المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌نصيحة الجار وتعليمه أمور الدين - سلسلة الآداب - المنجد - جـ ٤

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌آداب الجوار

- ‌تعريف الجار عند أهل اللغة والاصطلاح

- ‌حد الجار والجوار

- ‌أنواع الجار

- ‌الأحاديث الواردة في الجار

- ‌وصية جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم بالجار

- ‌وصية الرسول لأبي ذر

- ‌الوصية بالسماح للجار بالاستفادة من جاره

- ‌حرمة إيذاء الجار والأمر بالإحسان إليه

- ‌تعوذ الرسول صلى الله عليه وسلم من جار السوء

- ‌إعانة الجار من علامات الإيمان الكامل

- ‌من سعادة الإنسان الجار الصالح

- ‌وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة

- ‌أذية الجار من أسباب دخول النار

- ‌حال جيران الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة

- ‌حاجة الجيران إلى بعضهم بعضاً

- ‌حقوق الجار في الإسلام

- ‌حفظ دار الجار في غيبته

- ‌غض البصر عن نساء الجار

- ‌نصيحة الجار وتعليمه أمور الدين

- ‌احتمال أذى الجار

- ‌عدم إزعاج الجار بالأصوات العالية

- ‌دعوة الجار إلى الخير

- ‌الجار في الشعر العربي

- ‌أناس عرفوا قيمة الجوار

- ‌من أحكام الجوار

- ‌تعلق التزكية بالجار

- ‌الزوجة في السكن بين جيران صالحين

- ‌عظم إثم الزنا بزوجة الجار

- ‌أحقية الجار المحتاج بالصدقة وحقوق أخرى

الفصل: ‌نصيحة الجار وتعليمه أمور الدين

‌نصيحة الجار وتعليمه أمور الدين

ثم إن من حقوق الجار أن تعلمه أمور دينه، وأن ينصح في الأشياء التي فيها واجبات، مثلاً ينصح بصلاة الجماعة، ويزار ويكلم ويناصح ويوعظ، وكذلك إذا جعل منكراً في بيته ينصح بإزالته، وهذه المسألة من المسائل التي تكلم فيها العلماء، وهي قضية إنكار منكر الجار، نقل عن مهنا الأنباري رحمه الله عن أحمد أنه سمع صوت طبل عند جيرانه، فأرسل إليهم ونهاهم.

فيرسل إليه الولد ويقول: لو سمحتم! لا تشغلوا هذا المنكر في البيت، فإن أذاه قد وصل إلينا، فاتقوا الله.

وأما بالنسبة للمنكرات التي في قعر بيت الجار، فهذه لها تعامل خاص، جاء عن الإمام أحمد رحمه الله في رواية محمد بن أبي حرب في الرجل يسمع المنكر في دار بعض جيرانه، قال: يأمره، فإن لم يقبل جمع عليه الجيران ويهول عليه، يقول: يا فلان! بيت فيه كذا، ويخرج منه كذا، ويدخل إليه كذا، نحن الآن في شارع وحي واحد، وهناك نساء أجنبيات من أشكال وألوان مختلفة داخلات خارجات، إما أنك ترى لك حلاً وإلا نرفع بك إلى المحكمة، فإذا صار بيت الجار موضع اشتباه يوعظ ويخوف بالله، وإذا ما اتعظ يجمع عليه الجيران ثلاثة أو أربعة أو خمسة ويذهبون معاًَ؛ لأنه قد لا يخاف من الواحد لكن يخاف من المجموعة، فإن لم؛ هدده، فيقول: سأشتكي وأرفع الأمر إلى القاضي، لأن مصلحة الجار في الحقيقة أن يكف عن المنكر، إذا أردت أن ترحمه؛ فعليك أن تسعى لمنعه من المنكر الذي يعذب بسببه في الآخرة، وتدرأ عنه عذاب الآخرة بنصيحته.

وأما بالنسبة لقضية التجسس، لو قال واحد: جاري أخاف أن يكون عنده بلاء، أريد أن أتجسس، نقول: المسلم الذي ظاهره العدالة لا يجوز التجسس عليه، لا يوجد هناك قرائن على الفساد، ولا رأيت مناظر وأشياء مريبة، فلا يجوز أن تقول: يمكن أن هناك شيئاً وأنا لا أدري، ما الذي أدخلك في الموضوع؟ لا يجوز لك أن تتجسس مطلقاً في هذا الجانب، لقول ابن مسعود رضي الله عنه:[إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به].

ص: 20