المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون) - سلسلة محاسن التأويل - المغامسي - جـ ٤

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌ تفسير سورة البقرة [4]

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ثم عفونا عنكم من بعد ذلك)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة)

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون)

‌تفسير قوله تعالى: (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون)

قال الله تعالى: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة:53] كل ما مضى من الآيات المبدوءة: وإذ مبدوءة بإذ الشرطية تتعلق بالزمان ومعناها: واذكروا إذ، واذكروا إذ آتينا موسى واذكروا إذ جعلتم واذكروا إذ فرقنا.

قال الله تعالى: (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) من المعلوم أن الواو التي بين الكتاب والفرقان هي واو عطف، والأصل في العطف أنه يقتضي المغايرة، فهل الفرقان هنا غير الكتاب؟ الكتاب الذي أنزل على موسى هو التوراة، وبعض المفسرين يقولون: إن التوراة هي الفرقان، ويحتجون بآية سورة المؤمنون، ويقولون في العطف هنا: هذا عطف في الصفات لا في الذوات، وينزل التغاير في الصفات منزلة التغاير في الذوات، وهذا مر معنا تحريره فيما سبق، والمعنى: أن التوراة التي أنزلها الله على موسى وصفت بأنها كتاب، ووصفت بأنها فرقان، وممن رجح هذا العلامة الشنقيطي رحمة الله تعالى عليه في أضواء البيان، واحتج بقول الله جل وعلا:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} [الأعلى:1 - 3] فجاء بالعطف، والكلام كله عن إله واحد هو الله جل جلاله، لكن هذا تغاير في الصفات وليس تغايراً في الذات.

هذا ما اختاروه، والحق أنه يصعب علي قبول هذا هنا، فأرى أن الفرقان غير الكتاب؛ لأن الكتاب ليس صفة وإنما هو الاسم الأول الجامع للتوراة، والفرقان أو كونه ضياء صفات، فلو قال: وإذ آتينا موسى الفرقان والضياء لقلنا: إنها صفات لكن هذه تنزل عندي على قول الله جل وعلا: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب:34] فآيات الله: القرآن، والحكمة: ما أعطاه الله نبيه من غير القرآن، وقطعاً مثل ما أوتي نبينا صلى الله عليه وسلم نوراً وفرقاناً غير القرآن يحكم به ويهتدي به فقد أعطي أنبياء الله من قبل كموسى وهارون مع التوراة شيئاً خاصاً بهم غير الكتاب الذي يتلى على قومهم، هذا الذي يترجح والعلم عند الله.

ص: 4