المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (كل نفس بما كسبت - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٧٩

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة المدثر [2]

- ‌تفسير قوله تعالى: (ذرني ومن خلقت وحيداً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنه فكر وقدر

- ‌تفسير قوله تعالى: (وما جعلنا أصحاب النار

- ‌تفسير قوله تعالى: (كلا والقمر

- ‌تفسير قوله تعالى: (كل نفس بما كسبت

- ‌هل الآية تدل على كفر تارك الصلاة

- ‌تفسير قوله تعالى: (فما تنفعهم شفاعة الشافعين

- ‌تفسير قوله تعالى: (بل يريد كل امرئ منهم)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم من أتى زوجته في دبرها

- ‌حكم الجمع بين أكثر من نية في صلاة النافلة

- ‌حكم قراءة القرآن على القبور

- ‌ما حال حديث: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)

- ‌ما حال حديث: (إن الله كره لكم قيل وقال

- ‌ما المراد بقوله عليه الصلاة والسلام: (كثرة السؤال)

- ‌حكم بيع الاسترتشات وبناطيل النساء

- ‌هل يجوز لي أخذ مبلغ من المال مقابل خروجي من الشقة التي أنا فيها

- ‌حكم امرأة تحتال من أجل استمرار معاش زوجها الميت لها

- ‌حال: (اقرءوا يس على موتاكم)

- ‌حكم فتاة دخلت الجامعة بغير رضا أخيها

- ‌سبب عدم ذكر البسملة في سورة براءة

- ‌قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين

- ‌حكم نبش قبور المشركين لبناء مسجد مكانها

- ‌حكم من حج قارناً ولم يستطع ذبح الهدي ولا صيام ثلاثة أيام في الحج

- ‌حكم الاستعاذة قبل القراءة

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (كل نفس بما كسبت

‌تفسير قوله تعالى: (كل نفس بما كسبت

.)

قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر:38] أي: سجينة ومحبوسة مرتهنة بعملها، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(الغلام مرتهن بعقيقته)، وكما قال سبحانه في الآية الأخرى:{وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} [الأنعام:70]، فقوله تعالى:(أن تبسل نفس بما كسبت) تبسل أي: تحبس في النار.

{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} [المدثر:38-39] لكن أصحاب اليمن {فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ} [المدثر:40-41] .

لكن هل قوله تعالى: {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} [المدثر:39] يفيد أن أصحاب اليمين لا يرتهنون بأعمالهم؟ للعلماء في هذه المسألة قولان: القول الأول: من العلماء من يحمل محامل ويؤول تأويلات ويقدر تقديرات فيقول: (إلا أصحاب اليمين) فإنا قد غفرنا لهم ما ارتكبوه من سيئات، وعفونا لهم ما اقترفوه من آثام، فهم إذاً في جنات يتساءلون بعد أن كفرنا عنهم السيئات.

القول الثاني: هي محمولة على أهل الشرك، أما أهل الإيمان فلم يقترفوا شركاً، فما ارتهنوا إذاً بشرك اقترفوه، والله أعلم.

{إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} [المدثر:39] وهم أهل الجنة الذين أوتوا كتبهم باليمين {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} [الحاقة:19] .

{فِي جَنَّاتٍ} [المدثر:40] أي: آل بهم المقام إلى جنات، فمقامهم ومستقرهم في جنات، {يَتَسَاءَلُونَ} [المدثر:40] ، أي: فيما بينهم، أو يسألون أهل الإجرام:{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر:42] أي: ما هو السبب الذي أوردكم هذا المورد وأنزلكم سقر؟ {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} [المدثر:43-46] فسبب دخولهم سقر أربعة أشياء ذكروها: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [المدثر:43-47] أي: حتى متنا على هذه الحال، فاليقين هو: الموت لقوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99]، اليقين هنا هو: الموت، وإن كان له معان أخر، ومن هذا الباب قول الرسول صلى الله عليه وسلم لامرأة قالت في شأن عثمان بن مظعون قولاً حسناً، فقال لها الرسول:(أما هو فقد جاءه اليقين من ربه)، لما قالت: رحمت الله عليك! ظني أن الله سبحانه وتعالى قد رحمك، أو كما قالت، فقال لها الرسول:(أما هو فقد جاءه اليقين من ربه) فقولهم: {حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [المدثر:47] يعني: حتى متنا على هذه الحال من ترك الصلاة ومنع المساكين، ومن الخوض مع الخائضين، ومن التكذيب بيوم الدين.

ص: 6