المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم تزويج البنت نفسها بدون موافقة وليها - سلسلة علو الهمة - المقدم - جـ ١٨

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌علو الهمة [18]

- ‌تشريف الله عز وجل للأمة الإسلامية بالقرآن الكريم

- ‌التنبيه على بعض العوائق والأخطاء في طلب العلم

- ‌جدول في طلب العلم من بدايته إلى منتهاه

- ‌وظائف ينبغي على طالب العلم مراعاتها مع القرآن الكريم

- ‌شرف حفظ القرآن الكريم

- ‌منهجية العلماء في طلب العلم

- ‌التحذير من هجر القرآن الكريم

- ‌أنواع هجر القرآن الكريم

- ‌وجوب إعطاء القرآن الكريم الأولوية المطلقة في طلب العلم

- ‌حكم نسيان القرآن الكريم

- ‌حكم تجويد القرآن الكريم

- ‌حكم تعليم القرآن الكريم

- ‌مظاهر احتفاء الإمة الإسلامية بالقرآن الكريم

- ‌فضل تعلم القرآن الكريم وتعليمه

- ‌أهمية الاعتناء بكتاب الله عز وجل وتقديمه على غيره

- ‌وجوب تعظيم القرآن الكريم وتنزيهه

- ‌حكم السفر بالقرآن إلى أرض العدو

- ‌حكم مس المجنون والصبي للمصحف

- ‌من آداب قراءة القرآن

- ‌حكم كتابة القرآن في الثياب والحيطان والحروز

- ‌تحريم الجدل في القرآن الكريم

- ‌فضل الماهر بالقرآن الكريم

- ‌أهمية تعهد القرآن الكريم والتحذير من نسيانه

- ‌من عوامل حفظ القرآن الكريم تطهير الباطن

- ‌فضل حملة القرآن الكريم

- ‌الأسئلة

- ‌ذكر بعض فضائل الصيام وحكم صيام شهر رجب

- ‌حكم القول بأن الزلزال ظاهرة طبيعية

- ‌حكم تزويج البنت نفسها بدون موافقة وليها

- ‌حكم استعمال كلمة (الفكر السلفي)

الفصل: ‌حكم تزويج البنت نفسها بدون موافقة وليها

‌حكم تزويج البنت نفسها بدون موافقة وليها

‌السؤال

هذا سؤال وصلني لكن لا أجد طريقة للوصول إلى الشخص الذي أرسل هذا السؤال، فلشدة خطورته ننبه عليه، وهو أن شاباً من الشبان تعرف على فتاة ويبدو أنه تدين منذ قريب، فصار متديناً أو ملتزماً ثم لما تقدم إلى أبيها رفضه أبوها، ويبدو أن أباها رفضه بسبب الدين، وبسبب التزامه، فالسؤال: هل يمكن أن تتزوجه بدون موافقة وليها؟

‌الجواب

بلغني أن بعض الناس الذين تجرءوا على الفتوى بدون علم فتحوا هذا الباب من الشر، وقالوا للأخ: مادام أن أباها رفض بسبب دينك فلك أن تتزوجها، ومثل هذه القضايا هي في غاية الحساسية وغاية الخطورة؛ لأن الأصل الأصيل والمقطوع به في الشريعة والمطابق لقول النبي صلى الله عليه وسلم بعد كلام الله عز وجل في القرآن الكريم هو: لا نكاح إلا بولي، والأدلة على ذلك كثيرة، فلا يجوز أبداً بحال من الأحوال الزواج بدون ولي، صحيح أن الشريعة احترمت إرادة المرأة، واعتبرت حقها الأدبي في الموافقة على الزوج إذا كانت بالغة، لكن مع احترام إرادتها ليس لها أن تزوج نفسها، بل لا بد أن الذي يلي تزويجها هو وليها الشرعي.

وليس هذا فحسب، بل بجانب سلطة الولي الشرعي في أن يزوجها أو لا يزوجها فإن هذا الولي مطالب بأن ينظر في أن يحترم أيضاً ضوابط ومقاييس الشريعة، لا أن يبحث في هواه هو بعيداً عن مصلحة ابنته وعن أولويات الدين، فإذا حصل منه ذلك، ووجد قضاء شرعي؛ فإن هذه البنت تفزع إلى القاضي فيمكنها من التزويج؛ لأن هذا يعتبر نوعاً من العضل.

أما أننا في مثل هذه القضايا الخطيرة نسمع الكلام من طرف واحد، ولا ننصت إلى كلام الولي نفسه فهذا بلا شك قد يوقعنا في جور وتعدٍ لحدود الله سبحانه وتعالى، فلا بد من التثبت من أشياء كثيرة، ولا ننصح بحال من الأحوال أن تفزع أخت أبداً مهما زين لها هذا الفعل أن تتزوج بدون إذن وليها.

ومثل هذه الفتوى أعتقد أن فيها جرأة على الله سبحانه وتعالى، وجرأة على دين الله، أعني: أن يفتح باب أن البنت تزوج نفسها بهذه الصورة بحجة أن أباها رفض هذا الخاطب؛ لأن الغالب أن الأب يبحث عن مصلحة ابنته، وهي نتيجة أنها تحكم العاطفة فقط، وليس عندها خبرة في الحياة، ولا معرفة بالناس؛ لأنها لا تجالس الرجال، ولا تعرف طبائع الناس، فهي محصورة عن معرفة ما آل إليه حال الناس وخداعهم.

ثم إن البنت التي تلي تزويج نفسها تشعر بوقاحتها، وأنها قليلة الحياء، فشرع الله سبحانه وتعالى أن يتولى ذلك أبوها، رعاية لحقها؛ لأن الأب كل همه أن يضمن لها الاستقرار بقدر المستطاع، لا أن يكبلها، هذا هو الأصل في الآباء، صحيح أن هناك شواذ لكن القاعدة: أن الأب أدرى الناس بمصلحة ابنته، وأنه ينظر في مصالحها، وأنه أقدر على حسم هذه الأمور منها هي، وأنه لا يريد بها إلا خيراً، هذا هو الأصل وهذه هي القاعدة، فنرجو ألا يسمع ولا ينصت على الإطلاق لأي أحد يفتى بالجرأة في هذا الباب، ثم بعدما يتبعون أهواءهم يفزعون إلى أبي حنيفة ويقولون: إن أبا حنيفة أجاز ذلك، وغير ذلك من الكلام، وليس في هذا إلا مجرد أنه يتشهى بانتقاء الأقوال التي توافق مآربه، فنرجو ألا يفتح هذا الباب هنا في بلادنا أو في أي مدينة أخرى بأي حال من الأحوال حتى لا يصبح الأمر فوضى بحجة أن الأب لا يريد زوجاً متديناً، فهذا صعب أن نحكم عليه أو نصدقه ويحتاج إلى كثير من التحري قبل الكلام في مثل هذه الأمور.

ص: 30