المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى حديث: (أنا رسول الله، ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم) - شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - حسن أبو الأشبال - جـ ٣٢

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ النهي عن التفكر في ذات الله تعالى

- ‌سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن التفكر في ذات الله عز وجل

- ‌نهي السلف عن الخوض في صفات الله بالتكييف والتأويل ونحو ذلك

- ‌النهي عن الوسوسة في الإيمان

- ‌علاج المؤمن من تسلط الشيطان ووسوسته

- ‌كلام الإمام النووي في معاني أحاديث النهي عن الوسوسة في الإيمان

- ‌كلام ابن القيم في علاج الوسوسة في الإيمان

- ‌النظر إلى أحوال السلف في متابعتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الأكل في الطريق

- ‌حكم القول عن الرجل الصالح: إنه من الأبدال

- ‌منهج الألباني في تصحيح الحديث

- ‌الوضوء بالمد

- ‌الإخلاص أفضل سورة في القرآن على الإطلاق

- ‌حكم زواج المرأة بدون إذن وليها

- ‌رؤية الله في المنام

- ‌معنى حديث: (أنا رسول الله، ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم)

- ‌تشكيك الشيطان المرء في قدرة الله عز وجل

- ‌حكم تخليل اللحية بالماء في الوضوء

- ‌حكم العمل في المحرمات

- ‌حكم حضور أفراح فيها مغنون ودفوف، وحكم الأناشيد الإسلامية

- ‌من نذر طاعة الله لزمه الأداء

الفصل: ‌معنى حديث: (أنا رسول الله، ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم)

‌معنى حديث: (أنا رسول الله، ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم)

‌السؤال

ما معنى حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (أنا رسول الله، ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم)؟

‌الجواب

ثبت في السنة أن امرأة مات ولدها، فقالت: هو في الجنة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: بل هو في النار (أتتألين على الله عز وجل؟ فبكت المرأة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أنا رسول الله ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم).

أي: أنا رسول الله ولا أتألى على الله بهذا، وإنما هو محض فضله تبارك وتعالى.

ولذلك من عقيدة أهل السنة والجماعة أنه لا يقطع لأحد بجنة ولا نار إلا ما ورد القطع به في الكتاب والسنة، وقد ورد القطع بأن عليه الصلاة والسلام في الجنة حيث قال:(النبي في الجنة، والصديق في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة)، والحديث بتمامه كما أخرجه الطبراني:(ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟ كل امرأة ودود ولود عئود، إذا غضب عليها زوجها قالت: لا أذوق غمضاً حتى ترضى) يعني: لا أستطيع أن أنام إلا وأنت عني راض.

فالنبي عليه الصلاة والسلام مقطوع له بالجنة، بل هو أول من يقرع باب الجنة، ولكنه أراد أن يؤدب الأمة ألا تتألى على الله عز وجل، فقد قال رجل من أهل الطاعة لرجل كان على معصية:(والله لا يدخلك الله الجنة أبداً) وهذا الحديث كثير من الإخوة يحفظه، ومن الناس من إذا كان صاحب لحية قطع لنفسه بالجنة، ويحكم على غيره بالنار، والله ليس هذا الفيصل؛ إذ ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى، واللحية من التقوى، لكنك لا تضمن لنفسك أنك في الجنة.

فقال: (والله لا يدخلك الله الجنة أبداً، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علي؟ فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عمله)؛ لأن الجنة والنار لا يملكهما إلا خالقهما، فليس لك الحكم بأن هذا في الجنة وهذا في النار؛ لأن الأعمال بالخواتيم:(وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها) والعكس بالعكس.

فلا تغتر بطاعتك، فربما يختم لك بغير هذا، وإن العاصي ربما تاب الله عز وجل عليه فختم له بخاتمة السعادة، والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

ص: 17