المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌زيارة أهل الخير والفضل - سلسلة الآداب - المنجد - جـ ١٤

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌آداب في زيارة الإخوان

- ‌تحديد مفهوم الزيارة

- ‌فضل زيارة الإخوان

- ‌أحاديث قدسية في فضل زيارة الإخوان

- ‌أحاديث نبوية في فضل زيارة الإخوان

- ‌ما ورد في فضل السفر لزيارة الإخوان

- ‌أهمية الزيارة في الله

- ‌فوائد الزيارة في الله

- ‌حث الشريعة على إعطاء الزوار حقهم

- ‌آداب زيارة الإخوان وأحكامها

- ‌عدم الإمامة بأصحاب الدار إلا بإذنهم

- ‌جواز أكل الطعام عند المضيف

- ‌القيلولة عند المزور

- ‌الجلوس في المكان الذي خصص لك

- ‌ألا يقترح طعاماً بعينه

- ‌عدم الانصراف حتى يستأذن

- ‌الإقلال من زيارة الإخوان خشية الإملال

- ‌أنواع الزائرين والمزورين

- ‌زيارة أهل الخير والفضل

- ‌زيارة الأخوة في الله والأصحاب

- ‌أمثلة لزيارة أهل العلم

- ‌زيارة الضعفاء والمساكين

- ‌الزيارات ملاحظات وسلبيات ومؤاخذات

- ‌قطع التزاور بين الإخوان

- ‌الإفراط في كثرة الزيارات

- ‌رفض الزيارة من بعض الناس

- ‌عدم التوازن في استقبال الزائرين

- ‌اختصاص بعضٍ بالزيارة دون بعض

- ‌ترك التزاور بين الدعاة وطلاب العلم

- ‌الزيارة المبنية على التعلق لا على الأخوة في الله

- ‌ضياع الأوقات في الزيارة

- ‌الزيارة والتدخل فيما لا يعني

- ‌الزيارة الناجحة

- ‌زيارة النساء للنساء

- ‌الأسئلة

- ‌توجيه للاستفادة من الرحلات الترفيهية

- ‌من أحكام صوم النافلة عند وجود ضيف

- ‌أهمية الصلاة عند الزيارة

- ‌تنظيم زيارات جماعية لغرض الدعوة إلى الله

الفصل: ‌زيارة أهل الخير والفضل

‌زيارة أهل الخير والفضل

فمن هم الناس الذين تقصد زيارتهم؟ قال النووي رحمه الله تعالى: "باب: زيارة أهل الخير، ومجالستهم، وصحبتهم، ومحبتهم، وطلب زيارتهم، والدعاء منهم" ذكر هذا في بابٍ من أبواب كتاب رياض الصالحين.

فإذاً المطلوب الآن هو زيارة أهل الخير، أما أهل الشر والسوء فلا يزارون إلا للإنكار عليهم ودعوتهم إلى الله بما لا يترتب عليه مفاسد شرعية، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يشتاق جداً لزيارة جبريل، حتى ورد في صحيح البخاري، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: (ألا تزورنا أكثر مما تزورنا؟ قال: فنزلت {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} [مريم:64] الآية) انظر إلى اشتياق النبي عليه الصلاة والسلام إلى زيارة جبريل، حيث يطلب منه زيارة أكثر، لأن جبريل عليه السلام كلما زار النبي صلى الله عليه وسلم وجد النبي عليه الصلاة والسلام منه علماً نافعاً وهكذا.

وكذلك الصحابة -رضوان الله عليهم- كان يزور بعضهم بعضاً، فقد أرسل النبي عليه الصلاة والسلام معاذاً وأبا موسى إلى اليمن كما ورد ذلك في صحيح البخاري فقال لهما:(يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا) فانطلقا، فقال معاذ لـ أبي موسى:[كيف تقرأ القرآن؟ قال: قائماً وقاعداً وعلى راحلتي وأتفوقه تفوقاً، قال: أما أنا فأنام وأقوم، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي، وضرب فسطاطاً] وفي رواية الإمام أحمد: فكان لكل واحد منهما فسطاط: مكان يأتيه فيه الناس ليتعلموا.

أرسل النبي عليه الصلاة والسلام عالمين إلى أهل اليمن لتعليمهم، وجاء في صحيح البخاري:(فجعلا يتزاوران) مع أنهما رسولا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان كل واحد منهما في مكان، فجعلا يتزاوران، فزار معاذ أبا موسى فإذا رجلٌ موثقٌ فقال: ما هذا؟ قال أبو موسى: يهوديٌ أسلم ثم ارتد، فقال معاذ: لأضربن عنقه، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(من بدل دينه فاقتلوه) فلو أن واحداً أسلم اليوم ثم ارتد غداً وجب قتله؛ لأنه بدل دينه، وهو دين الإسلام، ولا يدخل في هذا تبديل دين النصرانية واليهودية، وإنما المقصود تبديل دين الإسلام.

ص: 19