المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌آداب الطعام [1، 2]

- ‌جملة من الآداب في باب الأكل

- ‌التفصيل في مسألة التسمية

- ‌صيغة التسمية عند الطعام

- ‌حكم زيادة الرحمن الرحيم التسمية

- ‌حكم الإتيان بالتسمية

- ‌هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأكل عموماً من كلام ابن تيمية

- ‌هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطعام من كلام ابن القيم

- ‌التفصيل في مسألة الأكل مما يليه

- ‌الانحراف في الأكل وتحريم ما أحل الله

- ‌أقسام الأكل حسب الأحكام الخمسة

- ‌الأكل الواجب

- ‌الأكل المندوب والمباح والمكروه

- ‌الأكل الحرام

- ‌مسائل متفرقة في آداب الطعام وبقية الآداب

- ‌الاجتماع على الطعام سبب للبركة

- ‌حكم الأكل بالشمال وما يستثنى منه

- ‌عدم عيب الطعام

- ‌السؤال عن الطعام

- ‌حكم الإقران في الطعام

- ‌المضمضة بعد الطعام

- ‌التفصيل في الأكل على الأرض

- ‌حكم الأكل على السكرجة

- ‌التفصيل في عدم الاتكاء أثناء الأكل

- ‌كيفية الاتكاء على الأرض وحكمه

- ‌التفصيل في الأكل والأطعمة

- ‌ذم الإسراف في الأكل ورميه

- ‌أطعمة دل الشرع على فضلها

- ‌الاعتدال في الطعام والثناء على الله بعده

- ‌آداب الطعام العرفية

- ‌عدم المسح بالمنشفة قبل الأكل

- ‌غسل الكبار قبل الصبيان

- ‌تنقية الطعام قبل أكله

- ‌تقديم الفاكهة قبل الطعام

- ‌الأكل بثلاث أصابع إذا كان الأكل جامداً

- ‌استثناء الفواكه في الأكل مما يلي

- ‌إذا أكل من طعام غيره لا يزيد على الشبع

- ‌عدم إدخال الطعام على الطعام

- ‌أن لا يكون نهماً في أكله ولا يديم النظر إلى الآكل

- ‌إغلاق الشفتين عند الأكل

- ‌ألا يكون خردباناً

- ‌ترك السعال وقت الأكل

- ‌ألا يصف أشياء مستقذرة عند الأكل

- ‌ألا يأكل قبل الناس

- ‌ألا يطأطئ رأسه حال الأكل على الإناء

- ‌إذا أكل بطيخاً ألا يخلط القشر باللبِّ

- ‌أن يختار لنفسه من الطعام الحلو

- ‌أن الآكل إذا شبع لا يرفع يده قبل القوم

- ‌تليين الجانب وخفض الجناح مع الضيف

- ‌تصغير اللقمة وجودة المضغ

- ‌ألا يقيم الآكل قبل أن يفرغ من الطعام

- ‌ألا يحمل شيئاً إلا بإذن المضيف

- ‌ألا يأكل وحده

- ‌أن يأكل صاحب المنزل مع الضيف

- ‌البدء بالطعام قبل الصلاة

- ‌أن يأخذ ما سقط من الأكل

- ‌أن لا يأكل عند رجل يشتهي الطعام وينظر إليه

- ‌عدم الأكل في السوق

- ‌تنظيف الأسنان بعد الأكل

- ‌النوم بعد الغداء والمشي بعد العشاء

- ‌لا يشرع في الأكل حتى يؤذن له

- ‌ترك أكل الأشياء غير الناضجة

- ‌عدم إهدار النعمة

- ‌عدم غمس اللقمة الدسمة في الخل

- ‌عدم الحلف على الآخرين بالأكل

- ‌عدم شرب الماء أثناء الأكل

- ‌حمد الله بعد الطعام

- ‌المحادثة أثناء الأكل

- ‌معرفة قدر هذه النعمة

- ‌الأسئلة

- ‌الإسراف في الوجبات المكلفة

- ‌معنى الخل

- ‌حكم الأكل بالملعقة

- ‌أكل الدباء ليس بسنة

- ‌كيفية قول: لا إله إلا الله بعد الفجر والمغرب

- ‌حكم ذكر دعاء معين قبل الصلاة

- ‌حكم قراءة الفاتحة بعد الإمام

- ‌تعليم الطفل قول: باسم الله

- ‌كيفية الأكل جماعة

- ‌عدم جواز رمي الأكل المكشوف

- ‌حكم اللحوم تذبح في ديار أهل الكتاب

- ‌كيفية أكل التمر المسوس

- ‌عيب الطعام بعد الانتهاء منه

- ‌الفرق بين التربع والقرفصاء

- ‌تحريم الجمع بين اليد اليمنى واليسرى في الأكل

- ‌سؤال صاحب المطعم عن مصدر طعامه

- ‌حكم استخدام الملاعق والسكاكين من الذهب أو الفضة

- ‌اشتراط الأكل من الوليمة في إجابة الدعوة

- ‌أكل الشيطان مع من يأكل بشماله

