المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وأنه لما قام عبد الله يدعوه - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٧٦

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة الجن

- ‌حقيقة الجن

- ‌تفسير قوله تعالى: (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن

- ‌تفسير قوله تعالى: (يهدي إلى الرشد فآمنا به)

- ‌تفسير قوله: (وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأنا لمسنا السماء

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون)

- ‌خلاف العلماء في دخول المؤمنين من الجن الجنة

- ‌تفسير قوله تعالى: (وألوا استقاموا على الطريقة

- ‌تفسير قوله تعالى: (ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذاباً صعداً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأنه لما قام عبد الله يدعوه

- ‌تفسير قوله تعالى: (قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الذبائح التي تذبح في الموالد

- ‌تأخير صلاة الفجر ساعة كاملة

- ‌حديث: (ثلاثة لا يهولهم الفزع)

- ‌حديث: (صلاة على إثر سواك أفضل من خمس وسبعين صلاة)

- ‌حديث: (لو يعلم الناس ما في السواك لبات مع الرجل في لحافه)

- ‌حديث: (أفواهكم طرق القرآن، فنظفوها)

- ‌الوضوء مع الغسل

- ‌حكم تأخير الصلاة عن وقتها لعذر

- ‌حكم العمل الزراعي مع مشاركة النساء

- ‌حكم العمل وقت صلاة الجمعة

- ‌تقبيل يد وقدم العالم أو الصالح

- ‌الطمأنينة ورجاء رحمة الله

- ‌زواج الإنس بالجن

- ‌تفسير قوله تعالى: (لن تراني)

- ‌حكم السفر بدون إذن الأب

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وأنه لما قام عبد الله يدعوه

‌تفسير قوله تعالى: (وأنه لما قام عبد الله يدعوه

.)

قال تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} [الجن:19] عبد الله هو: رسول الله عليه الصلاة والسلام، (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ) يدعو ربه، يدعو الله.

{كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن:19] الشيء الملبد هو: الملتف المجتمع، ومنه: تلبيد الشعر.

أي: جمع بعض الشعر إلى بعض، كما في الحديث:(إني لبدت شعري وقلدت هديي) فالتلبيد: جمع الشعر بعضه إلى بعض بالصمغ، (كَادُوا) أي: كاد الجن (يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) التفوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، واجتمعوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأطبقوا عليه، وهذه الآية للعلماء فيها قولان: القول الأول: أن الجن والإنس الكفار لما سمعوا مقالة رسول الله، وتلاوته اجتمعوا على رسول الله، وتلبدوا حول رسول الله كي يطفئوا نور الله، ولكن الله أظهره.

القول الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ القرآن، اجتمعت الجن وتلبدت حوله، وركب بعضهم فوق بعض حتى يستمعون لهذا القرآن.

فإما أن يكون تفسير: (كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) أي: لحجبه وإطفاء نور الله، ولكن الله أظهره، أو يكون تفسيرها: للاستماع والإنصات لهذا القرآن العجب.

قال تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا * قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا * قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا} [الجن:19-21] هذا قول رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام، {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} [الجن:22] أي: مهرباً أهرب فيه.

{إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن:23] العصيان هنا محمول على الكفر، لأنه أوجب الخلود، لكن مجرد العصيان لأمر من الأوامر أو لنهي من النواهي، لا يوجب الخلود، فالعصيان الموجب للخلود هو الكفر.

{حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا} [الجن:24] خبر يحمل معنى التهديد.

ص: 13