المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رواية أنس بن مالك رضي الله عنه في الشفاعة - شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - حسن أبو الأشبال - جـ ٥٥

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ الشفاعة لأهل الكبائر يوم القيامة

- ‌باب الشفاعة لأهل الكبائر

- ‌رواية أبي هريرة في الشفاعة

- ‌رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه في الشفاعة

- ‌الخلود نوعان في كتاب الله أبدي ومؤقت

- ‌رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في الشفاعة

- ‌رواية أنس بن مالك رضي الله عنه في الشفاعة

- ‌رواية ابن مسعود رضي الله عنه في الشفاعة

- ‌رواية أبي ذر الغفاري في الشفاعة

- ‌رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنه في الشفاعة

- ‌رواية أبي موسى الأشعري في الشفاعة

- ‌رواية عوف بن مالك في الشفاعة

- ‌رواية حذيفة بن اليمان في الشفاعة

- ‌حكم المكذب بالشفاعة

- ‌وجوب الإيمان بأحاديث الشفاعة وإمرارها كما جاءت

- ‌سياق ما روي في أن المقام المحمود هو الشفاعة

- ‌الأسئلة

- ‌حكم صيام التسعة الأيام الأول من ذي الحجة

- ‌كيفية صلاة الفجر لمن نام عنها

- ‌منزلة الخوارج والمعتزلة في الدين واعتقادهم في عصاة الموحدين

- ‌معنى قوله عليه الصلاة والسلام: (البيعان بالخيار)

- ‌وجوب ستر المذنب على نفسه مع التوبة إلى الله

- ‌حكم صلاة السنة القبلية للظهر أربعاً مجتمعة

- ‌حكم الإفرازات الخارجة من قبل المرأة

- ‌حكم صلاة التسبيح

- ‌حكم ذبح المعز مكان الخروف في الأضحية

- ‌معنى (شرع من قبلنا هو شرع لنا)

الفصل: ‌رواية أنس بن مالك رضي الله عنه في الشفاعة

‌رواية أنس بن مالك رضي الله عنه في الشفاعة

قال: [عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج قوم من النار بعد ما تصيبهم فيها -أي: بعدما تحرقهم النار- فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميين)].

[عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يجتمع المؤمنون يوم القيامة يلهمون لذلك)] أي: الله عز وجل يلهم أهل الإيمان أن يتعرف كل منهم على صاحبه، فيجتمعون ويقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا.

يعني: أن المؤمنين في هذا الموطن يعلمون أن لهم شفاعة عند الله عز وجل.

قال: [(فيأتون لآدم فيقولون: أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء فاشفع لنا إلى ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا.

فيقول: لست هناكم -يعني: لست أهلاً لهذه الشفاعة- وذكر لهم خطيئته التي أصاب -أي: أكله من الشجرة- ولكن ائتوا نوحاً.

فيقول: لست هناكم، وذكر لهم خطيئته التي أصاب، ولكن ائتوا خليل الرحمن إبراهيم.

فيأتون فيقول: لست هناكم، ويذكر خطايا أصابها، ولكن ائتوا موسى عبداً آتاه الله التوراة وكلمه تكليماً، فيأتون موسى عليه السلام، فيقول لهم: لست هناكم، ويذكر لهم خطيئته التي أصاب، ولكن ائتوا عيسى رسول الله وكلمته وروحه، فيأتون عيسى عليه السلام فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا محمداً عبداً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

قال: فيأتوني، فأنطلق إلى ربي -يعني: المؤمنون لهم شفاعة، ورب العزة له شفاعة، والنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث له شفاعة- فأستأذن على ربي، فيؤذن لي عليه، فإذا رأيت ربي وقعت له ساجداً، فيدعني عز وجل ما شاء الله أن يدعني -يعني: يتركني ساجداً على هذه الحال، فألهم دعاء لم أدع به من قبل- ثم يقال: يا محمد! ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع.

قال: فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة -الله عز وجل يجعل له قسماً ممن دخل النار، ويقول: هؤلاء نصيب شفاعتك خذهم وأدخلهم الجنة- ثم أرجع، فإذا رأيت ربي وقعت له ساجداً، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال لي: يا محمد! ارفع رأسك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حداً فأدخلهم الجنة، ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت له ساجداً -للمرة الثالثة- قال ثم أرجع فإذا رأيت ربي -للمرة الرابعة- قال: ثم أشفع فيحد لي خمس مرات، قال: ثم أرجع فأقول: يا رب! ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن)].

أي: إلا من حكم عليه القرآن بالخلود الأبدي في النار.

يعني: لم يبق في النار إلا الكفار.

وهذا الحديث [أخرجه البخاري ومسلم من حديث هشام].

[عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله)].

انظر إلى هذا الترتيب الذي نستفيد منه كذلك أن الإيمان يزيد وينقص.

قال: [(يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، ثم من كان في قلبه من الخير ما يزن برة -أي: من الإيمان والدين- ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله ثم من كان في قلبه ما يزن ذرة)].

والمعلوم أن الذرة أقل من حبة القمح، فهذا يدل على أن الإيمان في القلب نفسه يتجزأ ويتبعض ويزيد وينقص.

[عن أنس: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)].

وقال أنس مرفوعاً: [(يقول الله عز وجل: أخرجوا من النار من وحدني -أي: من كان موحداً، وأصحاب المعاصي موحدون- ومن خافني في مقامي)].

لأنه لا يخاف الله عز وجل إلا المؤمن وإن وقع في المعاصي.

ص: 7