المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا) - سلسلة محاسن التأويل - المغامسي - جـ ٤

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌ تفسير سورة البقرة [4]

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ثم عفونا عنكم من بعد ذلك)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة)

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا)

‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا)

قال الله جل وعلا بعد أن ذكر نتفاً من أخبار بني إسرائيل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:62].

هذه الآية مشكلة، فكثيراً ما يحصل السؤال عنها، حتى قال بعض المعاصرين: الله أساغ الأديان كلها ولم يحصرها في الإسلام، الله يقول:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:62]، من أين أتيتم بأن الله لا يقبل إلا ديناً واحداً؟! ويردون آية آل عمران! ونحن قلنا دائماً: نقض الشيء لا بد أن يكون بإقامة الحق مكانه، فنقول: هناك فِرَق وقت تنزل القرآن، ووقت نزول سورة البقرة، ونزول هذه الآية، وهم: المؤمنون: محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، واليهود، والنصارى، وعبدة النار الذين هم الصابئة، والمجوس عبدة النار، وقيل: إن الصابئة عبدة الكواكب، واختلف في تحديدهم، أياً كان الأمر فكان هناك ملل ونحل، والعبرة عند الله بالموافاة أي: بماذا تلقى الله، فلو فرضنا أن إنساناً دخل في الدين الإسلامي ومكث إلى قبل خاتمته ثم أعلن براءته من الإسلام فمات على غير الإسلام فهذا لا ينطبق عليه الوعد الرباني:{وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:62]، ولو أن رجلاً يهودياً قبل أن يوافي الله تاب وتنصل من يهوديته وآمن بالله واليوم الآخر فينطبق عليه قول الله جل وعلا:{وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:62]، فالله جل وعلا ذكر أهل الإيمان هنا مرتين متغايرين: الأول باعتبار دعواهم، والثاني: باعتبار موافاتهم بالإيمان والبقاء والثبات عليه، فالله يقول: إن الأمر والشأن بيني وبينكم أن تلقوني وأنتم مؤمنون بالله واليوم الآخر، سواء قلتم أنكم مؤمنون أو نصارى أو يهود أو صابئة، فإذا تنصلتم مما أنتم فيه وبقيتم على الإيمان بالله واليوم الآخر انطبق عليكم وعدنا: لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون، وعبر الله هنا بضمير الغائب.

ص: 9