المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم التسبيح في الركوع والسجود - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٥٠

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة الواقعة [3]

- ‌نار الدنيا تذكر بنار الآخرة

- ‌حكم التسبيح في الركوع والسجود

- ‌تفسير قوله تعالى: (فلا أقسم بمواقع النجوم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لا يمسه إلا المطهرون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أفبهذا الحديث أنتم مدهنون)

- ‌التحذير من استعمال نعم الله في معصيته

- ‌تفسير قوله تعالى: (فلولا إذا بلغت الحلقوم)

- ‌أصناف الناس عند الموت

- ‌الأسئلة

- ‌صحة حديث: (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً

- ‌حكم تقبيل المرأة وهي حائض

- ‌حكم اتباع جنازة تحدث فيها بدع

- ‌الفرق بين اليمين المؤكدة ويمين اللغو

- ‌عدم ثبوت حديث: (خير أمتي في المدن)

- ‌حكم لبس المرأة للجيبة

- ‌تدليس الأعمش وسفيان

- ‌حكم إطلاق لفظة (عاقد القران)

- ‌الدعاء للميت بعد دفنه

- ‌صفة التيمم

- ‌حكم القراءة من المصحف في صلاة النافلة

- ‌استحباب صلاة الرجل للنافلة في بيته

- ‌استحباب صلاة المرأة في بيتها

- ‌حكم المتاجرة باللحوم المستوردة

- ‌الحث على سماع أشرطة الشيخ محمد حسان

- ‌صحة حديث: (أمتي هذه أمة مرحومة)

- ‌النساء من أعظم الفتن

- ‌حكم المرور من أمام المأمومين أثناء الصلاة

- ‌المعاصي سبب في زوال النعم

- ‌من شروط المسح على الخفين

- ‌حكم الإهلال من ميقات المدينة لغير أهلها

- ‌حكم قطرة الأنف للصائم

- ‌حكم عقد الزواج لمن حصل بينهما فاحشة قبل موعد العقد

- ‌ورود حديث الجساسة في صحيح مسلم

- ‌حكم إعطاء الطفل (البزازة) التي ليس فيها حليب

- ‌جواز العقيقة بشاة واحدة للذكر

- ‌قضاء الصوم عند الاستطاعة

- ‌حكم الزواج العرفي

- ‌ضعف حديث: حفظ القرآن

- ‌استحباب لبس القواعد للنقاب

- ‌حكم دفن الميت ليلاً

- ‌حكم من جامع امرأته وهي حائض

الفصل: ‌حكم التسبيح في الركوع والسجود

‌حكم التسبيح في الركوع والسجود

قال تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة:74]{فَسَبِّحْ} أي: نزه {بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} : من العلماء من قال: إن (الباء) هنا زائدة، والمراد: سبح اسم ربك العظيم، أي: نزه اسم ربك العظيم عن كل ما يلحد به الملحدون في أسمائه سبحانه وتعالى، ونزه اسم ربك عن كل نقص وعن كل عيب، فلا تفعل كما يفعل أهل الشرك إذ يشتقون من اسم الله اللات ويطلقونها على صنم، أو يشتقون من اسم العزيز العزى ويطلقونها على صنم آخر، فقوله تعالى:{فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة:74] من أهل العلم من قال: معناها سبح اسم ربك العظيم، وقد ورد نحو هذا في قول الشاعر: تمنَ ابنتاي ألا يموت أبوهما وهل أنا إلا من ربيع أو مضر فقوما وقولا بالذي قد علمتما ولا تخمشا وجهاً ولا تحلقا شعر إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبكِ حولاً كاملاً فقد اعتبر وقد قدمنا ما في ذلك، قال تعالى:{فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة:74] لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:(اجعلوها في ركوعكم)، وكذلك لما نزل عليه {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى:1] قال عليه الصلاة والسلام: (اجعلوها في سجودكم) .

وهل قوله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوها في ركوعكم) يفيد الوجوب؟ كثير من أهل العلم يرون أن ذلك للاستحباب لتنوع الأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركوع، والسجود، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه:(سبوح قدوس رب الملائكة والروح) وثبت أنه كان يقول: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، وثبت أنه كان يقول:(اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي) ، إلى غير ذلك من الأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركوع، فلتنوع هذه الأذكار ذهب كثير من العلماء إلى أن {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة:74] قولها ليس بواجب، ومن تركها فصلاته صحيحة، وإن لم يقل شيئاً أصلاً فالصلاة كذلك صحيحة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علم المسيء في صلاته فقال:(إذا قمت إلى الصلاة فكبر)، ثم جاء إلى الركوع فقال:(اركع حتى تطمئن راكعاً) ، ولم يوجب عليه في هذا الركوع شيئاً، وقد قال كثير من أهل العلم: إن حديث المسيء صلاته قد جمع أركان الصلاة، هذا والله سبحانه وتعالى أعلم.

أما من استبدلها، فمثلاً: استبدل (سبح اسم ربك العظيم) بسبحان ربي الأعلى، فقال:(سبحان ربي الأعلى) في الركوع، وقال:(سبحان ربي العظيم) في السجود، فهل يلزمه سجود سهو أو لا يلزمه؟ ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يلزمه أن يسجد للسهو، وذلك لأن (سبح اسم ربي الأعلى) في الركوع داخلة أيضاً في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:(أما الركوع فعظموا فيه الرب)، وكذلك قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول له: اذكر كذا اذكر كذا، يذكره ما لم يكن يذكر، حتى لا يدري كم صلى، فإذا وجد ذلك أحد فليسجد سجدتين -وفي بعض الروايات- قبل أن يسلم -وبعضها- بعد التسليم) .

فالشاهد في: (حتى لا يدري كم صلى) فهي في الأركان، والله سبحانه وتعالى أعلم، ثم إن الخلاف في هذه المسألة وارد أيضاً.

ص: 3