المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (لولا أن تداركه نعمة من ربه - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٧٢

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة القلم [3] وسورة الحاقة [1]

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأملي لهم إن كيدي متين

- ‌تفسير قوله تعالى: (فاصبر لحكم ربك

- ‌تفسير قوله تعالى: (لولا أن تداركه نعمة من ربه

- ‌تفسير قوله تعالى: (فاجتباه ربه فجعله من الصالحين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم

- ‌تفسير قوله تعالى: (وما هو إلا ذكر للعالمين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (الحاقة، ما الحاقة

- ‌تفسير قوله تعالى: (كذبت ثمود وعاد بالقارعة

- ‌تفسير قوله تعالى: (وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية)

- ‌الأسئلة

- ‌الكلام على حديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عن زان اعترف لأنه تاب

- ‌حكم إفطار الصائم قضاء قبل الغروب

- ‌حكم مخالفة الكفار

- ‌حكم زواج رجل بامرأة وقد زنى بأمها

- ‌يأتي لفظ (الريح) للشر، و (الرياح) للخير لكن لا يطرد

- ‌حال حديث (إذا رأى أحدكم من أهله أو ماله شيئاً يعجبه فليقل

- ‌حقوق المرأة على الرجل إذا طلقها

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (لولا أن تداركه نعمة من ربه

‌تفسير قوله تعالى: (لولا أن تداركه نعمة من ربه

.)

{لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ} [القلم:49]، لولا أن الله رحمهُ {لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ} [القلم:49] ، فإن قال قائل: كيف يقال: {لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ} ؟ أليس يونس قد نبذ بالعراء؟ الإجابة: بلى قد نبذ يونس صلى الله عليه وسلم بالعراء؛ لأن الله قال: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ} [الصافات:145]، فإذاً: كيف يجاب على هذا الإشكال؟ {لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ} ، فالإجابة: أنه نبذ بالعراء، لكنه نبذ بالعراء وهو غير مذموم، فقد تاب الله عليه، فحينئذٍ يندفع الإشكال، فيونس صلى الله عليه وسلم نبذ بالعراء وهو سقيم أي: مريض، لكن وإن كان مريضاً في بدنه فقد غفر الله سبحانه وتعالى له ذنبه، كما قال تعالى: في كتابه الكريم: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:87-88] ، فهو قد نبذ بالعراء، لكن نبذ بعد أن تاب الله عز وجل عليه، ولم ينبذ وهو مذموم، ولولا رحمة الله لنبذ بالعراء وتبعه مع هذا النبذ المقت والذم، والله أعلم.

ص: 4