المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وليخش الذين - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٢

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة النساء [4-10]

- ‌تفسير قوله تعالى: (وآتوا النساء

- ‌حكم تنازل المرأة عن أكثر المهر لزوجها

- ‌حكم المهر إذا لم يسم

- ‌حكم أخذ الولي من مهر المرأة

- ‌حكم المهر ومتى يسقط

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم

- ‌معنى السفه وعلى من نطلقه

- ‌حكم مداراة السفيه

- ‌تفسير قوله تعالى: (وابتلوا اليتامى

- ‌حكم الإشهاد عند دفع المال لليتيم

- ‌متى يدفع مال اليتيم إليه

- ‌حكم أكل الولي من مال اليتيم

- ‌تفسير قوله تعالى: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا حضر القسمة

- ‌تفسير قوله تعالى: (وليخش الذين

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى

- ‌الأسئلة

- ‌التوبة من النياحة

- ‌حكم المكياج للمرأة

- ‌علاج السحر

- ‌حكم النهي عن الترجل

- ‌السنة في كيفية الهوي إلى السجود

- ‌حكم العقيقة ومشروعية الدعوة لها

- ‌حلق رأس المولود

- ‌حكم القصر لمن كان له أكثر من دار يقيم فيها

- ‌مسافة القصر

- ‌هل قوله تعالى:

- ‌الصلاة جماعة خلف المذياع

- ‌ما المقصود بالصداق

- ‌وجه تضعيف حديث: (يا أسماء! إذا بلغت المرأة

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وليخش الذين

‌تفسير قوله تعالى: (وليخش الذين

.)

{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء:9] الخطاب في الآية للجلساء الذين يحضرون قسمة تركة الميت، يأتي الجليس يقول: لا نعطي اليتامى والمساكين شيئاً، وأصحاب الحق أولى بالحق.

فرب العزة يقول: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء:9] فيا من قلت هذا القول قد يأتي يوم من الأيام ويكون ابنك فيه يتيماً ويحتاج إلى الصدقة، فتحتاج أنت أيضاً إلى شخص يعطف على ابنك ويحنو عليه ويقول للناس: اتركوا له شيئاً من الصدقة.

وفي الآية إشعار أن جزاء الإحسان الإحسان وهذا واضح {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ} [النساء:9] فإن ما تصنعه مع أولاد الناس يصنعه الناس مع أولادك، وإن لم تكن صريحة في المعنى لكنها تدل عليه بقوة.

ولذلك قلنا: عليك أن تحرص على المرأة الصالحة من البيت الصالح، وذلك لأن الله قال:{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف:82] فالصلاح من الوالد وكان سبباً في حفظ الجدار أو في حفظ الكنز، فهنا يذكر الله سبحانه وتعالى عباده بأن يقولوا كلمة طيبة {فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ} [النساء:9] في كلامهم {وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء:9] .

ومن المعلوم أن القول السديد سبب في صلاح عملك، والقول المعوج سبب في فساد عملك، يقول الله سبحانه:{اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [الأحزاب:70-71] القول السديد سبب في صلاح العمل، والقول الأعوج الذي تريد به أحياناً وجه الناس وأحياناً تريد به مصلحتك، كل ذلك سبب في فساد عملك.

{فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء:9] أي: ما تحب أن يصنع مع أبنائك فاصنعه مع هؤلاء الأيتام.

وقد يأتي رجل محتضر فيأتي شخص يقول له: أوص بمالك كله في سبيل الله، والأولاد يتولاهم الله، فهذا من الجور في النصيحة، وآخر يعكس المسألة فيقول: اترك أموالك كلها لأولادك ولا تنفق شيئاً في سبيل الله، فهذا أيضاً من الجور في النصيحة، والقول السديد: هو الوسط الحق العدل.

ص: 16