح! تذكر المرور على الصراط وتحتك جهنم! فوآه لها من لحظات! وعلى أطراف الصراط كلاليب عظيمة تأخذ بأهل الشقاء لترميهم في قعر جهنم!
أخي: تذكر أن شهود الجمعات يومها نور يضيء لأولئك الذين أكثروا الخُطى إلى المساجد ..
أخي جار المسجد: أنت اليوم صحيح سليم بإمكانك المبادرة إلى التوبة، والرجوع إلى الله تعالى .. فلا يفاجئنك أخي الموت وأنت غافل، فتكون من الهالكين!
أخي جار المسجد: ألا يسرك أن تكون في ضيافة ملك من ملوك الدنيا؟ !
بلى وكم أنت ستفرح بذلك .. ولكن أخي أليس من العجيب أن يدعوك ملك الملوك إلى بيته وأنت كالزاهد عن ذلك؟ !
أخي: إن أنت أجبت منادي ربك تعالى في يومك خمس مرات فأنت في ضيافة ربك تعالى! فليت شعري من مثلك؟ !
من أسعد منك؟ ! من فاز بالربح الوفير مثلك؟ !
أخي جار المسجد: أنت اليوم جار المسجد .. ولكن غدًا لا تدري جار من تكون؟ !
جارًا لأهل الجنان والنعيم الدائم ..
أم جارًا لأهل النيران والشقاء الدائم ..
أخي: كن خير جار للمسجد، والزم هذا البيت الطاهر الذي جاورته لتكون من أهل الفريق الأول .. أسعدني الله تعالى وأسعدك بذلك.
أخي جار المسجد: هذه رسالتي أبعثها إليك .. وفي القلب ما الله به عليم من لوعة الأسى، وحرارة التوجع، أن تكون من أقل الناس نصيبًا وحظًا من ثواب الله تعالى إذا وقف الناس غدًا أمام رب العالمين ..
أخي: لا أملك إلا أن أقول لك: فلتستعن بالله، ولا تعجز، ولتشمر، ولتلق عن كاهلك رداء الكسل .. فتبادر إلى هذه البيوت الطاهرة ..
أخي: إن أدمانك كثرة التردد إلى بيوت الله هو بابك إلى الجنة ..
أخي: وأنا أودعك لكم يعظم رجائي أن تجد هذه الرسالة في قلبك موضعًا حسنًا؛ فتقبلها كأغلى هدية ..
والله تعالى أملُ ورجاءُ من اعتصم به .. وما خاب من استنصر به .. {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا} [النساء: 45].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* * *