المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب العاشرفي ذكر سنه ومقدار عمره - سيرة عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز - جـ ٢

[ابن رجب الحنبلي]

الفصل: ‌الباب العاشرفي ذكر سنه ومقدار عمره

‌الباب العاشر

في ذكر سنه ومقدار عمره

روى محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن منجاب بن الحارث، عن يحيى ابن عبد الملك بن أبي عتبة، أن عبد الملك بن عمر كان ابن تسعَ عشرةَ سنة حين ماتَ رحمه الله.

وذكر القاضي أبو عبد الله القضاعي في كتاب "تاريخ الخلفاء" قال: عاش عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز تسعَ عشرة ونِصفًا.

وذكر أبو الفرج بن الجوزي في كتاب "أعمار الأعيان"(1) قال: عبد الملك ابن عمر لا يُتيقَّنُ عمره، ولكنه مات صبيًّا في حياةِ أبيه -رحمهما الله تعالى.

(1) في الأصل: "أعمال"، والصواب "أعمار الأعيان" كما ذكرنا وهو مطبوع بتحقيق د. محمود الطناحي رحمه الله بمكتبة الخانجي.

ص: 498

الباب الحادي عشر (1)

في ثناء العُلَمَاء عليه ومدحهم له

فمنهم أبوه أميرُ المؤمنين عمرُ بن عبد العزيز رضي الله عنه وقد سبق بعضُ كلامِهِ في ثنائِهِ عليه، وكان عمر بن عبد العزيز شديدَ الحب لابنه عبد الملك والإعجاب به وحديثِهِ، ولكنه كان لشدة خَوْفِهِ وقوةِ وَرَعِهِ يخاف أن لا يكون ابنه في الأمرِ كذلك، وأنه زُيّن له فيه ما يُزَيَّنُ للوالدِ من ولدِهِ، فكان يتوقَّفُ أحيانًا ويسألُ غيره، وقد ذكرنا بعضَ ذلك فيما تقدم.

وروى الدورقيُّ بإسنادٍ له أن عمر قال لابنه عبد الملك يومًا: يا عبد الملك، إني أخبرك خبرًا، لا والله إِن (2) رأيت فتى ماشيًا قط أنسَكَ منك نسكًا ولا أفقه فقهًا ولا أقرأ منك، ولا أبعدَ من صبوةٍ في صغيرٍ ولا كبيرٍ.

قال: وقال عمر بن عبد العزيز: واللهِ لولا أن يكونَ بي زينةٌ من أمرِ عبد الملك ما يُزيَّنُ في عينِ الوالدِ من ولدِهِ، لرأيتُ أنه أهل للخلافة.

وبإسناد له آخر: إِنَّ عبدَ الملك لما توفي جَعَلَ أبوهُ يثني عليه عند قبرهِ، فَقَالَ له رجل: يا أمير المؤمنين، لو بقي كنت تعهدُ إِلَيْهِ؟ قال: لا. قال: لم وأنت تثني عليه؟ قال: أخافُ أن يكون زُيِّن في عيني منه ما يُزيَّنُ في عين الوالدِ من ولده.

ومنهم ميمون بن مهران من أعيان التابعين، وكان خصيصًا بعمر بن عبد العزيز، وقد تقدم بعض ذكر ثنائِهِ عَلَى عبد الملك.

وروى الإمام أحمد بإسناده عن ميمون بن مهران قال: ما رأيتُ ثلاثة في بيتٍ خيرًا من عمر بن عبد العزيز، وابنهِ عبد الملك، ومولاهم مزاحم.

(1) طمس بالأصل. وترتيب الأبواب يقتضيها.

(2)

إِنَّ هنا: بمعنى ما النافية.

(3)

طمس بالأصل.

ص: 499

ومنهم الربيعُ بن سبرة، روى ابن أبي الدُّنْيَا بإسناده عن الربيع بن سبرة أنه دخل عَلَى عمر بن عبد العزيز لما هَلَكَ ابنُهُ عبد الملك وأخوهُ سهلٌ ومزاحم مولاهم في أيامٍ متتابعةٍ، فَقَالَ له الربيع: أعظم الله جَزاءك يا أمير المؤمنين، فما رأيتُ أحدًا أصيبَ بأعظم من مصيبتك في أيام متتابعة، والله ما رأيتُ مثلَ ابنك ابنًا، ولا مثلَ أخيك أخًا، ولا مثلَ مولاكَ مولى قط.

ومنهم سيار بن الحكم أنه قال: قال ابن لعمر بن عبد العزيز يقال: له عبد الملك -وكان يفضل عَلَى أبيه عمر: يا أبَهْ، أقم الحقَّ ولو ساعةً من نَهارٍ.

***

ص: 500