- ‌حكم دفع الفوائد من البنك للضرائب

الفصل: ‌حكم الإقران في الطعام

‌حكم الإقران في الطعام

ومن آداب الأكل: مسألة النهي عن الإقران بين التمرتين: وبالنسبة للإقران بين التمرتين ونحوها فقد جاءت فيه أحاديث، ومن هذه الأحاديث ما رواه البخاري رحمه الله تعالى في كتاب: المظالم، باب إذا أذن إنسان لآخر بشيء جاز عن جبلة قال: كنا في المدينة مع بعض أهل العراق فأصابنا سنة -يعني قحط- فكان ابن الزبير يرزقنا التمر فكان ابن عمر رضي الله عنهما يمر بنا فيقول: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الإقران إلا أن يستأذن الرجل منكم أخاه) أي: لا يقرن تمرة بتمرة عند الأكل لئلا يجحف برفقته، ما داموا مجتمعين على الطعام وهذا جاء من ابن الزبير كان يمدهم به وهو في قحط، فإذاً من الظلم أن الإنسان يتفرد بقران تمرتين دون إخوانه، ولذلك قال في الشرح في فتح الباري: فإن أذنوا له في ذلك جاز؛ لأنه حق لهم، فلهم أن يسقطوه.

وكذلك أورده البخاري رحمه لله تعالى في كتاب الشركة: باب القران في التمر بين الشركاء حتى يستأذن صاحبه، وأتى بحديث جبلة بن سحيم قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرن الرجل بين التمرتين جميعاً حتى يستأذن صاحبه، قال ابن بطال: النهي عن القران من حسن الأدب في الأكل عند الجمهور لا على التحريم كما قال أهل الظاهر.

أي أن المسألة فيها خلاف: هل النهي عن القران للتحريم أو أنه من حسن الأدب أن لا يقرن؟ قال: لأن الذي يوضع للأكل سبيله سبيل المكارمة لا التشاح باختلاف الناس في الأكل، الناس قدراتهم وطاقاتهم في الأكل وحاجاتهم مختلفة، هذا يأكل قليلاً وهذا يأكل كثيراً وهكذا لكن إذا استأثر بعضهم بأكثر من بعض لم يحل له ذلك، يعني: واحد يستولي على شيء دون الآخرين لا يحل له ذلك، إذا كانوا شركاء مثل المناهدة، وهي: أن يدفع كل شخصٍ قدراً من المال، فيشترون بهذا المال المجتمع طعاماً لهم جميعاً، ثم يقسمونه بينهم أو يجتمعون عليه، هذه هي المناهدة وقد وردت في السنة، وكانوا يستعملونها في الأسفار، يأخذون اشتراكات من كل واحد من الرفقة ثم يشترون بها طعاماً للجميع، فإذا نزلوا منزلاً للغداء أو العشاء ونحو ذلك أكلوا مجتمعين.

فإذا تفرد بعضهم بالطعام دون بعض وقد اشتركوا جميعاً في قيمته فلا شك أنه فيه شيءٌ من الظلم، ثم إن البخاري رحمه الله تعالى: قد أورده أيضاً في كتاب الأطعمة، وقال: ثم يقول (إلا أن يستأذن الرجل أخاه فإذا أذن له جاز) والمراد بالأخ: رفيقه الذي اشترك معه في التمر مثلاً، سوء اشتركا في القيمة، أو أنه كان مهدى إليهما جميعاً، فإذا أكله دون أخيه لا شك أنه من الظلم، وكذلك فإن الإقران هذا يدخل فيه غير التمر ما كان مثل التمر، ولذلك لو كانوا وضعوا بين أيديهم عنباً أو خوخاً أو مشمشاً أي شيء مما له ثمرٌ مما هو منفصل، ولذلك قال ابن حجر: في معنى التمر الرطب وكذا الزبيب والعنب ونحوهما، لوضوح العلة الجامعة.

بعضهم قيد النهي عن الإقران بما إذا كان في حال الفقر وأما إذا كان موسع فلو قرن بين الاثنتين فإنه لا يكون ظالماً للآخر؛ لأن الآخر عنده زيادة وموجود الخير كثير، فلو قرن يعني أنه لا بأس به، على أساس أنه في غير وقت الفقر والشدة.

وكذلك قالها بعضهم: أنه مقيد بما إذا كانوا مشتركين فيه، أما إذا أعطاهم الطعام واحد غيرهم دون اشتراك فيقرنوا هم دون صاحب الطعام، لكن هذا يصلح إذا قلنا: العلة في القران هي الظلم، فهنا لا ظلم فلا بأس، لكن لو قلنا مثلاً: من العلة الشره، أنه إذا أكل اثنتين مع بعض صار كأن عنده نهم وشره، فهنا حتى لو كان هو مالك الطعام، فإن العلة لا تزال موجودة.

ص: 20